مازالت أزمة تسريبات موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيسبوك"، قائمة في ظل الاتهامات المتبادلة بين مسئولين أمريكيون ومؤسس الموقع ورئيس شركة أبل.
ولم يستطع مؤسس فيسبوك، أن يصمد كثيرا أمام التيار، حيث اعترف زوكربيرج بأن فيسبوك لا تزال تفتقر إلى الشفافية بخصوص بعض الخيارات التي أقدمت عليها في وقت سابق، مقترحا تولي لجنة مستقلة اتخاذ بعض القرارات نيابة عن الشركة.
"لم أكن لأسمح لنفسي بأن أكون في مثل هذا الموقف"، هكذا كان رد تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل الأمريكية منتقدا تسريب بيانات المستخدمين.
ولم ينتظر الرئيس التنفيذي لـ"فيسبوك"، كثيرا أمام الهجوم الذي طال شركته، مدافعا عن موقفه، حيث أكد "من غير المنطقي" أن نرجح أن فيسبوك لا تعتني بببيانات المستخدمين لأنها تمنحهم خدماتها مجانا، وفقا لـ" BBCعربي".
وتأتي تلك المواجهات في ظل الانتقادات المتلاحقة لشركة فيسبوك في أعقاب قيام شركة كمبريدج أناليتيكا للاستشارات السياسية باستخدام بيانات شخصية لحوالي 50 مليون من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي، لكن شركة زوكربرغ اعتمدت في عدم اتخاذ أي إجراء حيال هذا الأمر على تأكيد الشركة البريطانية أنها حذفت تلك البيانات.
وبحسب فيلم تسجيلي عرضته القناة البريطانية الرابعة بأن بعض البيانات الشخصية للمستخدمين التي جمعتها كمبريدج أناليتيكا لا تزال تستخدم حتى الآن رغم تأكيد شركة الاستشارات السياسية أنها حذفت ما لديها من مواد ذات صلة بهذا الشأن.
وطالب تيم كوك رئيس ابل الأمريكي بضرورة وضع ضوابط محكمة، وذلك خلال حديثه حول قضية بيانات المستخدمين على فيسبوك، الأولى كانت في 23 مارس الماضي أثناء مشاركته في منتدى الصين للتنمية.
وأوضح رئيس أبل "معرفة أي شخص لما كنت تتصفحه لسنوات، ومن هم الأشخاص الذين تربطك بهم صلة ما، وماذا تحب وما لا تحب، وكل تفاصيل حياتك الخاصة، لا يمكن أن يكون لشخص القدرة على امتلاكها".
وأشار كوك إلى أن الرقابة الذاتية لا يمكن أن تتحقق بعد ما حدث من قبل شركة فيسبوك، مؤكدا "اعتقد أننا تجاوزنا ذلك هنا".
وأضاف : "يمكننا أن نحصد الكثير من الأموال إذا تاجرنا بعملائنا حال كونهم هم أنفسهم المنتج الذي نبيعه. لكننا اخترنا ألا نفعل ذلك، لأن الخصوصية حق من حقوق الإنسان."
وتحقق أبل أغلب أرباحها من بيع أجهزة الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر اللوحية، وغيرها من أجهزة الكمبيوتر إضافة إلى الخدمات ذات الصلة بتلك الأجهزة مثل تخزين البيانات على الإنترنت، ومنافذ بيع الوسائط.
وفي إطار الحفاظ على ما تبقى من عملاء له على موقع الفيسبوك، قال زوكربرج، "مستعد لقبول" قواعد تنظيمية جديدة.
كما دافع رئيس فيسبوك عن شركته ضد ما أبداه كوك من انتقادات، لكنه لم يذكر أبل ولا رئيسها صراحة أثناء تصريحاته التي استهدف من خلالها الرد على الانتقادات الحادة التي تواجهها الشركة منذ بداية ذلك الجدل.
على صعيد آخر، قال زوكربيرج، أثناء لقاء صحفي استمر 49 دقيقة، إنه يريد أن يجعل من فيسبوك منصة "أكثر ديمقراطية" بحيث يسمح للمستخدمين برفض قرارات فيسبوك ومراجعتها فيما يتعلق بالمحتوى الذي يسمح بنشره أو يحظر نشره.
وأضاف أنه يريد جهة مثل "المحكمة العليا"، أو جهة ليس بها أي من العاملين لدى فيسبوك، تتخذ القرار النهائي فيما يتعلق بما يسمح بنشره وما لا يسمح به كمحتوى على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وواجه رئيس شركة التكنولوجيا العملاقة انتقادات حادة في الفترة الأخيرة في إطار تقرير نشرته الأمم المتحدة يتضمن نتيجة تحقيقها في مزاعم الإبادة الجماعية للمسلمين في ميانمار.
وقال التقرير إن فيسبوك "تحول إلى وحش بعد أن لعب دورا حاسما في نشر الكراهية" لهذه الجماعة.
وزعم زوكربيرج أن رسائل من "طرفي الصراع" عبر تطبيق الرسائل الخاص بفيسبوك كانت تستهدف دفع تلك الأطراف إلى نفس المواقع للقتال فيها.
التعليقات