‏بايدن.. شريك الدم الإستراتيجى!

‏بايدن.. شريك الدم الإستراتيجى!

عبدالمحسن سلامة

يُصر الرئيس الأمريكى جو بايدن على أن يكون شريك الدم الإستراتيجى فى مجازر غزة بصمته، ودعمه اللا نهائى، واللا محدود لإسرائيل فى حربها على غزة، وإمداد الجيش الإسرائيلى بكل أشكال المساعدات، والإعانات فى عدوانه النازى على الأطفال، والنساء، والشيوخ.. وآخرها ما حدث من مجازر فى مخيم جباليا؛ حينما تحول المخيم إلى ركام، وجثث، وأنقاض.

شاهدت فرق الإنقاذ، والمتطوعين وهم يبحثون جاهدين عن أحياء، ويلتقطون بقايا الجثث، والأشلاء، وفى الصور نفسها كان هناك بعض بقايا الملابس، وسجاجيد الصلاة تمزقت على أيدى النازيين الجدد فى إسرائيل.

لا أدرى ما هى مشاعر الرئيس الأمريكى جو بايدن، وكنت أتمنى أن أسأله: هل هو سعيد بكل هذه الدماء؟.. وإذا لم يكن سعيدا، فلماذا كل هذا الإصرار الأمريكى على دعم، ومساندة إسرائيل فى حروبها النازية الممتدة عبر ما يقرب من ٧٥ عاما؛ حيث قامت بمذابح رهيبة ضد الفلسطينيين عام ١٩٤٨، ثم شاركت فى العدوان ضد مصر عام ١٩٥٦، وقامت بالاعتداء الغاشم عام ١٩٦٧، وضربت مدرسة بحر البقر فى أثناء حرب الاستنزاف مع مصر، ثم تقوم بتكرار جرائمها فى الأراضى الفلسطينية بشكل دائم ومتواصل حتى الآن؟!

لم تفرق إسرائيل بين أطفال مدرسة بحر البقر والمرضى فى مستشفى المعمدانى، والسكان الأبرياء فى مخيم جباليا، وسط دعم أمريكى سابق ولاحق، فهل هذه هى الإستراتيجية الأمريكية لقتل العرب، والتنكيل بهم، ومساندة إسرائيل دائما مهما تكن أفعالها الإجرامية؟

ما حدث فى جباليا يفوق الوصف والخيال، ومذبحة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ أسفرت عن مجزرة جماعية للسكان راح ضحيتها أكثر من ٤٠٠ قتيل، وأعداد هائلة من المصابين.

هل القانون الدولى الإنسانى يُجيز قتل المدنيين دون تمييز حتى فى وقت الحرب؟.. وهل رقم ١٠آلاف قتيل (نصفهم من الأطفال) لا يكفى لهز ضمير الرئيس الأمريكى جو بايدن، الراعى الرسمى للحرب الإسرائيلية على غزة، والذى يقف بكل ما تملكه الولايات المتحدة من عتاد، وقوات لمساندة هذا العدوان؟!

أعتقد أن الرئيس الأمريكى قد شاهد المحتجين فى أثناء جلسة الاستماع للجنة المخصصات المالية بمجلس الشيوخ الأمريكى يوم الثلاثاء الماضى، والتى حضرها وزير خارجيته أنتونى بلينكن، وهم يرفعون أيديهم الملطخة، والمخضبة بالدماء بشكل رمزى طالبين الحرية لأهالى غزة، أم أن إستراتيجية الجديدة هى القضاء على ٢،٥ مليون مواطن من أهالى غزة قبل أى رد فعل؟!

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات