أعلنت شركة آي بي أم (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز: IBM)، ومكتب دبي الذكية، اليوم عن خططهما لإطلاق مركز مختص في مبادرات الحوسبة الإدراكية في دبي. وسيشرف المركز على إرساء خارطة طريق للحوسبة الإدراكية، بما يسهم في تطوير الخدمات الحكومية المقدمة للمتعاملين في دبي، وذلك باستخدام تقنيات الحوسبة الإدراكية. كما سيفضي هذا التعاون إلى تزويد الجيل المقبل من المحترفين بالمهارات الضرورية ضمن مجالات تحليل البيانات والحوسبة السحابية والتقنيات الجوالة والحوسبة الإدراكية وتقنية "بلوك تشين". ومن ناحية أخرى، ستسهم هذه الاتفاقية في إيجاد البيئة الداعمة للطاقات البشرية والابتكار، بما ينسجم مع مبادرة دبي الذكية واستراتيجية دبي لتقنية "بلوك تشين" 2020.
وفي هذا السياق، قالت سعادة الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، مدير عام مكتب دبي الذكية: "يؤكد تعاوننا هذا مع شركة ’آي بي أم‘ التزامنا بتنمية المهارات الضرورية ضمن مجال تقنية المعلومات، بما يسهم في تعزيز وتنمية الطاقات البشرية ضمن مجال تحليل البيانات والحوسبة السحابية وإمكانية التنقل وتقنية "بلوك تشين"، فضلاً عن دمج الإمكانيات المتطورة التي تتيحها الحوسبة الإدراكية في الخدمات الحكومية المقدمة للمتعاملين في دبي ليحقق لهم السعادة القصوى".
وأضافت سعادتها: "نحن نبتكر في مجال التكنولوجيا بالتعاون مع رواد القطاع الخاص، ونسخّر كل التقنيات المتاحة لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تحويل دبي إلى المدينة الأسعد والأذكى على وجه الأرض".
وكجزء من هذه الاتفاقية، ستعمل كل من دبي الذكية وشركة "آي بي أم" مع الجهات الحكومية المختلفة في دبي، بغرض تحويل الخدمات الحكومية الرقمية إلى تقنيات الحوسبة الإدراكية. وكان كل من مكتب دبي الذكية بالشراكة والتعاون مع دائرة التنمية الاقتصادية، قد أعلن في أكتوبر الماضي، عن إطلاق مبادرة "سعد"، وهي خدمة حكومية للحوسبة الإدراكية بواسطة نظام واتسون من شركة "آي بي أم". ويتمتع "سعد" بقدرة على فهم اللغة الطبيعية، وتحليل وتدقيق قواعد بيانات ضخمة بسرعة، والتعلم واستنباط النتائج من المعاملات، إلى جانب مقدرته على تقديم حلول تساعد المستخدمين في اتخاذ قرارات مدروسة.
وسيركز التعاون بين "آي بي أم" ودبي الذكية على بناء وتعزيز المهارات اللازمة لتمكين الجهات الحكومية من تطوير التطبيقات المختلفة باستخدام تقنيات الحوسبة الإدراكية، وتحليل البيانات الضخمة وتقنية "بلوك شاين". كما سيعمل الطرفان على منح طلاب الجامعات من المطورين فرصة الاشتراك في منصة "بلوميكس" الخاصة بشركة "آي بي أم"، ليكتسبوا الخبرات الضرورية عبر تجربة تطبيقاتهم في بيئة خاصة بخدمات الحوسبة السحابية. ويذكر أن "بلوميكس" هي منصة سحابية تمكن المؤسسات والمطورين من ابتكار وإطلاق وإدارة التطبيقات في بيئة سحابية بسرعة ويسر.
ومن جانبه، قال عمرو رفعت مدير عام شركة آي بي أم في منطقة الشرق الأوسط وباكستان: "لا شك أن تعاوننا هذا مع مكتب دبي الذكية سيسهم في تطوير مهارات وخدمات تقنية المعلومات في دبي، وسيمكن الجهات الحكومية في الإمارة من دخول عصر الحوسبة الإدراكية. كما ستمنح هذه الاتفاقية طلبة الجامعات اليوم فرصة الولوج إلى منصة للابتكار ومصادر متنوعة وخبرات واسعة في مجال التكنولوجيا، وبالتالي سيتمتع خريجو الجامعات في المستقبل بالمعارف والخبرات والمهارات الضرورية لدفع عجلة النمو الاقتصادي".
وتمثل تطبيقات "آي بي أم واتسون" مرحلة جديدة في عصر الحوسبة، نظراً لمقدرتها على فهم اللغة الطبيعية، وبناء الفرضيات اعتماداً على المعطيات، والتعلم من العمليات التي تعمل عليها. وكجزء من هذا التعاون، سيعمل الطرفان مع شركة "كوغنيت"، وهي مشروع مشترك بين شركتي مبادلة للتنمية و"آي بي أم"، على تطوير تطبيقات واتسون وإصدار نسخ عنها باللغة العربية.
وبدورها، قالت أمل الجابري، المدير العام لشركة "كوغنيت": "يؤكد هذا الإعلان قيمة وأهمية دمج تطبيقات ’آي بي أم واتسون‘ في الخدمات المقدمة لسكان دبي. كما تعزز مكانة ’كوغنيت‘ كشريك استراتيجي للجهات الحكومية، نظراً لما تقدمه الشركة من تقنيات متقدمة من شأنها إحداث نقلة نوعية في دولة الإمارات العربية المتحدة. ونحن جميعنا متحمسون إزاء استكشاف مقدرة المهارات التقنية حديثة العهد التي نشأت بفضل الولوج المباشر لتطبيقات ’آي بي أم واتسون‘، على دفع عجلة النمو، وتنمية مواهب اليوم لتصنع رواد الغد".
ومن أبرز أهداف الاتفاقية المبرمة هو دعم وتنمية المواهب في دبي، حيث سيتمكن الطلبة والأستاذة الجامعيين من أبرز المؤسسات الجامعية في الإمارة من التسجيل في أكاديمية "آي بي أم سكيلز"، ليتلقوا سلسلة من الورشات التدريبية التي توفرها "آي بي أم" ضمن مجالات الحوسبة الإدراكية والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية والأمن والتقنيات الاجتماعية وتحليل البيانات. ويذكر أن برنامج أكاديمية "آي بي أم سكيلز" هو مبادرة رائدة للتدريب الأكاديمي لمنطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا.
وكانت كل من "آي بي أم" وجامعة دبي قد بدأتا في شهر يناير الماضي، توفير التدريب للجامعات المختلفة في دولة الإمارات، عبر برنامج "مطورو البيانات الضخمة"، والذي تم تصميمه بهدف تزويد الأساتذة الجامعيين والطلاب بالمهارات والمعارف التي يحتاج إليها خبراء البيانات الضخمة.
التعليقات