قالت صحيفة "ذا صن" الإنجليزية إن فريق ليفربول الإنجليزي قد تلقى عرضًا بقيمة 200 مليون جنيه إسترليني من نادي باريس سان جيرمان الفرنسي للتعاقد مع الفرعون المصري محمد صلاح، مشيرة إلى أن أندية ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين، يرغبون أيضا في ضم هداف الدوري الإنجليزي في الانتقالات الصيفية المقبلة.
ويعتبر المبلغ المعروض لضم " موصلاح" كما هو معروف في أوروبا ثاني أعلى مبلغ يعرض لضم لاعب بعد نيمار الذي انضم للنادي الفرنسي في صفقة قياسية العام الماضي بـ220 مليون يورو (263 مليون دولار).
وأكدت الصحيفة أن المدير الفني لليفربول الألماني يورجن كلوب قد يضطر إلى رفض العرض القياسي، إذا أراد الاحتفاظ بنجم فريقه بين أسوار "آنفيلد"، معقل الـ"ريدز"، لكن الشركة المالكة لنادي ليفربول "Fenway Sports Group" لن تكون قادرة على رفض عرض النادي الباريسي، الذي يتخطى مبلغ 198 مليون جنيه إسترليني، حسبما ورد في الصحيفة الانجليزية.
وجاء عرض النادي الفرنسي ليؤكد على سياسة قطر التي يملك أحد رجالها نادي باريس سان جيرمان في فرض حضورها بقوة على الخريطة الرياضية ومحاولة لإيجاد مخرج من أزمتها السياسية الحالية، بعد مقاطعة الرباعي العربي (مصر، السعودية، الإمارات والبحرين) لها، بدفع الأموال القطرية فى شراء اللاعبين العالميين، وإذا تمت الصفقة سيصبح صلاح ثاني أغلى لاعب على مستوى العالم بعد البرازيلى نيمار دا سيلفا نجم برشلونة السابق والذي انتقل لباريس سان جيرمان.
وستشكل الصفقة فى حاله إتمامها علامة بارزة لفريق باريس سان جيرمان، وكذلك رئيسه القطري ناصر الخليفي رئيس مجموعة الخليفي الاستثمارية القطرية، والذي استحوز على النسبة الأكبر من ملكية نادي باريس سان جيرمان، الذي كان ينتمي حينذاك لفئة أندية الوسط في فرنسا حاملا إنجازات متواضعة، ولكن بعد استثمار الكثير من الملايين، اختلف الحال كثيرا، وتوج سان جيرمان بالعديد من البطولات، فتوج بطلا للدورى الفرنسي أربع مرات، علما بأنه لم يتوج سوى مرتين سابقتين منذ تأسيس النادي في 1970.
وفى الوقت الذي تواجه فيه قطر ضغوطا في ظل مقاطعتها دبلوماسيا واقتصاديا من الرباعي العربي، لدعمها الإرهاب، وتحاول "استعراض قوتها" من خلال تلك الصفقات، للاستفادة من القوى الناعمة والدبلوماسية الدولية، والتغطية على الجدل القائم حيال مسائل أخرى، وخصوصا علاقتها بالجماعات الإرهابية والمتطرفة.
وتسعى قطر لزعزعة النظام القديم لكرة القدم في قارة أوروبا، لذلك فإن طموحات باريس سان جيرمان تتلقى دعما هائلا من الدولة الخليجية الغنية بالغاز الطبيعي، والنفط، وتواجه قطر نزاعا مريرا مع جيرانها من البلدان العربية، لذا فإن صفقة التعاقد مع اللاعب الدولى المصري الذي يلعب في ليفربول الإنجليزي سيكون لها مغزى سياسي واضح، لأنها تسعى إلى إظهار أن قطر لم تتأثر بالحصار التجاري المستمر والحرب الدبلوماسية المتبادلة مع الدول العربية وخصوصا أن اللاعب من ينتمي لإحدى هذه الدول.
وترى الدوحة أن نادي باريس سان جيرمان يعد أحد الطرق التي يمكن من خلالها أن تحقق الدولة طموحاتها وأهدافها، بعد فوزها بحق استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، بالإضافة إلى اعتقادها بأنه لن يتم الحكم على هذه الصفقة داخل الأروقة الحكومية، ولكن سيحكم عليها من خلال قدرة النادي على تحقيق أحد أهم أهدافه، وهو الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا.
يذكر أن النجم المصري محمد صلاح انضم لليفربول الإنجليزي قادما من نادي روما الإيطالي في الصيف الماضي مقابل 34 مليون جنيه إسترليني، ويتألق النجم المصري بقميص الريدز هذا الموسم، حيث سجل 37 هدفا في 43 مباراة بكل البطولات، ويتصدر لائحة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز بتسجيل 28 هدفًا، متفوقا حتى الآن على النجم الإنجليزي هاري كين.
التعليقات