وجهت هيئة الشارقة للمتاحف الدعوة للجمهور في العاصمة الأسترالية كانبرا لمشاهدة تشكيلة من الأعمال الفنية الإسلامية والمشغولات الحرفية التي تعكس الثقافة الإماراتية، والتي يمكن الاطلاع عليها في معرض "لتتعارفوا: العقيدة والثقافة في الإسلام".
وشهد افتتاح المعرض الذي تقام فعالياته في متحف أستراليا الوطني حضور كلًا من الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، وسعادة منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، ومعالي الدكتور عبيد الحيري سالم الكتبي سفير دولة الإمارات في أستراليا، والعميد ركن طيار طارق البناي الملحق العسكري في سفارة الإمارات في أستراليا.
كما كان حاضرًا إلى جانبهم خلال الافتتاح ممثلًا عن الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية في أستراليا، الأب نيكولا مابيلي مدير متحف الفاتيكان للأعراق البشرية (روح العالم)، والمطران كريستوفر براوز رئيس أساقفة كانبيرا وغولبورن، والقس باتريك مكلنبري مدير مركز كولمبان للعلاقات المسيحية الإسلامية، والقس ستيفن هاكيت من مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الأستراليين، وسعادة مليسا هيتشمان السفير الأسترالي إلى الكرسي البابوي. ومن متحف أستراليا الوطني، حضر كل من المدير الدكتور ماثيو ترينكا مدير المتحف، وديفيد أرنولد مساعد المدير، وكارول كوبر كبير أمناء المتحف.
ومن كبار الشخصيات التي شهدت الافتتاح أيضًا كان حاضرًا كل من البروفسور أمين سيكال، مدير مركز الدراسات العربية والإسلامية في جامعة أستراليا الوطنية في كانبرا، والسيد علي فاعور مدير عام المتحف الإسلامي في ملبورن أستراليا، إلى جانب عدد الشخصيات الدبلوماسية المرموقة. وتضمنت القائمة أيضًا الوزير المفوض مشعل بن حمدان الروقي القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية في أستراليا، وسعادة السيد ميرزا هاجيتش سفير البوسنة والهرسك، وسعادة السيد محمد خيرات سفير جمهورية مصر العربية، وسعادة السيد ميلاد رعد السفير اللبناني، وسعادة سودها ديفي فاسوديفان المفوض السامي الماليزي في أستراليا، وسعادة السيد نبيل لخال سفير تونس، وسعادة السيد كريم مدرك سفير المغرب، وضحى الجاسم سكرتير أول لجمهورية العراق، وسعادة ميندا كالاجوايان كروز، السفير فوق العادة والمفوض من الفلبين.
ويمثل الحدث تعاونًا ما بين هيئة الشارقة للمتاحف، ومتحف الفاتيكان للأعراق البشرية في روما، ومتحف أستراليا الوطني، وتستمر فعالياته حتى 22 يوليو 2018.
وتتضمن قائمة المعروضات التي انتقلت من الشارقة مواد إثنوغرافية تمثل الثقافة الإسلامية في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، وتتضمن مجموعة من الأزياء الإماراتية الشعبية، إلى جانب مجموعة من المعروضات الإسلامية الهامة والتي تشمل المنسوجات والمخطوطات. وتعد هذه المعروضات جزءًا من مجموعة متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومتحف الشارقة للتراث، ومتحف الشارقة البحري، ومتحف بيت النابودة، ومتحف الشارقة للخط.
ويبلغ عدد المعروضات التي قدمتها هيئة الشارقة للمتاحف ومتحف الفاتيكان للأعراق البشرية أكثر من 100 قطعة فنية تستعرض تطور الحضارة الإسلامية في الشرق الأوسط وإفريقيا والهند والصين وجنوب شرق آسيا.
ويوجه معرض "لتتعارفوا" الذي استلهم اسمه من القرآن الكريم "وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" (سورة الحجرات الآية رقم 13)، الدعوة للزائرين لمعرفة المزيد عن طبيعة الحياة والأديان والثقافات حول العالم بهدف إضفاء أجواء من الاحترام، والتشجيع على مزيد من الحوار بين الأديان.
وتأتي مشاركة هيئة الشارقة للمتاحف في المعرض تبعًا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، والتي تهدف إلى تشجيع التواصل الثقافي والمعرفة بين الشعوب والدول عبر الاحتفاء بالفنون والتراث.
وكانت هيئة الشارقة للمتاحف قد استضافت المعرض في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية في عام 2014 أثناء الاحتفال باختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية. وقد اطلع الزائرون آنذاك على معروضات من متحف الفاتيكان للأعراق البشرية، والتي كان قسم كبير منها يعرض للمرة الأولى أمام جمهور المشاهدين منذ مئات السنين.
ويتضمن متحف الفاتيكان للأعراق البشرية (روح العالم) نماذج بالغة الأهمية عن الثقافة والفنون من خارج أوروبا، والتي أهديت للبابا بيوس الحادي عشر عام 1925 خلال معرض إكسبو الثقافي العالمي الذي أقيم في روما.
كما يتضمن معرض "لتتعارفوا" مجموعة من المقتنيات الهامة التي تحتفي بالمساهمات البارزة للمسلمين عبر تاريخ أستراليا. حيث يتضمن لوحات تصور العمليات التجارية بين السكان الأصليين في شمال أستراليا، والصيادين المسلمين من جنوب إندونيسيا من القرن الثامن عشر، إضافة إلى أغراض ورسومات تصور ثقافة رعاة الإبل المسلمين خلال القرن التاسع عشر. وقد ساهم هؤلاء الأشخاص في إطلاق التبادل التجاري واكتشاف المناطق الصحراوية في أستراليا. كما أقاموا أول تجمعات سكانية للمسلمين في أستراليا، وقاموا ببناء المساجد.
وفي تصريح لها، قالت سعادة منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: "وصلت الحضارة الإسلامية إلى مختلف بقاع العالم بعيدًا عن منطقة الشرق الأوسط التي انطلق منها الدين الإسلامي ليصل إلى مختلف الناس والثقافات حول العالم. ويأتي معرض لتتعارفوا لإبراز التنوع في مجتمعات المسلمين ابتداءً من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وصولًا إلى جنوبي شرق آسيا وما بعدها".
وأضافت: "نسعى من خلال إقامة المعرض الذي ترعاه هيئة الشارقة للمتاحف ويتضمن أكبر مجموعة مستعارة من المقتنيات والمعروضات، إلى تشجيع الحوار والتسامح والاحترام بين الشعوب، وذلك من خلال التركيز على الروابط المشتركة التي تجمع بين البشر والثقافات التي تداخلت لتشمل الكثير من الأمور المشتركة".
ويتيح معرض "لتتعارفوا" الذي يقام بدعم من السفارة الإماراتية في كانبرا، فرصة هامة لهيئة الشارقة للمتاحف للتواصل مع جمهور أوسع، ومواصلة العمل على تحقيق مهمتها التي تتمثل بتبادل المعارف والفنون والثقافة.
بدورها قالت الدكتورة باربرة جيتا، رئيس متاحف الفاتيكان: "يسلط معرض لتتعارفوا الضوء على ما تتمتع به الفنون الإسلامية من جمال وإتقان إلى أبعد الحدود".
وأضافت: "يحظى الزائرون بفرصة لمشاهدة مجموعة من الأعمال والمقتنيات الرائعة، والتي تتضمن عددًا من أعمال متحف الفاتيكان للأعراق البشرية (روح العالم) ، والتي اختيرت بهدف العمل على إطلاق الحوار بين الشعوب بمختلف معتقداتها، والتشجيع على تقدير الآخرين واحترام ثقافاتهم وتراثهم".
كما قال الدكتور ماثيو ترينكا، رئيس متحف أستراليا الوطني: "جمعت المعروضات التي يتضمنها هذا الحد من مختلف أرجاء العالم الإسلامي مثل شمال إفريقيا، والشرق الأوسط وآسيا".
وأضاف: "تختزل كل تحفة فنية قرونًا من الثقافة والحرفية والإبداع والحضارة. وقد حظيت قدرات الفنانين المسلمين بالتقدير حول العالم، ونحن سعداء بتقديم هذه النماذج المذهلة، وخاصة تلك التي استقدمناها من هيئة الشارقة للمتاحف لتعرض هنا في أستراليا".
وألقى رئيس دائرة العلاقات الحكومية خلال افتتاح "معرض لتتعارفوا" كلمة عن أهمية العلاقات الثقافية ورؤية التسامح لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.. موضحاً من خلالها أن مشاركة إمارة الشارقة في المعرض تهدف إلى تعزيز التسامح والتعايش وقبول الآخر واحترام التنوع الثقافي.
وقال الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية "ما من سبيل إلى ترسيخ قيم التسامح والانفتاح الإنساني من دون أداة الحياة الرئيسية وهي الثقافة، وهذا ما نراه في أنماط العيش اليومي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وأبناء دولة الإمارات أدركوا قيمة الثقافة من خلال التسامح والتآخي، وفق نهج و قيم القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه "، و أن الثقافة هي في أساس توجهها تمثل قيمة كبيرة في التسامح والمحبة"
وأضاف أن " هيئة الشارقة للمتاحف تقوم بدور جداً مهم ومحوري في مجال الترويج للشارقة وتوثيق العلاقات الدولية مع إمارة الشارقة التي تعتمد على التنوع الثقافي، وإننا على ثقة تامة من أن هذه الزيارة ستمهد لآفاق أوسع من التكامل بهدف تطوير سبل التنسيق والعمل المشترك في مجالات الثقافة".
التعليقات