أُعيد اليوم الاعتبار للفنانة "عتاب" أول مطربة سعودية يغادر صوتها خدور النساء ليزاحم الرجال في عالم الغناء والطرب، حين احتفل محرك البحث العالمي جوجل بذكرى ميلادها السبعين .
وجاءت ذكرى مولد أول مطربة سعودية، واجهت رفض المجتمع وسخطه، مواكبا لتغيرات جذرية يشهدها ملف حقوق وحريات المرآة بالمملكة، تزامنا مع إطلاق إستراتيجية المملكة العربية السعودية "رؤية 2030"، والتي يرعاها ولى العهد السعودي محمد بن سلمان.
فقد كان عام 2017 عاما سعيدا للمرأة السعودية التي حصلت على العديد من الحقوق والحريات التي أكد مراقبون أنها تطورًا غير مسبوق نحو الحداثة وتعزيز مكانة المرأة في المجتمع السعودي.
بدأت أولى خطوات المملكة نحو تمكين المرأة حين أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز أمرا ملكيا في مايو بإنهاء الولاية على المرأة فيما يخص الطلبات والخدمات المقدمة للمرأة، وحصر جميع الاشتراطات التي تتضمن طلب الحصول على موافقة ولي أمر المرأة لإتمام أي إجراء أو الحصول على أي خدمة مع إيضاح أساسها النظامي والرفع عنها في مدة لا تتجاوز 3 أشهر من تاريخ صدور الأمر.
وفي سبتمبر الماضي صدر أمرا ملكيا آخر يعطى المرأة الحق في إصدار رخصة القيادة بدءا من منتصف عام 2018.
ثالث الحقوق التي مُنحت للمرأة السعودية تمثل في حضورها للمباريات والفعاليات الرياضية، وفقا لما أعلنه رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ بأنه تقرر البدء في تهيئة 3 ملاعب في الرياض وجدة والدمام لتكون جاهزة لدخول العائلات مطلع 2018، ولعل أبلغ دليل على ذلك، مشاركة المرأة السعودية فى بطولة الملك سلمان للشطرنج، حيث فُتح الباب أمام مشاركة المرأة السعودية، مما وفر تجربة أكثر غنى للنساء السعوديات والأجنبيات على حد سواء، ولم يطلب من النساء تغطية شعورهن أو ارتداء العباءة التي تغطي الجسم كاملا.
كما شهد العام أيضا تعيين المرأة السعودية في مناصب قيادية، وفقا لما أكدته "رؤية "2030، حيث وافق مجلس الشورى السعودي على توظيف النساء في قطاعات وزارة الحرس الوطني في الأعمال المساندة، وهى وزارة ذات طابع شُرطي وعسكري.
وفي ديسمبر الجاري، أصدر الدكتور عواد بن صالح العواد، وزير الثقافة والإعلام تعليمات بمنع بث أي مسلسل أو برنامج يتضمن إساءة صريحة أو ضمنية لنساء المملكة أو أي فئة أخرى.
واليوم وبعد عشر سنوات من وفاة عتاب، لم يعد المجتمع الذي عاتبها وواجهها في الستينات والسبعينات كما كان، وإن ما قامت به المطربة السعودية في ستينات وسبعينات القرن الماضي حين واجهت بالغناء قيودا مجتمعية ظنت أن صوتها لن يحطمها، بات الآن واقعا ملموسا يشهد بأن المرأة السعودية ماضية بخطى متسارعة في طريق الحريات.
التعليقات