بعد غياب دام 22 عاما.. عادت المطربة المصرية نجاة الصغيرة إلى الأضواء من أوسع أبوابها، حيث فوجئ الوطن العربي أمس السبت، بإطلالة الكمانجة في عالم الغناء كما لقبها الموسيقار محمد عبدالوهاب، نجاة الصغيرة في حفل "joy awards" في السعودية، حيث أطلت على الحضور لتشدو بصوتها العزب أجمل أغانيها "عيون القلب".
اسمها الحقيقي نجاة محمد كمال حسني البابا، تَعدّ من أشهر رموز الموسيقى العربية في «العصر الذهبي» للخمسينات والستينات من القرن العشرين، اعتزلت الغناء عام 2002.
نجاة حالياً وهي في عمر الـ 85 هي آخر من بقي على قيد الحياة من المطربين الذين شاركوا في نشيد الوطن الأكبر، وأيضاً آخر من بقي على قيد الحياة من المطربين الذين تغنوا بألحان الشيخ زكريا أحمد.
نجاة الصغيرة من البداية حتى الاحتراف
بدأت نجاة الصغيرة بالغناء في التجمعات العائلية في سن الخامسة. وقدمت أول فيلم لها بعنوان «هدية» (صدر عام 1947) في سن الثامنة. كتب عنها الكاتب الصحفي المصري فكري أباظة في بداية ظهورها: «إنها الصغيرة التي تحتاج إلى رعاية حتى يشتد عودها، وفي حاجة إلى عناية حتى تكبر، وهي محافظة على موهبتها، مبقية على نضارتها».
عندما بلغت نجاة سن التاسعة عشرة، كلف والدها شقيقها الأكبر «عز الدين» بتدريبها على حفظ أغاني أم كلثوم لتقوم بأدائها فيما بعد في حفلات الفرقة. ووصلت نجاة إلى درجة من الإتقان، مكنتها من تقليد أم كلثوم، وبهذا بدأت مرحلة جديدة في مشوارها الفني.
قدم لها الشاعر مأمون الشناوي أغنية «أوصفولي الحب» من تلحين محمود الشريف، وكانت هذه الأغنية بدايتها الفنية الحقيقية. ومنذ ذلك الوقت أحاطت «نجاة» نفسها بالمثقفين أمثال محمد التابعي، مأمون الشناوي، كامل الشناوي، فكري أباظة، محمود الشريف، وأخيها عز الدين حسني إضافة إلى رؤوف ذهني وغيرهم. فكونت نجاة بذلك هيئة مستشارين من أصدقاء ينصحونها، وينيرون الطريق أمامها.
إلى جانب موهبتها عرفت نجاة بدقتها الشديدة جدا في العمل، وحرصها الشديد الأقرب إلى الوسوسة. وكان لهذا الحرص دور كبير في نجاحها المستمر.
تعاونت نجاة بعد ذلك مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في لحن «كل دا كان ليه»، لتتوالي بعدها أعمالها الفنية. وغنت أيضا للملحنين: سيد مكاوي، وحلمي بكر، وبليغ حمدي، وكمال الطويل وهو أفضل الموسيقيين الذين استوعبوا صوتها، وكذلك الموسيقار محمد الموجي وهاني شنودة.
التعليقات