صدح صوتها فى وقت لم تكن فيه بنات جيلها تجرؤ على مغادرة المخادع، تمردت على  العادات والتقاليد المحافظة التى كانت تسود منطقة الخليج العربى فى هذا الزمان، لتصبح أول مطربة سعودية تحترف الغناء؛ إنها المطربة السعودية الراحلة "عتاب" التى احتفل محرك البحث الأشهر عالميا جوجل بالذكرى الـ70 لميلادها والذي يوافق اليوم. 

ولدت عتاب فى مدينة الرياض السعودية 30 ديسمبر 1947، واتجهت إلى احتراف الغناء بعد أن اكتشفها الفنان السعودى الكبير طلال مداح عام 1960 ،وكانت وقتها صاحبة 13 عاما فقط، فساندها فى بداية مشوارها وساعدها فى تسجيل الأغانى التى قدمت لها، حتى وصلت لمرحلة الاحتراف والتفرغ للغناء عام 1972 لتصبح من أشهر مطربات الأفراح والمناسبات الاجتماعية فى المملكةومنطقة الخليج العربى. 

 مثل ظهور عتاب فى ذلك الوقت تحديا مجتمعيا كبيرا، فكيف يسمح لها المجتمع فى ذلك الزمان باحتراف الغناء، بينما كان يعارض ويحظر عمل النساء. 

مزجت عتاب بين احتراف الغناء والرقص الاستعراضى، وحرصت طروف عبد الخير وهو الاسم الحقيقى للمطربة عتاب، على الغناء باللهجة الخليجية طيلة مشوارها الفنى، لكن هذا لم يشفع لها لدى الملك السعودى الراحل خالد بن عبد العزيز، الذى أمر بطردها خارج السعوية باعتبارها متمردة ومنشقة لعدم التزامها بالتعاليم الدينية للممكلة.

غادرت عتاب السعودية برفقة زوجها المصرى الجنسية محب فاروق وحضرت إلى مصر عام 1980، لتعمل فيها فنيا حتى عام 1985 شاركت خلالها بالعمل مع كبار نجوم الطرب فى مصر، وطرحت أغنية "جانى الأسمر" من ألحان فوزى محسون وكلمات ثريا قابل، وحققت من خلالها نجاحا كبيرا لتعد من أشهر أغانيها فى الوطن العربى، وتزداد شهرتها أكثر بعدما قدمها العندليب عبد الحليم حافظ فى إحدى حفلاته الموسيقية.

وخلال وجودها فى مصر تعاونت مع الملحن المصرى محمد الموجى فى أغنية "فك القيود"، وكذلك مع ملحنين مصريين آخرين، ثم تفتتح ملهى ليلى فى شارع الهرم عرف باسمها فى الشارع الذى كان أحد المراكز الفنية في تلك الفترة.

فازت عتاب بكأس أفضل مطربة خليجية فى استفتاء مجلة صوت الغنائية، وكذلك لقب "مطربة 1989" فى استفتاء جريدة الاعتدال السورية والتى كانت تصدر فى ولاية نيوجيرسى بالولايات المتحدة الأمريكية، كما حصلت عتاب على عضوية اتحاد الفنانين العرب، وأيضا عضوية نقابة المهن الموسيقية بالقاهرة، وعضو مجموعة فنانى الجيزة.

استقرت عتاب فى القاهرة لمدة 20 عاما، انتقلت إلى الإقامة فى الإمارات عام 2003 لتكون قريبة من والدتها التى تحمل الجنسية الإماراتية، ومرت بظروف قاسية فى أواخر أيامها بعدما ابتعدت مجبرة عن الغناء وأيضا إصابتها بمرض السرطان، وبعد رحلة طويلة من الألم والعلاج توفيت فى 19 أغسطس 2007 بعد يوم واحد من وصولها إلى القاهرة، لتدفن بمقابر الأسرة فى مدينة 6 أكتوبر.