قمة العنصرية والجهل

قمة العنصرية والجهل

عبدالمحسن سلامة

سقطة جديدة للمبعوث الأمريكى إلى لبنان وسوريا توم باراك تؤكد «عنصريته»، وقبل ذلك وبعده «جهله الشديد».

تحدث توم باراك عن دول الشرق الأوسط بلغة عنصرية حينما أشار إلى أنه لا توجد دول في» الشرق الاوسط، وإنما هناك قبائل وقرى فقط.

جهل توم باراك ظهر حينما ربط تاريخ المنطقة بالدولة العثمانية، ثم اتفاقية سايكس بيكو، التى حاولت ـ كما يدعى إنشاء دول قومية، لكنها بحسب تصوره فشلت فى إقامة هذه الدول، وظلت بلدان الشرق الأوسط حتى الآن عبارة عن قري، وقبائل، وأفراد، وأنهم مجموعات عرقية تضم 110 مجموعات، وليست 27 دولة.

نسى توم باراك أن هناك دولا فى منطقة الشرق الأوسط وعلى رأس هذه الدول مصر تمتد حضارتها إلى أكثر من 7 آلاف عام، وأن الشعب المصرى نجح فى إقامة دولة عظيمة، وحضارة أعظم.

فى ذلك الزمان كان الهنود الحمر يسكنون أمريكا قبل أن تأتى عائلة توم باراك المشردة من دولة ما إلى هناك لتبحث عن مأوي، فى حين كان هناك دولة قوية اسمها مصر تقود العالم بحضارة عظيمة، وهى التى هزمت الصليبيين والعنصريين أمثال توم باراك وطردتهم شر طردة من فلسطين والقدس عام 1187 فى موقعة حطين.

مصر أيضاً هى من قهرت التتار وأنهت وجودهم إلى الأبد بعد أن خرج سيف الدين قطز من مصر لينهى أسطورة التتار فى موقعة عين جالوت عام 1260 أى منذ نحو 765 عاماً، وتحرير كل الدول التى سقطت فى قبضتهم، لتنتهى أسطورة التتار إلى الأبد، كما انتهت قبلها أسطورة الصليبيين على يد الجيش المصرى والقائد صلاح الدين الأيوبي.

ليست هذه هى أول سقطة لمبعوث الإدارة الامريكية العنصرى توم باراك ولن تكون الأخيرة، فهو مجرد تاجر عقارات وليست له أدنى خلفية سياسية أو دبلوماسية.

فى 5 سبتمبر الحالى كتبت فى هذا المكان عنه مقالا بعنوان «احتقار كل ما هو عربي» حينما سب الصحفيين اللبنانيين وأتهمهم بأنهم «فوضويون وحيوانات».

لم يكن تصرف توم باراك مع الصحفيين اللبنانيين مجرد تصرف انفعالي، والمؤكد أن تصريحاته بشأن رؤيته لدول المنطقة ليست انفعالية أيضا.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات