تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات انطلقت اليوم في قرية بوذيب العالمية للقدرة بمدينة الختم فعاليات سباقات بوذيب التأهيلية لأفضل حالة خيل والقدرة والتحمل التي ينظمها نادي تراث الإمارات بالتعاون والتنسيق مع إتحاد الامارات للفروسية تحت شعار " فن ركوب الخيل " .

وتقام هذه الاحتفالية التي تضم 3 سباقات دفعة واحدة على مدار يومين متتاليين بمشاركة واسعة من جانب كبار ملاك ومربي الخيول وأصحاب الاسطبلات العامة وأندية الفروسية في الدولة.

واشتملت فعاليات اليوم - التي شارك بها 119 فارسا وفارسة - على السباق التأهيلي المحلي لمسافة 40 كيلومترا والسباق التأهيلي المحلي لمسافة 80 كيلومترا .

وتأتي هذه السباقات لتضاف إلى رصيد موسم القدرة الجديد 2016 - 2017 والمشروع الوطني للنادي في استقطاب وتأهيل المزيد من فرسان وفارسات الإمارات من الناشئة والشباب والهواة وطلبة المدارس ليكونوا فرسان الغد. 

حضر فعاليات اليوم الشيخ طحنون بن خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان وعدد من مسؤولي النادي سعادة سنان المهيري المدير التنفيذي للأنشطة والفعاليات وسعادة علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والاعلام وسعادة عبد الله محمد المحيربي المدير التنفيذي للخدمات المساندة والمهندس أحمد عبد الرازق مستشار سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان لشؤون الفروسية وديديري هايد عضو اللجنة العليا المنظمة لسباقات اليوم إلى جانب جمهور كبير من عشاق هذه الرياضة. 

وثمن سعادة الوزير المفوض عبد الله بن حمد المعولي القائم بأعمال سفارة سلطنة عمان لدى الدولة خلال متابعته لفعاليات اليوم جهود سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان النوعية الرامية لجذب الشباب إلى رياضة ركوب القدرة والاهتمام بالخيل العربي الأصيل .. مشيدا بجهود سموه في خدمة الموروث الشعبي والعمل على توثيقه ونقله للأجيال الجديدة وتعريف شعوب العالم بهذا التراث الذي يعد مصدر فخر وإعتزاز الجميع.

وقال المعولي " إن تنظيم مثل هذه السباقات في رحاب بوذيب التي اصبحت منصة عالمية للفروسية يأتي في إطار منظومة متكاملة سهلت كثيرا على المشاركين لدخول منافسات هذا الحدث التراثي الرياضي الشبابي الكبير بكل سهوبة ويسر 

من جانبه أكد المهندس أحمد عبد الرازق أن مسيرة سباقات ركوب القدرة في بوذيب متواصلة بوتيرة متسارعة وفكر ووجهة نظر استشرافية تنسجم مع رؤية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في الحفاظ على سلامة خيول السباقات .. مشيرا إلى أن فكر سموه المستنير لعب دورا مهما في ان تصبح " بوذيب " وجهة عالمية تجاوزت المكان .

ولفت إلى أن الجهات المعنية في العالم أصبحت تنتظر ما سيأتي منها وبخاصة ما تم إرساؤه من بنود وقوانين وتوجهات يقودها سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان من خلال طرحه لبروتوكول بوذيب نحو حسن تعامل الفارس مع الجواد والمحافظة على سلامته خلال السباقات وجماليات إستخدام المسارات الطبيعية. وأوضح أن البرتوكول هو البداية وسيتبعه المزيد من البنود والمقترحات التي تصب في خانة " فن ركوب الخيل " وكيف يمتطي الفارس جواده ثم يعيده في بعد ختام السباق بصحة ولياقة كاملة وكيف يكون الفارس جزءا حيويا من جواده في إطار فكر ورؤية سموه التي اصبحت محط اهتمام واحترام العالم ". كان السباق التأهيلي المحلي لمسافة 80 كيلومترا المخصص للخيول من أعمار 5 سنوات فما فوق قد انطلق في الثامنة صباحا ضمن 3 مراحل الأولى لمسافة 30 كم والثانية لمسافة 30 كم والثالثة لمسافة 20 كم وشارك في منافساتها 109 فارسا وفارسة من مختلف الأعمار.

واختتم السباق بنجاح " بوذيب " في تأهيل ما يزيد على 80 فارسا وفارسة في إطار بنود بروتوكول بوذيب بجانب التركيز على نبضات القلب بحد أعلى 60 نبضة خلال 10 دقائق ووقفتي استراحة مدة كل وقفة 40 دقيقة مع التركيز على الحد الأعلى للسرعة بـ 16 كيلومترا في الساعة .

أما السباق التأهيلي المحلي لمسافة 40 كم فقد انطلق في تمام الساعة العاشرة صباحا بمشاركة 110 فرسان وفارسات ضمن مرحلتين الأولى لمسافة 24 كم والثانية لمسافة 16 كم .

واتسم السباق بحجم مشاركة غير مسبوق ومتابعة مركزة من قبل الفرسان والفارسات لتنفيذ بنود بروتوكول بوذيب من حيث الالتزام بالسرعة المقررة والاجتهاد في المحافظة على سلامة الخيول ما مكنهم من إجتياز المرحلتين بدقة عالية وتحقيق التأهيل المطلوب نحو مسافات جديدة.

وشاركت اسطبلات ديباوي بسباقات اليوم والغد بـ 12 فارسا وفارسة توزعت حسب المدرب علي المهيري على النحو التالي : 4 في التأهيلي 80 و 5 في التأهيلي 40 و 3 في التأهيلي الدولي لمسافة 80 كم " نجمة واحدة " .. وقال " لقد دفعنا بأفضل الفرسان والخيول في هذه الاحتفالية التي نعتز بها وطموحنا نحو تأهيل جميع المشاركين صوب الاحتراف إنطلاقا من " بوذيب " التي نتعلم فيها القواعد الصحيحة والتوجهات المعاصرة لرياضة ركوب القدرة " . ونجحت سباقات اليوم في جذب أكثر من 30 فارسة إماراتية لتعزيز والارتقاء برياضة القدرة النسائية حيث أشادت الفارسة أسماء جناحي المشاركة في التأهيلي 80 من إسطبلات ديباوي على صهوة الجواد ألدورادو بالتسهيلات التي تلقتها من الكادر الفني في بوذيب .. مؤكدة أنها المنصة والوجهة المثالية للفرسان والفارسات لتحقيق طموحاتهم في رياضة ركوب القدرة نحو إحتراف عالمي . 

من ناحية ثانية أكدت الفارسة جهان العلوي من إسطبلات الزعابي 2 المشاركة في منافسات 40 كم على صهوة الجواد مسج على أهمية سباقات اليوم .. وقالت " أعتز وأفتخر بهذه المشاركة التي تحققت لي في إطار إهتمام النادي بفارسات الامارات وتأهيلهن في إطار فكري علمي معاصر " .

من جانب آخر عبرت الفارسة موزه الصيعري التي أصبحت تملك 8 خيول تشارك بها في تأهيليات اليوم من خلال مجموعة من الفارسات عن إعتزازها بهذه التجربة التي إستمدتها من " بوذيب " حيث تطمح بأن يكون لها إسطبل خاص تساهم من خلاله في تأهيل أكبر عدد ممكن من فارسات الامارات كما تطمح بإستكمال مسافة 240 كيلومترا للمشاركة في منافسات مهرجان سمو الشيخ سلطان بن زايد للفروسية في نسخته المقبلة .

من جهة ثانية شهدت السوق التراثية المصاحبة للحدث إقبالا متميزا من جانب رواد وضيوف الحدث حيث أوضح أحمد عبد الله المهيري مدير القرية التراثية التابعة للنادي أن هذا الاقبال غير المسبوق تحقق نظرا لما تحتويه هذه السوق من تنويعات تراثية تمثلت في ركن الواجهة البحرية بإشراف المدرب التراثي كداس بن حثبور الرميثي وبدر محمد علي الذي يعرض أدوات صيد السمك والغوص والجلافة " النجارة " المستخدمة في صناعة المحامل التقليدية .

وأشار إلى محتويات السوق من أجنحة الطهي الشعبي لعدد من المدربات في مركز السمحة النسائي والمشغل النسائي في القرية بالاضافة إلى الحظيرة وبيت الشعر وبيت البحر وركن الحرفيين لصناعات الفخار الذي يقدم عرضا للأواني الفخارية والمباخر وركن الحفر على الخشب والدلال النحاسية وركن المقهي الشعبي وغيرها من الأجنحة والأركان التي أضفت جماليات على الحدث . 

وتميزت سباقات اليوم بإعداد وتنظيم متميز على الصعد الفنية والادارية والاعلامية وساهم في السياق فريق روح الامارات بإشراف صبحة عبد الله الرميثي في تقديم الدعم والمساندة وتصوير الأنشطة والفعاليات وإرشاد الزوار لمرافق وفعاليات بوذيب مما كان له بالغ الأثر على نجاح الحدث وتميزه .  ويشهد اليوم الثاني من الحدث إنطلاق السباق التأهيلي الدولي لمسافة 80 كيلومترا ضمن 3 مراحل ثم تكريم الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى لأفضل حالة خيل ثم الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى حسب قوانين بروتوكول بوذيب والاتحاد الدولي للفروسية .