جرأة من المنتج أحمد السبكى أن يطرح فيلمًا بطولة أحمد فهمى ضمن أفلام العيد. بعض شركات الإنتاج تراجعت فى اللحظات الأخيرة عن خوض سباق محسوم مسبقًا لصالح أسماء بقوة جذب (كريم عبدالعزيز) بيت الروبى و(تاج) تامر حسنى و(البعبع) أمير كرارة، عندما يتصدر اسم أحمد فهمى (الأفيش)، سيصبح المتاح أمامه من الشاشات هو الأقل قياسًا بأسماء النجوم الأخرى، الأكثر جذبًا للشباك، ولكن (أهو ده اللى صار)، لم يستسلم المنتج، وقرر خوض المعركة.
الفكرة جريئة فى ظل سينما تعودت منذ نهاية التسعينيات أن تمشى بجوار الحائط، ومع الزمن صارت- أخذًا بالأحوط- تمشى فى الحائط.
جمعية (مستر إكس) تحقق للرجال حلم الطلاق بدون تحمل تكاليف مادية، حيث تدفع المرأة لكى تطلب هى الطلاق، ويتهافت الرجال من كل الطبقات على (مستر إكس) أحمد فهمى.
الأمر كما ترى يحتاج إلى قدر من السماح الرقابى، وقبل ذلك قدر من الخيال فى البحث عن المواقف الضاحكة داخل هذا الإطار.
من تجربتى فى مشاهدة الأفلام مع الجمهور، بات الناس متحفظين أكثر من الرقابة فى تقبل أى هامش. الفيلم يتطلب قدرًا من الجرأة فى التناول، خاصة أنك سوف تتعرض بالضرورة لمشاهد رقص وغناء وخمر وليالٍ حمراء فى الأحداث.
وكما لا يخفى عليكم، كل ليالى السينما المصرية فى السنوات الأخيرة صارت بيضاء، بل ناصعة البياض، ولا يجرؤ أى فنان على الخروج بهامش ولو ضئيل عن هذا الخط وتقديم أى ألوان أخرى غير الأبيض. المعالجة الدرامية تتطلب شيئًا من المرونة المشتركة بين العناصر الثلاثة، صانع الفيلم والرقابة والجمهور.
الهامش ارتفع فى هذا الفيلم عما تعودنا عليه، ما فرض تصنيف الفيلم (+12).
هناك دائمًا مفاجأة فى كل مشهد نجم يظهر لمدة دقائق، وقبل أن تتشبع من حضوره يأتى نجم آخر وهكذا، حيلة مرتبطة بعدد من أفلام السبكى، يمنح مساحات درامية محدودة لعدد كبير من النجوم فى أفلامه، وهم يوافقون.
هكذا مثلًا وجدنا أكرم حسنى يمثل ويرقص ويغنى، وقبل أن تنتهى كمتفرج من الضحك، يغادرك وأنت تنتظر المزيد، ليبدأ عمرو يوسف فى مشهد ضاحك، ينتهى بحادث يحيل وجهه إلى (أس أس)، وهكذا لا يكف المخرج عن إثارة المواقف الضاحكة.
الفكرة لأمانى التونسى، وشارك فى كتابة السيناريو المخرج أحمد عبدالوهاب، شاهدت للمخرج فى عيد الفطر أول أفلامه (بعد الشر)، بطولة على ربيع، المخرج يتمتع بحس كوميدى، معه نجوم الكوميديا مثل بيومى فؤاد ومحمد ثروت ومحمد أنور ومحمود حافظ وغيرهم.
هنا الزاهد هى الوجه الآخر لأحمد فهمى، لينهى المخرج فيلمه بعد انقلاب الموقف الدرامى، وتتزعم هنا الزاهد جمعية مضادة لمساعدة الزوجات على الطلاق. موهبة أحمد فهمى كاتبًا هى الأعمق، ومن صالحه أن يكتب لنفسه، فهو كان أكثر الثلاثة موهبة فى الكتابة الكوميدية- الاثنان هما «شيكو» وهشام مجدى- بينما هما يتفوقان عليه فى الأداء الكوميدى، وأفلامه التى كتبها منفردًا مثل (كده رضا) و(كلب بلدى) تَشِى بتمتعه بحس درامى.
فى هذا الفيلم لن تجد اسمه كاتبًا، ولكن لا أتصور أنه اكتفى فقط بالتمثيل.
المخرج أحمد عبدالوهاب يقدم شاشة ضاحكة، مستعينًا بكل أسلحته، فهو يُجيد توظيف أداء ممثليه، والانتقال بين المواقف والشخصيات المتعددة، قبل أن نصل إلى مرحلة التشبع.
إلهام شاهين ضيفة شرف فى مساحة محدودة، ربما قبلت هذا الدور لأنه فرصة نادرة لشقيقها أمير شاهين للتواجد، المفروض أنها تنكرت فى ملامح رجل (أمير)، ثم تخلع الماسك لتصبح إلهام حتى تفضح هذا التنظيم.
نتابع على الشاشة كسرًا لجدار الدراما عندما يطل أحمد سعد على الشاشة ويغنى- فهو صار الآن تميمة النجاح- ينتهى من الغناء، ليحكى «فهمى» أنه شقيق عمرو سعد، وينتقل للحديث عن زوجته الثالثة سمية الخشاب، وكيف نهش طحالها، وعن زوجته الأولى ريم البارودى، وكيف أنها كانت صديقة زوجته الثالثة، قبل أن تصبح طليقته، ثم ينتقل إلى شقيقه كريم فهمى، يكسر الحائط الوهمى فى الدراما، مثل ارتداء رحاب الجمل باروكة تشبه نبيلة عبيد، نبيلة حاضرة أيضًا من خلال باروكة رحاب الجمل.
(مستر إكس) ربما لن يحتل مكانة متقدمة بين أفلام العيد، رغم أنه الأكثر قدرة على إثارة الضحك. يُحسب له أنه حاول المشاغبة، حاول السباحة فى بحر السينما بعيدًا عن (براميل) التابوهات الآمنة!!.
التعليقات