صدر حديثا عن دار البديل للنشر والتوزيع كتاب “قراءات نقدية في أدب الطفل والناشئة”، لأستاذ النقد الأدبي في الجامعة الأردنية الدكتور إبراهيم الكوفحي، عرض فيه سبعة وعشرين مؤلفا أدبيا، ما بين قصة ورواية وديوان شعر المبدعين أردنيين وعرب، متبعًا منهج عرض المحتوى، وسيرة الكاتب وتقنياته الأدبية، ورؤيته النقدية في هذه التقنيات.
في مقدمة الطبعة الأولى للكتاب حكى المؤلف عن صلته بأدب الطفل والناشئة التي تعود إلى منتصف التسعينيات من القرن العشرين، عندما تعرف إلى الأديب (محمد جمال عمرو)، أحد أبرز المبدعين والمشتغلين في مجال أدب الأطفال وثقافتهم في الأردن والوطن العربي، فيقول: “كان لهذا الأديب المعروف أكبر الفضل في التفاني إلى هذا الأدب والعناية به، ويكفي أن أومئ هاهنا إلى ما أفدته من اطلاعي عن كتب على تجربته الإبداعية خاصة، ومتابعة جهوده في هذا الميدان، ونشاطه الدائب في ساحاته المختلفة، وكذا من اختلافي المستمر إلى بيته آنذاك، في منطقة المدينة الرياضية) بعمّان حيث كان ملتقى العديد من أدباء هذا الفن والمعنيين بصناعته من شعراء وقصاص وروائيين ورسامين تشكيليين وصحفيين و ناشرين…. أردنيين وغير أردنيين، إذ كانت تربطه وشائج متينة بعدد غير قليل من الأدباء العرب. ولكم انتفعت بحق من أحاديثهم عن تجاربهم الأدبية، ومن محاوراتهم النقدية، وأنظارهم الفنية، وخاصة أنه لم يكن لي قبل ذلك كله عناية ظاهرة بأدب الأطفال، سواء على المستوى الإبداعي أو النقدي، على الرغم من أهميته في تربية الأجيال، ونهضة المجتمعات وصناعة مستقبل الأمة.”
يضيف الدكتور إبراهيم الكوفحي : “تطورت علاقتي بهذا الأدب الموجه إلى مرحلة الطفولة، حين أسند إلي، في قسم اللغة العربية وآدابها بالجامعة الأردنية، تدريس مقرر أدب الأطفال: لغته وأساليه»، ولا جرم أتاح في ذلك أن أحيط على نحو من التوسع والتخصصية بأكثر جوانب هذا الأدب، وأن أتابع الكم الغفير مما ينشر هاهنا وثمة في مضماره من نصوص إبداعية، ودراسات نقدية … فضلاً عما يصدر من كتب ومجلات، سواء على المستوى الورقي أو الالكتروني”.
ولعل أبرز ما لاحظه المؤلف في تلك الرحلة البحثية هو إقبال الطلبة غير العادي على دراسة هذا المقرر الجامعي دون غيره، على الرغم من منافسة مقررات كثيرة له يمكنهم دراستها لكونه مقرراً اختيارياً في خطتهم العامة لنيل درجة (البكالوريوس) في اللغة العربية وآدابها، ومما تبين له، وهو يحاول تفسير هذه الظاهرة، استفاضة الإحساس لدى الطلبة ذكوراً وإناثاً بأهمية دراسة هذا المقرر تحديداً، وخاصة بعد سؤال أقرانهم ممن درسوه سابقاً عما يفيدون منه في حياتهم و مستقبلهم، آباء وأمهات، أو معلمين و تربويين.
يكتب الدكتور إبراهيم الكوفحي : “مما سمعته من أكثر الطلبة ممن درسوا هذا المقرر، أن أهم ما أفادوه من ذلك أنهم أصبحوا من المكنة في نقد الأعمال الأدبية الموجهة إلى الأطفال في مراحلهم العمرية المختلفة، نقداً علمياً موضوعيا، إذ صار لديهم القدرة على استبانة عناصر جودتها أو رداءتها من الناحيتين : المضمونية والفنية في إطار نظرية أدب الأطفال كما تبلورت في الدراسات الحديثة، وهو ما يؤهلهم لاحقا لاصطفاء النصوص الأدبية المناسبة لأطفالهم في البيت أو أطفالهم في مؤسسات التربية والتعليم، ذلك أن النصوص التي تنشر وتقدم لهذه الفئة العمرية ليست سواء في ملاءمتها وصلاحيتها، ومن المعروف أن لهذه الفئة خصوصيتها فيما يقدم لها من أعمال أدبية، بالنظر إلى حاجاتها ومستويات نمائها المختلفة، فضلا عما تتمتع به من حساسية حادة في مسألة تقبلها أو رفضها لما يوضع بين يديها لمطالعته.
وقد نشرت جريدة (الراي) الأردنية عرضا كتبه محررها إبراهيم السواعير، (نشر يوم 5 فبراير 2024) بدأ بعرض المؤلف التقديمي للكتاب:
قال الدكتور الكوفحي إنّه لا يختلف اثنان في أن الإبداع الأدبي بأشكاله المتعددة من أخطر الوسائل في تنشئة الأطفال، وإعداد الأجيال، مما يحور إلى فاعليته الكبيرة في تكوين شخصياتهم وتوجيه سلوكهم وتنوير دروبهم الحياتية، وهو ما يتطلب دائما مزيدًا من الاهتمام والمتابعة والتقييم المستمر لما للتهاون بأمر هذا الأدب خاصة، من انعكاسات مضرّة، ليس على الطفل حسب، بل على الأمة برمتها، فمما يؤسف عليه مثلاً ما بات
يلحظ في هذه الأيام هنا وثمة من نشر أعمال أدبية للأطفال لا تصلح لهم البتة، إذا ما نظرنا إلى ذينك الأساسين المعروفين لهذا الأدب، وهما الأساس التربوي، والأساس الأسلوبي.
وواصل الكوفحي تقديمه الكتاب، الواقع في مئتين وأربع وثمانين صفحة من القطع المتوسط بقوله إنه لا جرم أن الكتابة للصغار أصعب من الكتابة للكبار، خلافًا لما يتوهمه كثير من الناس ممن راحوا يتولجون في ميدان هذا الأدب، وهم خلو من الجاهزية والعدة اللازمة، وهو ما يفسر لنا ما بتنا نقف عليه في الأسواق من أعمال كثيرة رديئة تضر بذوق الطفل ولغته وعقله وسلوكه. وفي هذا السياق لابد من الإشارة إلى قصور حركة النقد التي يفترض أن تواكب الأعمال الأدبية في هذا الحقل، بحيث يجري تلقيها في ضوء المعايير النقدية الخاصة بهذا الأدب، فيحكم على هذه الأعمال بالجودة أو الرداءة، بعيدًا عن المجاملات الكاذبة والثناء الخادع، فليس مفيدًا أن يظل النقد يدور في فلك التنظير لأدب الأطفال دون تنزيل هذه الأنظار على المنجز الإبداعي، ومحاولة الحكم عليه، بتبيان ما له وما عليه.
ومن هنا يأتي هذا العمل الذي يقع في إطار متابعة الدكتور الكوفحي النقدية لبعض الأعمال الأدبية القصصية، والروائية، والشعرية” الموجهة إلى فئتي الطفل والناشئة”، مما يصدر هنا وهنالك في عدد من الأقطار العربية، حيث يجري تنوير هذه الأعمال من جانبيها: المضموني والفني، وذلك ابتغاء تحقيق هدفين أساسيين من الأهمية بمكان، هما: الارتقاء بمستوى الإنشاء والتأليف الأدبي المقدم لهذا الصنف من المتلقين. ثم تمكين المربين من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات من انتقاء الأعمال الإبداعية المناسبة لمراحل الطفولة المختلفة.
واتسمت الأعمال المختارة بتنوّعها في الهدف والمضمون والأسلوب والتقنيات الفنية، وكذلك موضوعية الناقد الكوفحي في مكاشفته بالأخطاء أو بالضعف اللغوي أو عدم الكفاية المعلوماتية في العمل.
وفي قراءته النقدية، لم يكن الدكتور الكوفحي يقف فقط عند الجماليات والإدهاش والتشويق وغير ذلك من الشروط الفنية التي تتجسّد في هذه الأعمال، وإنّما كان يكاشف بأخطاء عديدة في هذا العمل أو ذاك، من مثل نقد الألفاظ النابية والمتداولة التي لا تستقيم مع ثقافتنا وثقافة الطفل، والإشارة إلى وجود تناقض ما يفسد ذائقة الطفل اللغوية، أو تفاوت في سلاسة اللغة الشعرية، أو عدم التوفيق في الإيقاع المناسب وورود اختلالات موسيقية ظاهرة، والإشارة إلى أخطاء معرفية في التواريخ ومتعلقات العمل المعرفية والمعلوماتية.
ففي روايه “أنا سلمى” للكاتبه السورية لينا هويان الحسن، نقرأ أهمية الرواية في حفزها وتشجيعها الناشئة على تنمية مواهبهم الإبداعيه وتحدي المعوقات التي تقف في طريق تحقيق أحلامهم المستقبلية، من خلال شخصية سلمى التي تسعى لتصبح مؤلفة حكاية خرافية، حيث جاء العمل على هيئه سيرة ذاتية، لنقرأ إشادة بمستوى النضج الفني والقدرة على التخيل والسبك والحبك والتماهي مع أحداث النص القصصي وشخصياته. وعلى المستوى الرمزي تصور القصة معاناة الإنسان في طريق النجاح، إذ يشير الدكتور الكوفحي إلى طاقة الخيال لدى الكاتبة والصور المجازية والتشبيهية والوصفية.
أما رواية “ستشرق الشمس ولو بعد حين” للأديبة الأردنية تغريد عارف النجار، ففيها استلهام لوقائع الحرب الأخيرة على سوريا، وتندرج في إطار عناية المؤلفة بتقديم نماذج للفتاة الذكية الشجاعة. وقد جاء السرد بطريقة مشوقة، وتطور في الحكاية وفقًا لتطور الأحداث، مع ملاحظة سهولة اللغة وتدفقها وسلاستها ومناسبتها لفئتها العمرية، وتوظيف اللغة العامية المتداولة واستعمال الألفاظ الشائعة على ألسنه الشباب، والمراوحة بين أسلوب السرد وأسلوب الحوار واستخدام أسلوب تقنية الرسائل الورقية والإلكترونية وأسلوب القطع السينمائي.
وفي قصة “البطة الضائعة والذئاب الجائعة” للكاتبه اللبنانية وفاء الحسيني، نكون مع توعية الأطفال بأخطار الابتعاد عن البيت دون استئذان ذويهم أو رفقة أحد من الكبار، وقد لوحظ في القصة أسلوب السجع، وجماليات العمل، واستعمال الجمل القصيرة المناسبة لمقدرة الطفل على الاستيعاب والفهم، واستخدام أسلوب المحاورة بين الشخصيات الحيوانية.
وفي قصه “حديقه الزمرد” للكاتبة المغربيه رجاء ملاح يسعى العمل إلى توثيق علاقة الأطفال بآبائهم وجدودهم ومواطن نشأتهم، كما يبرز أسلوب السرد السيري بضمير المتكلم، ويغنى العمل بالقيم والأنماط السلوكية الإيجابية، وتأكيد قيمة الحياة والفضول المعرفي، بلغة سليمة ورصينة. ويأتي السرد بضمير المتكلم ليتماهى الطفل مع الشخصيات، كما تم توظيف تقنية الحلم واستخدام الصور والتشبيهات الاستعاريه وتوسيع خيال الطفل وقدرة النص على الرسم بالكلمات، من خلال الصور الفنية وتوظيف بعض المشاهد الغرائبية المدهشة.
وفي روايه “إجاصة ميلان” للأديبة والمترجمة اللبنانية فاطمه شرف الدين، فإن العمل يهدف إلى تحذير الفتيات الشابات من خطر الإصابة بمرض القهم العصابي، أو الأنوريكسيا نيرفوزا” الناتج عن الحمية الزائدة ومعالجه ذلك من خلال الحكاية، حيث الرواية مشوقه ومفعمة بالتفاصيل المثيرة والصراعات النفسية والخارجية، وجاءت الكتابة بلغة سلسة مطعمة في نسيجها الفصيح بغير قليل من الألفاظ والتراكيب المستمدة من قاموس المتداول اليومي الشبابي العربي، وتم استخدام أسلوب الحوار بنوعيه الداخلي والخارجي، وتوظيف تقنية الأحلام والكوابيس، والرسائل الورقية والإلكترونية، وتوظيف دفتر الملاحظات على الهاتف المحمول.
وفي رواية “جسر الديجيتال” للكاتب المصري ميشيل حنا، كرواية تمزج بين الواقع والخيال العلمي إفادة بجمال المعرفة الرقمية من حكايات الرواية وتحذير الشباب من مغبة الوقوع ضحيه للهكرز أو الاستخدامات الضارة للتكنولوجيا الرقمية، ودعوة لعدم التخلي عن الأصدقاء الحقيقيين لصالح الأصدقاء الافتراضيين، وقد جاءت ألفاظ الرواية مستمدة من قاموس عالم الشباب الرقمي والحكاية المشوقة على أساس من التحديات التكنولوجية، والصراع بين الشخصيات والمغامرات والأحداث العجائبية المدهشة. وقد وظف الكاتب أسلوب السؤال وتقنية الأحلام، وأسلوب الحوار لدى المتلقي، كما تم تفعيل طاقة الخيال.
وفي روايه “الغول وشجرة العليق” للكاتبة الإماراتية نسيبه حسين العزيبي، يُعنى العمل بمشكلة الشباب الذين تتولد لديهم نزعة قوية إلى الشر والعدوانية والحقد على الآخرين، بسبب ما مروا به من ظروف اجتماعية مؤلمة، ويهدف إلى توعية المتلقي الشاب بدوره المهم في تغيير أقرانه ممن تبدو عليهم نزعة الشر. وتمتلك الرواية طاقة تشويقية هائلة، وفيها رسائل وأساليب لغوية وفنية كان لها دورها في اجتذاب القارئ الناشئ، وفي الروايه تنوّع للشخصيات الرئيسة بين الإنسان والنبات، ومزج بين الأحداث الواقعية والعجائبية، وتشخيص لعالم النبات، واستخدام الأسلوب الحوار الداخلي والخارجي، وتقنية الأحلام، واستخدام للصور الفنية المتعددة، وإطلاق الخيال المتلقي الناشئ وإثارة حواسه ومداركه.
وفي روايه “قطتي تؤلف” للشاعر الروائي المصري أشرف أبو اليزيد، نجد مزجا ما بين الواقع والخيال العلمي، ومؤدى العمل هو في التفاهم والتواصل بين الإنسان والحيوانات الأليفة، وقد جاءت الرواية مليئة بالإثارة والتشويق، وتُصنِّف ضمن روايات الخيال العلمي التي تؤمن بإمكانية العلم وقدرته في حلّ كثير من المعضلات التي يواجهها الإنسان، وقد بدت غرائبية العنوان، وتم اختيار الشخصيات من عالمي الإنسان والحيوانات الأليفة، كما اشتمل النص على أحداث ومغامرات مثيرة، ووظف الكاتب فيه أسلوب السؤال لتحديد المشكلة، كما تم تطعيم السرد ببعض الحكايات الشعرية القصيرة، وكذلك استخدم الكاتب فن الرسائل.
وللقاص والروائي المصري عبد الحكيم محمود كانت رواية “حكايات “أميرة” تروي النجاح والتميز وتوعية الشباب في رؤيتهم الواضحة لأحلامهم وتطلعاتهم المستقبلية. وجاء السرد في هذه الرواية بضمير الأنا وبلغة سهلة ناسبت المستويات المعرفية والإدراكية لفئتها العمرية، كما تم تقسيم الرواية إلى فصول قصيرة، وجاء الحوار بنوعيه الداخلي والخارجي، واستخدم الكاتب تقنية التذكر، وتم توظيف أسلوب المناظرة، وحفز خيال الطفل.
وفي قصه “غافتان” للأديبة الإماراتية نادية النجار، كان التعريف بفوائد الأشجار بالنسبة للإنسان والطير والحيوان والحشرات، وكذلك الوفاء للوطن، وامتازت القصة بالتشويق وسلامة اللغة وضبطها، وأنسنة الأشجار والطيور والحيوانات، كما تم استخدام أسلوب الحوار وتوظيف حكاية الأصوات.
وفي قصة “كيف فقدت البومة منقارها” للشاعر والإعلامي السعودي علي السبعان، نقرأ عاقبة العجلة والتسرع في مواجهة الأمور واتخاذ القرارات، كقصة مسلية وجاذبة ذات لغة رصينة، وتضفي الصفات الإنسانية على الطيور، وفي العمل مراوحه ما بين السرد والحوار، وتنشيط الخيال الطفل، وتوظيف لحكاية أصوات الطيور.
أما قصة “حكاية ورقة” للأديب والمخرج السوري عبادة تقلا، فتهدف إلى تشجيع الأطفال على دخول المدرسة، وممارسه النشاط الكتابي الورقي والإلكتروني، وقد جاء السرد بضمير الغائب على أساس حبكة محكمة تناسب الطفل، وامتاز العمل بحيوية النص.
وفي ديوان الشمس تضحك” نجح الشاعر والأديب السوري بيان الصفدي في التعريف بمشتملات الديوان، من مثل الطيارة والورق والجدار والسلم والشاطئ والسنبلة والحجر، ويهدف الديوان إلى تأسيس حياة الطفل المستقبلية على قاعدة من التوازن الإيجابي الفعال.
وفي قصة “رحله دافئة ملونة” للكاتبة السورية ضحى جواد نكون أمام هدف تحبيب الكتاب إلى الطفل بما في القصة من حبكة محكمة وتسلسل للأحداث وتشويق للطفل وجاذبية في العنوان، كما تم المزج بين الشخصيات الإنسانية والحيوانية والعالمين الواقعي والخيالي.
أما رواية “سموثي المغامر” للشاعره والروائية العمانية بدرية البدري، فجاءت لتعرض مرض متلازمة “أرلن” أو متلازمة الحساسية الظلامية، لبيان مدى خطورته نفسيا واجتماعيا وتعليميا، كمرض جيني وراثي، حيث جاءت الرواية بشكل ذكريات منسابة لضمير المتكلم، وضمن حبكة محكمة ومراوحة بين أسلوبي السرد والحوار، واهتمام بشحذ خيال القارئ.
وفي رواية “لغز الكرة الزجاجية” للأديبة السورية ماريا دعدوش، تمّ تناول مشكلة إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية، وما ينتج عن ذلك من تقوقع وانطواء على الذات، حيث ركزت الكاتبة على السرد المشوق، وإعمال ذهن الطفل وشحذ طاقة التفكير لديه، واستخدام الصور الفنية المناسبة وأسلوب الحوار الداخلي والخارجي، وكذلك أسلوب الخطابة، واستخدام ألفاظ من قاموس الطفل.
أما رواية “اسمي كل أسماء الشجر”، للكاتبة الإماراتية نادية الكلباني، فتهدف إلى إرهاف الشعور الإنساني والحس الجمالي لدى الشباب العربي لدمجهم اجتماعيا، كحكاية ماتعة ومشوقة مشتملة على طاقة من الخيال ونصوص شعرية وغنائية، واستخدمت فيها الصور الفنية. وتوظيف لبعض الأغاني الذائعة، وأساليب الرسائل، والحذف، والتكرار، وتقسيم الفقرات.
وفي رواية ما لا نراه” للأدبية البحرينية شيماء الوطني، نكون أمام هدف إخراج الشباب من عوالمهم الإلكترونية، وتهيئتهم لدخول ميدان العمل، وخوض معترك الحياة العامة، حيث تم توظيف وسائل لغوية وأسلوبية، كما جاء السرد بضمير المتكلم، وتم استفزاز القارئ بالعنوان واستخدام أسلوب التداخل الحكائي، وأسلوب الحوار الداخلي والخارجي، وتوظيف تقنية السؤال وشحن العمل بطاقة الخيال.
أما في قصة “لست وحيدًا” للقاص السوري رامي طويل، فيعرض الكاتب لمشكلة الطفل الوحيد لوالديه، وما يمكن أن يعانيه في محيطه الاجتماعي، وفي العمل استخدام التقنية السؤال، والصور التشخيصية، والحوار الداخلي والخارجي.
وفي قصة “جدي والواتساب” للكاتبة والإعلامية البحرينية بروين حبيب، كان الهدف توجيه الأجيال الجديدة من الأطفال إلى علاقة سليمة ومتوازنة مع الهاتف الجوال، والقصه مشوقة، واستخدم فيها أسلوب الحوار.
وفي روايه أينشتاين أسرار القطعة 99 للأديب المصري شريف صالح، كان الهدف تقديم سيرة مكثفة للعالم أينشتاين وأفكاره الإنسانية، في الزواج والدين، وغيرها، وكذلك أفكاره الفيزيائية، وأهم أفكاره الحديثة. وقد شحنت الرواية بالدروس والعبر والمقولات العلمية والتربوية، كعمل يُصنّف ضمن روايات الخيال العلمي، وقد تم توظيف أسلوب التداخل الحكائي والرسائل الإلكترونية والأخبار الصحفية والتلفزيونية، أما نهاية العمل فكانت نهاية مفتوحة.
وجاءت قصة عباءة أبي” للمؤلفة الكويتية باسمه الوزان، لتعزيز الجانب الإنساني لدى الطفل حيث تتسلسل أحداث الحكاية بشكل مشوق، ولغة رصينة، كما تم توظيف أسلوب الذكريات والاتكاء على أسلوب المفارقة التصويرية، واستخدام أسلوب الحوار بنوعيه الخارجي والداخلي وكذلك توظيف ألعاب الطفوله.
وأخيرًا، تناولت قصة أبحث عن شيء” للكاتبة اللبنانية سحر نجا محفوظ، لإرهاف ذوق الطفل وتهذيب حركته في حياته اليومية داخل البيت، وذلك بتوجيهه إلى بعض الآداب الحسنة والأنماط السلوكية الراقية، وجاء النص القصصي ممتعًا ومشوقًا، ونهاية النص مفتوحة، كما كان النص مفعلاً لحواس الطفل.
نُشر طبقاً لبروتوكول النشر الدولي المشترك مع مجلة "آسيا إن"
التعليقات