يصدر غدا الثلاثاء العدد الأسبوعي الجديد من مجلة “مصر المحروسة” الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية تعني بالآداب والفنون، تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، ويرأس تحريرها الدكتورة هويدا صالح.
في مقال رئيس التحرير تكتب د. هويدا صالح عن كتاب “صناعة الأثر..هوليود” الذي صدر حديثا (2024)، للكاتبة السورية هديل الغانم التي ترى أننا عندما نتحدث عن هوليود، فإننا نتحدث عن تلك الأداة الإعلامية العملاقة التي استطاعت من خلالها بلاد العم سام أن تعيد رسم الخرائط حول العالم، ولا نبالغ حين نقول بأن هوليود هي أكثر سلاح فتاك في يد الولايات المتحدة، فهناك دائما رسائل خفية وراء كل مشهد سينمائي يعرض تحت راية الترفيه، ولا يمكن الفصل بين إنتاج هوليوود وبين توجهات السياسة الأميركية، حيث قدمت هوليوود صورا نمطية للشعوب الأخرى غير الأميركية، لنرى دوما العربي القادم من البادية، والروسي الساذج، والألماني المتعصب، والبريطاني المغفل، والمكسيكي المجرم، والأميركي البطل الذي ينتصر دائما في النهاية!.
وفي باب “ملفات وقضايا” ينهي الكاتب الفلسطيني الدكتور حسن العاصي سلسلة المقالات التي تستعرض المواقف والسلوكيات الأوروبية تجاه اللاجئين المسلمين، حيث صدرت مؤخراً دراسة جديدة ترصد مواقف دول أوروبية تجاه اللاجئين والمسلمين اشتملت عينات من جمهورية التشيك، والمجر، وإسبانيا، واليونان، وقد أظهرت الدراسة أن التجريد من الإنسانية الذي يمارسه جزء من السكان الأوروبيين قد يمتد إلى ما هو أبعد من التصورات الدقيقة وغير الواعية إلى التعبيرات العلنية والصارخة، ويبدو أن التمييز بين التجريد الصارخ والخفي من الإنسانية له أهمية كبيرة، حيث تشير الأبحاث الحديثة إلى أنهما بنيان منفصلان بتأثيرات مختلفة.
كذلك يكتب الشاعر والمترجم أسامة الزغبي في نفس الباب “ملفات وقضايا عن “البعد الديني في الحرب الأهلية الإسبانية”، فبعد أن قام الجنرال الأسباني فرانكو بالانقلاب على الحكم الجمهوري الذي استمر في حكم أسبانيا من 1931 وحتى 1936، والذي رآه البعض حكما معاديا للكنيسة الكاثوليكية، لم يستطع الانقلاب العسكري حسم المسألة سريعا، فانقسمت إسبانيا إلى فسطاطين، وبدأت الحرب الأهلية، التي استمرت ثلاث سنوات، وبسبب التأييد المطلق من الكنيسة للانقلاب انفلت العنف المعادي لرجال الدين من عقاله في المناطق التي كانت لا تزال تحت سيطرة الجمهوريين، والأرقام صادمة في هذا الصدد، وهكذا كانت الحرب الأهلية الإسبانية من وجهة النظر الدينية، حربا عادلة ومقدسة في أحد المعسكرين، وغضب عارم ضد رجال الدين في المعسكر الآخر، وهو الأمر الذي خلف ندوبا كبيرة في ذاكرة الشعب الإسباني.
وفي باب “كتاب مصر المحروسة” تقدم الدكتورة فايزة حلمي ترجمة لمقال الكاتب والطبيب النفسي الأمريكي الشهير كاردر ستاوت بعنوان “الجميع مُدمن!”، والذي يوضح خلاله أننا نعيش في عصر الإدمان، إنه وقت الرغبة الجامحة والاستهلاك المفرط غيْر المحدود، يبدو أن المدمنين بكل مكان، فبينما نشير بأصابعنا الأشخاص الذين وصفهم المجتمع بأنهم مدمنون حقيقيون مثل السكارى ومدمني المخدرات في الأجزاء السيئة من المدينة، فإننا غالبًا ما نغفل حقيقة بسيطة؛ وهي أننا قد نكون نحن مدمنين، وربما يكون الإدمان قد تسلل إلى عائلتنا المباشرة والدائرة المُقرّبة للأصدقاء أيضًا، فالإدمان يَظهر بدرجات متفاوتة من الخطورة، مثل الكثير من المشكلات النفسية الأخرى، قد يتم التغلب على بعض الأفراد من خلال تياره القوي بينما قد يواجهه الآخرون بمهارة أكبر، قد لا تكون على دراية بميولك الإدمانية أو ببساطة تتجاوزها باعتبارها عيوب شخصية لا تشكّل تهديدًا.
وفي باب “دراسات نقدية” يستعرض الكاتب أكرم مصطفى، دراسة الناقد الأكاديمي الأردني الدكتور غسان عبد الخالق في كتابه الصادر حديثا “بلاغة السلطة؛ نحو مختبر تطبيقي في النثر السياسي العربي”، الذييقدم من خلاله أمثولة تهدف لتعريب مبحث البلاغة العربية الجديدة، ورفده بنموذج تطبيقي متكامل يمتد خمسة عشر عامًا من عمر الدولة العباسية، عبر مقدمة صريحة، وتمهيد أدان ما أسماه الرطانة البلاغية وعقدة الذنب البلاغية، وفصل أول مثل قراءة تحليلية في رسائل إبراهيم الصولي دفاعًا عن شرعية الدولة العباسية، وفصل ثان مثّل قراءة تفكيكية في كتاب (البيان والتبيين) للجاحظ دفاعًا عن عروبة الدولة العباسية، وفصل ثالث مثل قراءة ثقافية في مقدمة (أدب الكاتب) لابن قتيبة دفاعًا عن بلاغة الدولة العباسية، ومختتم لم يدخر فيه عبد الخالق وسعًا لإيجاد التفسير الثقافي والحضاري المناسب، لانسدال الستارة على البلاغة العباسية المغدورة، فضلاً عن ملحق بلاغي اشتمل على مختارات من النصوص الرئيسة في النثر العربي القديم.
وفي باب”خواطر وإراء” تواصل الكاتبة أمل زيادة، إرسال رسائلها الأسبوعية التي لن تصل أبدا إلى الفنان عمر خورشيد، وتتطرق من خلالها لبعض القضايا والمواقف الحياتية واليومية، فتحكي هذا الأسبوع عن قصة حبها وارتباطها بلحن فيلم “الرصاصة لا تزال في جيبي” تزامنا مع ذكر بعض المواقف التي تخص هذا اللحن، كما أشارت لبدء امتحانات الثانوية العامة.
وفي باب “رواية” يقدم الكاتب اللبناني وسام قدوح رواية “أبناء الأرجوان”، التي تعيد من خلالها الروائية الأردنية ديانا دودو سرد حكايات تخيلتها وفق سياقات تاريخية مضت لتبني سردينها إلى نهايات مفتوحة من خلال مسارين اتكأت عليهما الحكاية التاريخية التي جسدت الإسكندر الأكبر على تخوم لبنان، ليدخل مدينة صور العظيمة، فتأخذه القسوة على مدينة كانت من نماذج المدن العظيمة في الحضارة الفينيقية، فيقضي على جميع من فيها من البشر، ويهدمها عن بكرة أبيها، ويأخذ ما تبقى من البشر سبايا وعبيد، يوزعهم على جنوده وهم في طريقهم لمصر، لكي ينقض على حضارة أخرى، ويقف بولاريس أمام حطام مدينته العتيقة “صور”، يذرف دمعة حارة على المدينة لكنه يذرف آلاف الخطوات بحثا عن سينثيا، فهما أبناء الأرجوان، أو الطبقة المخملية الباذخة الثراء، التي تصارعت وتعانقت، لتنتهي الأحداث في وادي النيل في مصر، بعد أن قدمت الروائية حكاية مكتملة وفق صنعة روائية اقتربت من الكمال، وحاولت المؤلفة من خلالها أن تؤسس لتجربة روائية جديدة ومهمة في هذا العمل.
وفي باب “شعر” تقدم الكاتبة سماح ممدوح حسن ترجمة لقصيدة “كاتب”، للشاعر الأمريكي بول أوستر، وهو روائي وشاعر وقاص وسيناريست ومخرج أمريكي ولد عام 1947، أبرز أعماله ثلاثية نيويورك، وقد حاز على العديد من الجوائز الأدبية الأمريكية المرموقة من أهمها جائزة الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، وتوفي فى 30 إبريل 2024.
وفي باب “كتب ومجلات” يتناول الكاتب الأردني ممدوح الدخيل تحديات الترجمة الأدبية، التي يقدمها الكاتب والمترجم المغربي محمود عبد الغني في كتابه “الترجمة كما شرحتها لطلبتي” من خلال دليل مبسط حول مادة “الترجمة الأدبية”، ويشرح بشكل عملي وقابل للتطبيق المفاهيم والمصطلحات والأعلام والمقابلات اللغوية التي ينبغي أن يدرها الطالب ويستوعبها لتكون منهاجًا يعينه على الفهم والتحليل.
وفي باب “آثار” يكتب الدكتور حسين عبد البصير عن معرض “قمة الهرم” المزمع إقامته في يوليو القادم في مدينة شنغهاي بالصين، حيث تلعب المعارض الأثرية الخارجية دورًا حيويًا في التعريف بالحضارة المصرية القديمة ودعم السياحة المصرية بشكل كبير، كما توفر هذه المعارض للجمهور العالمي فرصة للاطلاع على تاريخ مصر العريق، وفنونها وآثارها المدهشة من خلال عرض قطع أثرية فريدة ومعلومات تاريخية، فيمكن للجمهور أن يتعرف بشكل أعمق على الحضارة المصرية وتأثيراتها على التاريخ الإنساني، كما تعزز المعارض الأثرية التبادل الثقافي بين الدول، مما يساهم في بناء جسور التواصل والفهم المتبادل بين الشعوب.
ويواصل الكاتب الصحفي صلاح صيام في باب “بوابات الوطن”، حكاياته عن “أبطال في طريق النصر”، متناولا سيرة الأبطال والشهداء الذين قدموا تضحياتهم الغالية في الطريق إلى انتصار أكتوبر المجيد، مستكملا في الحلقة السادسة حديثه عن الشهيد اللواء المهندس أحمد حمدي، مهندس وحدات الكباري بسلاح المهندسين، وقائدها فى حرب أكتوبر 1973، ونائب مدير السلاح، الذي تم اختيار يوم استشهاده ليكون عيدا للمهندسين، كما أطلق الرئيس الراحل أنور السادات اسمه على أهم نفق يربط سيناء بباقي المحافظات، وحصل اسمه على وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى، كما أطلق اسمه أيضا على إحدى دفعات الكلية الحربية، نظرا لما أظهره من شجاعة فائقة في ميادين القتال بداية من العدوان الثلاثي على مصر، وانتهاءً بيوم استشهاده في 14 أكتوبر 1973.
نُشر طبقا لبروتوكول التعاون الدولي مع "آسيا ان"
التعليقات