يشارك الكاتب المصري أحمد فضل شبلول، في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024، برواية "الماء العاشق"، إصدار دار غراب للنشر والتوزيع، في القاعة 2 ـ جناح A47.
أحمد فضل شبلول
يقام المعرض خلال الفترة من اليوم 25 يناير 2024 حتى 6 فبراير المُقبل، ويستقبل الجمهور يوميًا من الساعة 10 صباحًا حتى 8 مساءً، ومتوقع أن يستقبل 3 ملايين ونصف المليون زائر هذا العام.
كان الدكتور محمد دخيسي أبو أسامة، قد كتب عن الرواية، وقال: العنوان صدمني بتركيبه ولغته، إلى جانب اللوحة التي وسمت العمل الروائي. وهي ذات بعد فيزيقي بما تركبت ضمنه من عنصر الماء ويد المرأة بحليها وزهوها.
رواية (الماء العاشق) لأحمد فضل شبلول، رواية الجيل الجديد؛ ولا أقصد هنا الجيل بالمعنى القصدي الدال على زمن العمر، وإنما الجيل الذي يستطيع أن يكتب النص الروائي وهو حمَّال للفكرة قبل الحدث. لم أطلع على سيرة الكاتب في الصفحة الرابعة من الغلاف – كما يطلق عليها - إلا بعد الانتهاء من قراءة النص المتن. لذلك انتبهت حينها أنه شاعر قبل أن يكون روائيا، وأنه صِحافي قبل أن يكتب النص السردي. وهما عاملان لهما من الدلالة ما يشكل من خلالهما النص المقروء بين أيدينا.
الشعر، أو انفتاح النص الروائي على النص الشعري، جعل من العنوان دالا على فعل المجاز، أو الانزياح عن المعيار إلى الشكل الثاني للغة والعبارة. فالماء المكوّن من الهيدروجين والأوكسجين كما هو ثابت علميا وقار في متن الرواية، جعله الكاتب عاشقا مولوعًا بفعل السرد والحكي وتطور الأحداث داخله.
فالماء H2O تركيب كيميائي معروف، وقد يتحلل من هذا التركيب في خِلْدِ الكاتب في آخر ظهور للقوة الفاعلة في النص (الماء العاشق): "انفعل الماء العاشق أكثر، فانقسمت ذرة من ذراته، وأصبح الأوكسجين في ناحية، والنيتروجين في ناحية أخرى، لم يعد ماء، ولكن ظهر العشق نفسه، بعد أن كان الماء العاشق، أصبح العشق ذاته كأجمل صورة رأتها عيناي، هل هو يوسف في مائيته الآن؟ أو يونس لحظة دعائه المخلص لله...".
والماء العاشق هو الدليل الذي جعله البطل عمر ياسين وصاحبته أولا ثم زوجته ثانية هدى إسماعيل يهتديان إلى حقيقة العطر، حيث كانت البداية حين اقترح على عمر أن يصطحب زميلته في العمل هدى إلى مرسى مطروح حيث ستجد علاجا لمشكلتها.
فما هي المشكلة إذاً؟
كانت هدى إسماعيل ذات رائحة كريهة، رائحة العرق المتصبب دوما من جسدها، مما تسبب لها في مشاكل حياتية مختلفة، سواء في عملها أم في حياتها الشخصية.
في "مرسى مطروح" كانت هدى تستحم في حمام كليوباترا، وبحدس ما، وصلت إلى زجاجة مغلقة بإحكام التي انبعث منها عطر فريد من نوعه، جعلها تتعطر به وتغير من الرائحة الكريهة التي تلبسها. لكن أمر فتحها لم يكن إلا بيد الرجل العجوز بمغارة جعيتا ببيروت. وقد صار العطر سببا في تكوين ثراء لدى عمر وهدى بسبب شرائه من قبل تاجر إسرائيلي عاتيد بن يامين بعد تهديد له بالقضاء عليه.
بعد هذه الرحلة، اقترح (الماء العاشق) على عمر أن ينتقل إلى بئر زمزم فسيجد الزجاجة الثانية، وفعلا تأتى له ذلك بمساعدة أحد التجار السعوديين المشهورين في مجال بيع العطور وهو عبد الصمد المكي الذي أصبح شريكا لهما مع شركة فرنسية متخصصة في العطور. كما تم تداول إنتاج فيلم سينمائي تكون بطلته هدى في دور كليوباترا ومن إنتاج عمر ياسين.
بعيدا عن هذه الأحداث الواقعية، تسري الرواية مسرى عجائبيا متخيلا، والغريب في الأمر أن الكاتب أحمد فضل شبلول يربط بين المتخيل والواقع، سواء من حيث الأحداث التاريخية المرتبطة بتاريخ مصر أو الرومان، أو تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي؛ أم حيث الشخصيات الواقعية كليلى علوي، وبريجيت باردو وغيرهما من الممثلين المعروفين.
يتخذ العجائبي في هذه الرواية سبيلين:
أولهما: المتعلق بالماء، فمن الماء العاشق الذي تسلل إلى بيت عمر ياسين في البداية، فكان موجِّها له في رحلاته للبحث عن العطر المخلِّصِ هدى من رائحتها الكريهة، أو من خلال مساهمته في الحلول المقترحة على عمر أثناء تواجده بإسرائيل أو أثناء مشاورات الصفقة مع الجانب الفرنسي أو السعودي.
ثانيهما: متعلق بجانب الجن، وهو مرتبط أيضا بالماء السفلي داخل أعماق البحار، خاصة في بئر مسعود، أو في البحر الأبيض المتوسط أثناء الرحلة من الإسكندرية إلى بيروت، حيث تم القبض عليهما في مياه الأراضي المحتلة (فلسطين).. إلى جانب الاحتفال بزفافها في قصر كليوباترا التي تبدو في كامل جمالها وحياتها وحضورها الفعلي في مسير الأحداث وتطورات الرواية.
تحتاج رواية (الماء العاشق) لكثير من التفاصيل حتى نحقق فعل القراءة الحية والمفيدة.. وتبقى هذه الكلمة تقديما مختصرا جدا لها، تسعى إلى التعريف بها أولا، ثم تحبيب القراءة والترويج السلمي لها دون أي قصد إشهاري. ففعل القراءة الممتعة لا يحتاج إلى كسب، كما أن جمالية النص ووظائفه التأثيرية والشعرية أهم ما يكسب النص أحقيته في القراءة والبحث والقراءة الثانية النموذجية.
التعليقات