سوريا تزيد إنتاجها من الكهرباء بعد استعادة الجيش لحقول للغاز

قالت وزارة الكهرباء اليوم الثلاثاء، إن الحكومة السورية أنتجت المزيد من الكهرباء في الأشهر القليلة الماضية مع استعادة الجيش السيطرة على حقول للغاز الطبيعي من فصائل مسلحة.

وقال بسام درويش رئيس دائرة التخطيط بوزارة الكهرباء لـ"رويترز"، إن كمية الغاز التي توفرها وزارة البترول لتغذية محطات الكهرباء تضاعفت تقريبا منذ الشتاء الماضي.

وأضاف قائلا ”كانت هناك مشكلة كبيرة جدا في تأمين الوقود ومررنا بشتاء قاس نلاحظ تحسنا“. ”بعد تحرير أي منطقة مباشرة، يدخل العاملون في قطاع الطاقة ويعيدون تأهيل المنشآت“.

وبمساعدة من القوة الجوية الروسية وفصائل مسلحة تدعمها إيران، دفع الجيش مقاتلي المعارضة للخروج من المدن الرئيسية في غرب البلاد وتقدم شرقا ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ودخلت القوات السورية مع حلفائها إلى محافظة دير الزور الغنية بالنفط الشهر الماضي، بعد تقدمها بشكل مطرد في مواجهة مسلحي الدولة الإسلامية في أرجاء صحراء وسط وشرق البلاد. وسقطت الكثير من حقول الغاز تحت سيطرة الحكومة مجددا منذ العام الماضي.

وظلت إمدادات الكهرباء مقيدة بشدة وغير منتظمة في أجزاء شتى من البلاد أثناء الحرب المستمرة منذ ست سنوات. وسيساعد تحسنها الرئيس السوري بشار الأسد على استعادة النمو الاقتصادي في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

وقال درويش إنه منذ أوائل الصراع السوري المتعدد الجبهات، عملت دمشق ووزارة الكهرباء مع دول صديقة للمساعدة في استمرار عمل منظومة الكهرباء.

وأضاف قائلا ”وُقعت عقود مع روسيا ومع الصين ومع إيران...مكنتنا من الاستمرار في العمل خلال الفترة السابقة“.

ووقعت إيران هذا الشهر اتفاقات مع دمشق لإصلاح وبناء محطات للكهرباء، في تحرك من المحتمل أن يكون مربحا لطهران ويشير إلى دورها الاقتصادي المتعمق.

وأثناء الزيارة التي قام بها وزير الكهرباء السوري إلى طهران، وقع الجانبان مذكرة تفاهم تتضمن ترميم مركز التحكم الرئيسي لشبكة الكهرباء السورية. وتتضمن الاتفاقات أيضا عقدا لإمداد مدينة حلب بالكهرباء.

وقال درويش إن الاجتماع أثمر عن ”توقيع عقود مهمة جدا“ مع شركة مابنا الإيرانية للطاقة بدعم قوي من الجمهورية الإسلامية.

وأضاف أنه بموجب الاتفاقات فإن إيران ستيسر السداد للحكومة السورية التي تضرر اقتصادها بفعل الحرب والعقوبات الغربية.

وأضاف قائلا ”العقود...تعتمد على توفير تسهيلات في الدفع من الجانب الإيراني“ مضيفا أن هناك ”عقودا كبيرة منتظرة ستنجم عن تنفيذ مذكرة التفاهم التي تم توقيعها...أرقام كبيرة للغاية، مع شروط تفضيلية للجانب السوري“.

ومع عزوف القوي الغربية عنها، تتطلع دمشق إلى الدول الصديقة كي تلعب دورا رئيسيا في إعادة إعمار البلاد.

وستبني إيران مصفاة نفطية في سوريا بعد انتهاء الحرب بحسب ما نقل عن مدير تقنيات المصب في معهد أبحاث صناعة البترول الإيراني يوم الثلاثاء.

وفي يناير، وقعت الحكومة الإيرانية وكيانات مقربة من حرسها الثوري اتفاقات كبيرة في قطاعي الاتصالات والتعدين مع دمشق.

ومنذ أواخر 2012 على الأقل، قدمت إيران دعما عسكريا حيويا لحكومة دمشق لتساعدها في استعادة مساحات واسعة من البلاد. ويقول خبراء إيرانيون إن طهران تتطلع حاليا لجني فوائد مالية.

وقال درويش إنه قبل الحرب في سوريا ”كانت الحوادث بالنسبة للانقطاعات والتعتيم شبه معدومة“. وأضاف أن الحكومة أنتجت ما يقل قليلا عن 20 مليار كيلووات/ساعة العام الماضي انخفاضا من 50 مليار في 2011.

وأضاف أن إمدادات الكهرباء ”كانت في انحدار مستمر نتيجة عدم توافر الوقود“ بالإضافة إلى تدمير منظومة الكهرباء وقطاع الطاقة بما في ذلك محطات الكهرباء وآبار النفط.

وقدر درويش الأضرار المباشرة في قطاع الطاقة على مدار الحرب بما يتراوح بين أربعة مليارات إلى خمسة مليارات دولار. وقال إن الخسائر غير المباشرة الناتجة عن افتقار قطاعات مختلفة ومناطق سكنية ومؤسسات إلى الكهرباء وصلت إلى حوالي 60 مليار دولار.

وقال ”هذا يدل على حجم الجهد الذي يجب أن يكون كبيرا جدا لاستعادة منظومة الكهرباء“ والذي يتطلب أيضا استثمارات كبيرة جدا.

ومضى قائلا ”الموضوع يتعلق بتوافر التمويل، وهي العقبة الرئيسية حاليا“.

وقال إن الحكومة تبذل كل ما في وسعها ”لكن حجم الأضرار كبير“.

التعليقات