أعلنت دار نشر "يوتوبيا" في بلجراد عن إصدار الترجمة الصربية لكتاب "نجيب محفوظ: السّارد والتشكيلي" للروائي والشاعر والصحفي أشرف أبو اليزيد. يتناول هذا العمل المهم حياة وأعمال الأديب الحائز على جائزة نوبل، بعيون فناني مصر التشكيليين، مقدّمًا للقارئ استكشافًا عميقًا لإسهاماته في الأدب والفنون.
الكاتب أشرف أبو اليزيد
في مقدمة كتبتها الدكتورة آنا ستيليا، الكاتبة والمحررة وسفيرة الثقافة الشهيرة، تبرز الربط السلس بين السرد الذي يضع عبقرية محفوظ في سياق الأدب والفن المعاصرين: "في كتاب "نجيب محفوظ: السّارد والتشكيلي"، يستكشف أشرف أبو اليزيد ببراعة العلاقة المثيرة بين أعمال نجيب محفوظ الأدبية والفنون البصرية. من خلال تسليط الضوء على الفنانين والمصورين المصريين الذين أضفوا الحياة إلى قصص محفوظ، يقدم أبو اليزيد للقارئ منظورًا جديدًا حول التأثير العميق لمحفوظ على الثقافة العربية. وما يجعل هذا الكتاب استثنائيًا ليس فقط بحثه الدقيق، بل أيضًا الطريقة التي يمزج بها بسلاسة بين عالم الكلمة وعالم التعبير البصري. يغوص أبو اليزيد بعمق في روايات محفوظ، كاشفًا عن طبقات من المعاني والإلهام الفني التي قد لا تكون ظاهرة للعيان إلى الموضوعات الأكثر رحابة للإبداع والجمال والحرفية التي تسري في أعمال محفوظ، يكشف الكتاب العلاقة العميقة بين الأدب والفن البصري، وكيف يتشاركان في تشكيل الهوية الثقافية."
وتضيف الأكاديمية الصربية: "لا يتوقف هذا الاستكشاف عند الرسم فقط، بل يوسّع أبو اليزيد النقاش ليشمل مجموعة متنوعة من الوسائط الفنية، من النقوش والنحت إلى الكوميكس. ومن خلال ذلك، يظهر كيف تجاوزت حكايات محفوظ الحدود، ملهمةً الفنانين لإعادة تفسير موضوعاته بطرق فريدة ومبدعة. في جوهره، يُعد كتاب "نجيب محفوظ: السّارد والتشكيلي" احتفاءً بإرث محفوظ السردي وتأثيره المستمر على الثقافة البصرية في العالم العربي. يأخذنا أبو اليزيد في رحلة ممتعة حيث يتقاطع الأدب مع الفن، ليمزج بين الكلمات واللوحات في فضاء إبداعي مشترك لا يعرف الحدود."
وترى آنا ستيليا أن العمل لا يقتصر على رصد تأثير محفوظ فقط، بل يدعونا أيضًا للتفكير في دور الفن والسرد في تشكيل رؤيتنا لأنفسنا ولمجتمعاتنا. وتُشجعنا تحليلات المؤلف على النظر إلى أعمال محفوظ–وإلى الفن بشكل عام–برؤية جديدة، لنتعرف على التداخل المستمر بين التقاليد والإبداع والحداثة، فالكتاب أكثر من مجرد دراسة أكاديمية، وإنما يُعد احتفالًا حيًا بالتنوع والابتكار الفني في العالم العربي. من خلال استعراض كيف أُعيد تصوير قصص محفوظ بصريًا عبر الزمن، يبرز أبو اليزيد قوة الأدب الخالدة في تحفيز الحوار الثقافي وإلهام التأمل. هذا الكتاب لا يُكرّم عبقرية محفوظ الأدبية فحسب، بل يُبرز أيضًا الروابط العميقة بين السرد وتجربة الإنسان.
صدر الكتاب بداية باللغة العربية عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في القاهرة، كما صدر في سلسلة إبداعات طريق الحرير بالإنجليزية عن دار (الناشر) المصرية، مطلع هذا العام، لتأتي النسخة الصربية من هذا الكتاب كثمرة جهد جماعي يشمل الترجمة الاستثنائية التي قدمتها نيلا بوتوشكي، والتصميم والإعداد الفني البديع للمصمم إيفان تربجيشاني، والدعم المستمر من الناشر سرجان ماركوفيتش، الذي يواصل رؤيته في إحياء الأعمال الأدبية الهادفة. يمثل هذا الإصدار احتفاءً بالتعاون العالمي والإبداع والإرث الدائم لنجيب محفوظ، الذي تستمر رواياته وقصصه في تجاوز الحدود والثقافات.
التعليقات