عودة باسم يوسف للإعلام المصرى عبر قناة (أون)، وفى برنامج (كلمة أخيرة) تقديم أحمد سالم، صارت حقيقة، واختيار يوم 7 أكتوبر تحديدًا ليس صدفة، ولكنها رغبة مشتركة من الجميع، لما يحمله هذا اليوم من دلالة قومية.
صوت باسم كان ينطلق منذ نحو عامين للعالم محققًا (تريند) آتيًا من أمريكا، بقوة مدعمة بالوثائق، وأيضًا بالفهم العميق لعقلية ووجدان المشاعر الغربية، باسم كان أحد أهم الأسلحة الناعمة التى لعبت دورًا رئيسًا فى تغيير المؤشر لصالح أصحاب الأرض والحق، هناك من يتحدث عن الرقم، الذى تم تداوله كأجر لباسم باعتباره الأكبر عربيًّا، يجب أن نضيف أن هناك دراسة اقتصادية دعمت هذا القرار، باسم نجم جاذب للإعلانات، وكل تجاربه السابقة فى الإعلام المصرى والعربى أكدت ذلك، وبفارق أيضًا كبير.
عودة باسم تعنى إعادة التفكير مجددًا فيما اعتبرناه من كثرة ترديده من المسلمات، التى لا يجوز مناقشتها.
الواقع كذب كل ذلك، هناك هامش يسمح لـ(باسم) بمساحات، غير مسبوقة، ولا يعنى ذلك أنها مقصورة فقط على باسم، ستنسحب بالطبع على (الميديا) كلها.
العودة قرار حتمى يدعمه الخطاب الرسمى المعلن والحريص، على فتح كل الأبواب أمام الرأى المعارض، حتى لو وقف على الجانب الآخر من السلطة السياسية.
الرهان الآن على المصداقية، إلا أنها وحدها لا تكفى، الأسلوب الذى تقدم به المعلومة يلعب دور البطولة فى ذيوعها وقدرتها على التأثير، أتصور أن هناك مؤشرًا قادمًا لتطوير كل الأوراق الإعلامية، ليصبح المقياس ليس مجرد ترديد الخطاب الرسمى، سيظل (الترمومتر) هو التأثير، هناك أسماء صارت تحتل مكانتها ولها مساحة معتبرة على الخريطة لالتزامها فقط بالرسالة الرسمية، إلا أنها لا تملك القدرة على التعبير عنها، أو حتى الفهم الصحيح لها، يظل مفعولها لحظيًّا، وفى أحيان كثيرة تلعب دورًا عكسيًّا.
الخطوة التى أقدمت عليها قناة (أون) تؤكد عمليًّا أن مرحلة هناك جديدة من الانفتاح الإعلامى قد بدأت بالفعل، الأمر الذى يفرض على الجميع التفاعل معه بجدية ومسؤولية.
هل الحوارات التى سيجريها أحمد سالم مع باسم يوسف تعنى ذلك؟
نعم تلك هى الحقيقة، البرنامج على الهواء، والسؤال مهما كان له سقف محدد، فإن باسم سوف يخترق لو أراد السقف.
لم تكن تلك هى المرة الأولى التى يفتح أمامه الضوء الأخضر للعودة، كان شرطه أن يمتلك فى نفس اللحظة حريته فى التعبير، وألا يضع أحد أمامه قائمة بالممنوعات، باسم يمتلك من الخبرة والحنكة والثقافة، ما يتيح له ببساطة التعبير عن أفكاره، بعيدًا عن استخدام الكلمات (الزاعقة الحنجورية).
يمزج باسم بين اللحظة وما تفرضه من مفردات وفى نفس الوقت يدرك أن رهانه الأساسى على مصداقيته، أتذكر أنه فى الوقت الذى كانت فيه مهرجانات عربية تحرص على أن يعتلى باسم خشبة المسرح ليقدم الفقرات، مثل مهرجان (قرطاج) السينمائى، كنا نخشى فى مصر الاقتراب منه، كتبت وقتها فى تلك المساحة (إننا أولى بباسم).
قطعًا هناك أسماء أخرى كان لها موقف معارض أعتقد أن من حقهم العودة، مظلة الحرية يجب أن تتسع للجميع!
التعليقات