تحل اليوم الذكرى الخامسة لرحيل الموسيقار الكبير "غواص بحر النغم" عمار الشريعى، الذى أسهم فى تطوير الموسيقى العربية، وتحويلها إلى ثقافة من خلال برنامجه التليفزيونى الشهير "غواص فى بحر النغم" وقراءاته لألحان كبار الموسيقيين المصريين والعرب، وتفسيراته المختلفة حتى للموسيقى التصويرية للأفلام السينمائية، إذ كانت له قدرة بارعة على تحليل موسيقى الأفلام رغم إنه كفيف، فحلل عبر برنامجه الشهير"غواص فى بحر النغم" عشرات الأفلام والصور الغنائية والموسيقية لعل أهم هذه الأفلام "الزوجة الثانية" حيث كان يصف الموسيقى التصويرية وكأنه ناقد سينمائى برؤية بارعة ودقيقة، ليكون له أسلوبه الخاص فى تحويل الموسيقى إلى ثقافة بصرية مسموعة.
رحل الشريعى فى السابع من ديسمبر عام 2012 عن عمر يناهز 64 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، وبعد شهر قضاه فى غرفة العناية المركزة بمستشفى الصفا فى حي المهندسين بالقاهرة.
وقام الشريعى خلال مشواره بوضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام السينمائية الناجحة ومنها "الشك يا حبيبي" و" البرئ" و" البداية" و" حب في الزنزانة" و" أرجوك أعطنى هذا الدواء" و" أيام في الحلال" و" آه يا بلد" و" كتيبة الإعدام" و"يوم الكرامة"و"حليم" ،إضافة لروائع المسلسلات التليفزيونية .. منها " الأيام "و" بابا عبده" و" صيام صيام" و" أديب" و"وقال البحر"و" دموع في عيون وقحة" و" رأفت الهان" و"عصفور النار"و" السيرة الهلالية"و"أرابيسك"و"العائلة" و"الراية البيضا" و" الشهد والدموع" و" زيزينيا" و" الأمير المجهول" و"امرأة من زمن الحب"و" أم كلثوم" و" حديث الصباح والمساء" و" نصف ربيع الآخر" و" حدائق الشيطان"و" البر الغربى" و" شيخ العرب همام" و" المصراوية" و" الرحايا" و"ابن ليل" .
كما قدم الموسيقى للعديد من المسرحيات الناجحة ومنها " رابعة العدوية" و" الواد سيد الشغال" و" علشان خاطرعيونك" و" إنها حقاً عائلة محترمة"و" تصبح على خير يا حبة عينى " و"الحب في التخشيبة" و" لولى "و"يمامة بيضا".
ولد الشريعي في 16 إبريل عام 1948 في مدينة سمالوط فى محافظة المنيا فى صعيد مصر، ودرس فى مدرسة المركز النموذجى لرعاية وتوجيه المكفوفين، ثم حصل على ليسانس اللغة الانجليزية فى كلية الأداب فى جامعة عين شمس عام 1970، ثم درس التأليف الموسيقي عن طريق مدرسة هادلي سكول الأمريكية لتعليم المكفوفين بالمراسلة.
وبدأ حياته العملية عام 1970 كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية التي كانت منتشرة في مصر آنذاك، ثم تحول إلى الأورج حيث بزغ نجمه فيها كأحد أبرع عازفي جيله ، واعتبر نموذجاً جديداً في تحدى الإعاقة نظراً لصعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة على الإبصار ، واتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقى حيث كانت أول ألحانه "إمسكوا الخشب" للفنانة مها صبرى عام 1975 ، وزادت ألحانه عن 150 لحناً لمعظم مطربي ومطربات مصر والعالم العربى.
وكون فرقة " الأصدقاء" عام 1980 والتى ضمت منى عبد الغنى وحنان وعلاء عبد الخالق ، وحاول من خلالها مزج الأصالة بالمعاصرة وخلق غناء جماعي تصدى لمشاكل المجتمع في تلك الفترة.
واهتم بأغانى الأطفال التى شارك فيها مجموعة من كبار الممثلين والمطربين مثل عبد المنعم مدبولى ونيللى وصفاء أبو السعود ولبلبة وعفاف راضى.
أسهم فى اكتشاف ورعاية العديد من المواهب منها منى عبد الغنى،وحنان وعلاء عبد الخالق، وهدى عمار، وحسن فؤاد،وريهام عبد الحكيم، ومي فاروق، وأجفان الأمير، و آمال ماهر..
وعين أستاذًا غير متفرغ بأكاديمية الفنون المصرية في عام 1995، وتناولت أعماله العديد من الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه في المعاهد والكليات الموسيقية بلغت 7 رسائل ماجستير و3 رسائل دكتوراه .
وحصد العديد من الجوائز من مهرجانات فالنسيا وفيفييه والإذاعة والتليفزيون والمركز الكاثوليكى، وأوسمة تكريم من الطبقة الأولى من السلطان قابوس و الملك عبد الله بن الحسين ، وجائزة "الحصان الذهبي لأحسن ملحن في إذاعة الشرق الأوسط لسبعة عشر عاماً متتالية ، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2005.
جمعته صداقة قوية بالشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى ، لسنوات طويلة، حدث فيها بعض الخلافات ، لكن تصالحا قبل رحيله بعامين ، ثم رحل الثانى بعد أن نعاه وحزن عليه حزنا شددا.
التعليقات