ستكون الكرة العربية غدا على موعد مع تحد عالمي جديد عندما يخوض الأهلي المصري والهلال السعودي والوداد المغربي منافسات الدور ربع النهائي ببطولة كأس العالم للأندية في المغرب.
كان المنتخب المغربي قد نال إعجاب العالم خلال مونديال 2022، في نوفمبر وديسمبر الماضيين، بعدما شق طريقه بنجاح فائق إلى الدور نصف النهائي في البطولة على حساب فرق عالمية وعريقة مثل منتخبات بلجيكا وإسبانيا والبرتغال.
وتمتلك الكرة العربية فرصة أخرى ذهبية لترك بصمة عالمية من خلال مونديال الأندية، الذي تستضيف المغرب حاليا نسخته التاسعة عشرة.
وضمنت الكرة العربية مقعدا واحدا على الأقل في المربع الذهبي لهذه النسخة من خلال القرعة التي وضعت الوداد البيضاوي بطل أفريقيا و ممثل البلد المضيف في مواجهة الهلال السعودي بالدور ربع النهائي حيث يلتقي الفريقان غدا على استاد "الأمير مولاي عبد الله" في العاصمة المغربية الرباط.. ويتأهل الفائز منهما إلى نصف النهائي لملاقاة فلامنجو البرازيلي حامل لقب كأس ليبرتادوريس.
و يستطيع الأهلي المصري منح الكرة العربية مقعدا آخر في الدور نصف النهائي من خلال مباراته أمام سياتل ساوندرز الأمريكي حامل لقب دوري أبطال كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) على استاد "ابن بطوطة" بمدينة طنجة.
ويتأهل الفائز من الفريقين إلى الدور نصف النهائي لملاقاة ريال مدريد الإسباني حامل لقب دوري أبطال أوروبا.
وإذا نجح الأهلي في اجتياز العقبة الأمريكية غدا، ستكون المرة الثانية فقط في تاريخ البطولة التي يشهد فيها نصف النهائي تأهل فريقين عربيين بعدما كانت المرة الوحيدة السابقة في النسخة الماضية عام 2021 بالإمارات عندما تأهل الأهلي المصري أيضا والهلال السعودي لنصف النهائي ثم التقى الفريقان في مباراة تحديد المركز الثالث بعد خسارة كل منهما في مباراته بنصف النهائي.
و تشهد العاصمة الرباط غدا مواجهة مثيرة بين الوداد، الذي يحظى بدعم جماهيري هائل على ملعبه، والهلال ممثل القارة الآسيوية، والذي يطمح إلى الحفاظ على مسلسل نجاحه في اجتياز العقبة الأولى بالبطولة بعدما نجح في بلوغ المربع الذهبي في مشاركتيه السابقتين بمونديال الأندية.
و كان الوداد قد توج بلقب دوري أبطال أفريقيا بعد الفوز على الأهلي في نهائي دوري الأبطال خلال مايو 2022، فيما يخوض الهلال هذه النسخة من مونديال الأندية بقرار من الاتحاد الآسيوي للعبة بأن يمثل القارة كونه لا يزال حاملا للقب دوري الأبطال الآسيوي من نسخة 2021 بسبب عدم انتهاء نسخة 2022 حتى الآن.
وفيما يطمح الهلال إلى مواصلة سجله الناجح في البطولة وبلوغ المربع الذهبي للمرة الثالثة في مشاركته الثالثة بالبطولة، يسعى الوداد إلى استغلال المساندة الجماهيرية الكبيرة المتوقعة والدافع المعنوي الكبير الذي نالته الكرة المغربية من مونديال 2022 للوصول إلى المربع الذهبي كخطوة نحو تحقيق إنجاز أكبر وهو محاولة بلوغ المباراة النهائية.
وعلى عكس نجاح الهلال في مشاركتيه السابقتين بالبطولة، لم تكن المشاركة الوحيدة السابقة للوداد في مونديال الأندية بهذا النجاح بعدما خسر الفريق مباراته في ربع النهائي أمام باتشوكا المكسيكي ثم خسر أمام أوراوا ريد دياموندز الياباني في مباراة تحديد المركز الخامس وذلك في نسخة 2017 التي استضافتها الإمارات لتصبح رغبة الفريق المغربي الآن هي تحقيق الفوز الأول له في مونديال الأندية مستغلا إقامة البطولة في بلاده للمرة الثالثة.
كان جاره الرجاء البيضاوي قد ترك بصمة مميزة في مشاركته بنسخة 2013 التي كانت أولى النسخ الثلاث التي استضافتها المغرب وبلغ الفريق المباراة النهائية للبطولة على حساب أتلتيكو مينيرو البرازيلي ليصبح ثاني فريق أفريقي يبلغ النهائي بعد مازيمبي الكونغولي في 2010، قبل أن يخسر النهائي أمام بايرن ميونخ الألماني.
وفيما يطمح الوداد إلى أن يصبح ثالث فريق أفريقي يحقق هذا الإنجاز، يتطلع الهلال السعودي أيضا إلى اجتياز العقبة المغربية غدا تمهيدا لأن يصبح ثالث فريق آسيوي يصل للنهائي بعد فريقي كاشيما أنتلرز الياباني في 2016 والعين الإماراتي في 2018 رغم صعوبة الاختبار الذي ينتظر الفائز من لقاء الوداد والهلال حيث يلتقي فلامنجو البرازيلي العنيد.
وتمثل المباراة الأخرى غدا مواجهة بين الخبرة ممثلة في الأهلي الذي يخوض البطولة للنسخة الثالثة على التوالي وللمرة الثامنة في تاريخه وسياتل الأمريكي الذي يخوض مونديال الأندية للمرة الأولى.
ويمتلك الأهلي صاحب ثاني أكثر المشاركات في البطولة حتى الآن بعد أوكلاند سيتي (10 مشاركات)، أكثر من رقم قياسي ومميز في البطولة منها أنه أكثر الفرق خوضا لمباريات مونديال الأندية حتى الآن برصيد 19 مباراة فيما ستكون مباراة الغد رقم 20 بالنسبة للفريق .. ويقتسم أيضا مع برشلونة الإسباني المركز الثاني في قائمة الأكثر تحقيقا للانتصارات في تاريخ البطولة برصيد 7 انتصارات لكل منهما مقابل 10 انتصارات لريال مدريد الإسباني.
واجتاز الأهلي عقبة الدور الأول في البطولة الحالية ببراعة من خلال الفوز على أوكلاند سيتي 3-0 ليصبح على بعد خطوة من بلوغ المربع الذهبي لمونديال الأندية للمرة الخامسة علما بأنه أحرز الميدالية الفضي للبطولة في 3 من المرات الـ4 السابقة وكان منها البرونزية في النسختين الماضيتين.
وبرغم الدفعة المعنوية الكبيرة التي نالها الفريق من الفوز الثمين والكبير على أوكلاند سيتي فإن الفريق يتسلح بالحذر في مواجهة طموح الفريق الأمريكي الذي يخوض البطولة للمرة الأولى ويسعى لإثبات الذات وتحقيق النجاح في مشاركته الأولى علما بأنه أول فريق أمريكي يخوض مونديال الأندية.
التعليقات