"مستنقع فيتنام" هكذا يطلق الأمريكيون، هذا الوصف علي الحرب التي خاضوها في فيتنام، وتكبدوا خلالها خسائر كبيرة، وصلت 57 ألف قتيلا، بخلاف الجرحي والمفقودين، ففي شهر فبراير عام 1965 بدأ القصف الأمريكي لشمال فيتنام، وفي 6 مارس تم أول إنزال للبحرية الأميركية جنوب"دانانغ".
وخلال 3 سنوات فقط، في 1968، وصل عدد الجنود الأمريكان في فيتنام إلي 550 ألف جندي، انضموا إلي قوات جنوب فيتنام، وقوات قوي التحالف، من أستراليا ونيوزيلندا والفلبين وكوريا الجنوبية وتايلاند، لتدور معارك ضخمة علي أرض فيتنام، ضد الثوار في الجنوب، وقصف مدمر بالقنابل وبأحدث الأسلحة لشمال فيتنام.
لم تؤثر ألة الحرب الأمريكية المتطورة في معنويات الفيتناميين، وعلي العكس تفوقوا في المناطق الريفية، وارتفعت معنوياتهم، وأمام هذا الإصرار والتحدي، حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها، الخروج من المستنقع الفيتنامي، بإعلان التحالف في 1966، الاستعداد للخروج بشرط خروج شمال فيتنام من الحرب، وهو ما رفضه الشماليون بشكل قاطع.
ولمواجهة هذا رفع الرئيس الأمريكي جونسون، عدد القوات الأمريكية في فيتنام، وزاد من تسلح قواته، التي فشلت في إنهاء الحرب لصالحها، بسبب حرب العصابات التي انتهجها الفيتناميون في الجبال، وكبدت قوات التحالف خسائر بشرية ومادية كبيرة.
ووصل قمة التحدي في الهجوم الذي عرف بهجوم "تيت"، وهي مجموعة العمليات العسكرية، استطاع الثوار الجنوبيون خلالها، من الوصول إلي عاصمة الجنوب "سايغو" والهجوم بكل قوة علي قوات التحالف، وتكبيدها خاسر كبيرة.
أمام سلسلة الخسائر المتوالية للأمريكان، وعدم قدرة قوات التحالف علي تحقيق أهدافها، أزاحت الاحتجاجات المناهضة للحرب في أمريكا الرئيس الأمريكي جونسون، في الانتخابات الرئاسية، ليتولي الرئيس نيكسون، في عام 1969، الذي أعلن أنسحاب 25 ألف جندي أمريكي من فيتنام فور توليه.
حاول الرئيس نيكسون، إيجاد وسيلة للخروج من المستنقع الفيتنامي، عن طريق فتح المفاوضات مع الثوار، الذين أصروا علي الانسحاب الأمريكي غير المشروط، ومع استمرار فظائع الحرب في أدغال فيتنام، زادت الحركات الشعبية المناهضة للحرب في أمريكا، لاسيما مع فقدان الأسر الأمريكية عدد كبير من أبنائها.
في أبريل 1970، غزت القوات الأمريكية وقوات جنوب فيتنام، كمبوديا لمهاجمة القواعد العسكرية الشيوعية، وقد أثار هذا التوسع في الحرب احتجاجا كبيرا في الولايات المتحدة، وانقسم الأمريكيون علي شرعية هذا الحرب، فمنهم من طالب بإجراءات أكثر صرامة، وأخرون اعتبروا أن أمريكا تمارس سياسات تساند بها حكومات غير شرعية.
وفي 30 مارس عام 1972، شنت شمال فيتنام، هجوما كاسحا علي الجنوب، في منطقة "كانغ"، وواجهت قوات التحالف هذا الهجوم بقصف مضاد بالطائرات، وأمر الرئيس نيكسون في 17 بقصف هانوي وهايبونغ، الميناء الرئيس في شمال فيتنام، وقصفت طائرات بي 52 المدنيين.
بعد مفاوضات طويلة وشد وجذب، تم التوصل إلي اتفاق وقف إطلاق النار، في 23 يناير 1973، وفي مارس من نفس العام، انسحب أخر جندي أمريكي من فيتنام زي النهار ده 29 مارس.
التعليقات