لا تأملوا خيرا من دولة ضمن أفراد حكومتها أعضاء من حزب “الصهيونية الدينية” التى طالبت المصالح التجارية تقديم الخدمات لبعض الزبائن على أساس معتقداتها الدينية، كان هذا التشريع جزءا من الاتفاق الائتلافي النهائي مع رئيس الحكومة وزعيم حزب “الليكود” بنيامين نتنياهو. لم يحذف من الاتفاق بين الحزبين .
مشروع هذا القانون من شأنه تعديل قانون صدر عام 2000 الذى يحظر التمييز في تقديم الخدمات والمنتجات والدخول إلى الأماكن العامة.
هؤلاء الدواعش الصهاينة كانوا يصرون على حق الأشخاص الملتزمين دينيا في عدم انتهاك معتقداتهم الدينية. بل نادوا أيضا أن الأطباء يجب أن يكونوا قادرين على رفض العلاج للمرضى بسبب معتقداتهم الدينية.
هؤلاء الدواعش الصهيانة يرون أن أسرائيل التي تأسست بعد ألفي عام في المنفى بفضل يهود ضحوا بحياتهم، من أجل طاعة التوراة ، لن يتم إجبارهم كيهود ملتزمين دينيا على انتهاك الشريعة اليهودية.
أننا فى دولة بها حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف بقيادة بتسلئيل سموتريتش والذي يظهر فيه إيتمار بن غفير المثير للجدل ، والذي وصف نفسه بأنه تلميذ للحاخام المتطرف وعضو الكنيست السابق مئير كهانا الذي ينتمي إليه “كاخ”.
لذلك لا أعرف كيف يدعى الرئيس الامريكى بايدن أن حماس هى داعش ، ولم ينتبه الى أصول الداعشية الصهيونية .
لماذا لم يحمل الغرب المسئولية للصهيونى الداعشى تسلئيل سموتريتش الذى طالب فى سبتمبر الماضى بحظر الأحزاب السياسية العربية في إسرائيل، واشار الى قيام مذابح على أيدي العرب معلنا أن هذا سيكون زمن الحرب. وادعى أن تهديد المجازر واسعة النطاق من قبل المواطنين العرب ، وأنه سيناريو أكثر واقعية من أي وقت مضى. أن هذا العنصري الصهيونى المتعصب لعب دورا تصعيديا ضد العرب والفلسطنيين.
أن الرئيس الامريكى يغض الطرف عن حقيقة أن الكنيست الإسرائيلي تحول بشكل متدرج، الى نخب جديدة تنتمي إلى الصهيونية الدينية فكرياً، ذات التوجهات اليمينية المتطرفة ،التى تشبه توجهات اليمين المتطرف في أوروبا، فيما يتعلق بالحقوق المدنية والسياسية الفردية. تلك النخب التى أسست فعلياً لنظام أبارتهايد الداعى الى إبقاء السيطرة الإسرائيلية على الأرض، وضم مناطق من الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية، وحرمان الفلسطينيين من أي حقوق سياسية ومدنية متساوية وكاملة.
بالطبع هناك دوراً كبيراً للحكومة الحالية، على صعيد الدفع قدماً بتنفيذ خطة تغيير قواعد اللعبة بشكل كامل، وتحويل إسرائيل إلى ما يصفوه بـ "الدولة الديمقراطية اليهودية - الدينية المتعصبة التي تعتمد على الطابع اليهودي أكثر من تركيزها على الطابع الديمقراطي." .. أننا أمام نظام لا وجود فيها لليسار العلماني ولا لحقوق الأقليات، يسيطر عليه التطلعات المستجدة للصهيونية الدينية..
ثمة كتابا بعنوان "الأصولية الدينية في الجيش الإسرائيلي"، لقتيبة وليد غانم أشار فيه إلى تأثير المد الأصولي الديني في الجيش على صناعة القرار في إسرائيل، وعلى ما يُسمى "ديمقراطية إسرائيل". تناول بالتحليل التيارات الدينية في إسرائيل، وربط في رؤيته بين مفهوم الصهيونية الدينية والحركات التي انبثقت عنها، وتلك التابعة لها بالعقيدة والفكر والتطبيق، ونظرتها للجيش وللخدمة فيه، وولاء المرجعيات من مختلف التيارات للدولة، بالإضافة إلى كيفية مشاركتها في مؤسسات هذه الدولة. الى جانب مظاهر التغلغل الديني في الجيش الإسرائيلي، مما يشير الى خطورة الأصولية اليهودية كفكر متطرف متعصب، نابع من الخرافات والأساطير التي ينسبونها للتوراة، مؤكدا أن الخطر الأكبر من ظاهرة التطرف الديني يكمن في اختراق التيارات المتعصبة للمؤسسة العسكرية؛ وتجنيد الحريديم، والأكاديميات الدينية وتطور أعداد منتسبيها.
التعليقات