صدر عن بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة العدد 27 من مجلة "القوافي" الشهرية؛ وجاءت افتتاحية المجلة تحت عنوان " عصور الشعر الزاهرة.. دهشة لا تنطفئ"، وفيها: تتّكئ القصيدة في سياقها على الذاتيّة والموضوعيّة، فالذات هي النبع الذي يتدفق منه البوح، لتعبر المسافات في رحلتها إلى أعماق الشعرية الأصيلة، وهي في هذه الرحلة تسعى إلى أن تكون لها رسالة وهدفاً، فهذا التواصل والترابط بينهما يجعل للوصول قيمة ويكسبه دهشة وبهاء، على أن الذات في أحيان أخرى لا تلتفت إلى الموضوعيّة، فتعبّر عن جمالياتها الخاصة دون الالتفات إلى همومٍ خارج إطارها، فتشكّل انطلاقة واسعة نحو العالم.. فهل ينبغي التفرقة بين ما هو موضوعي وذاتي؟ حيث إن هذين الجانبين لم يحظيا بالاهتمام الكافي في الأدب العربي، إلّا في القرن العشرين.
إطلالة العدد حملت عنوان الموضوعية والذّاتية والحوار النقدي المفتوح وكتبها الشاعر يوسف عبدالعزيز.
في باب "مسارات" تتبع الإعلامي حمدي الهادي موضوع «معرض الشارقة للكتاب وحضور الشعر فيه.
وتضمن العدد لقاء مع الشاعر الأردني الدكتور إبراهيم السعافين، وحاوره الإعلامي عمر أبو الهيجاء.
واستطلع الشاعر أحمد الصويري حول المناهج التعليمية وتجديد الخطاب الشعري فيها.
في باب "مدن القصيدة" كتبت الشاعرة إباء الخطيب عن "حماة.. أغنية النهر".
في باب "أجنحة" حاور الإعلامي المختار السالم الشاعر الموريتاني اماعلي حاجب.
وتنوعت فقرات "أصداء المعاني" بين حدث وقصيدة، ومن دعابات الشعراء، وقالوا في، وكتبها الإعلامي فواز الشعار.
في باب مقال كتب الشاعر حسن المطروشي عن تعريف الشاعر من خلال نصوصه، وكتب الباحث صالح لبريني عن معطيات التفكير والتأمل في التراث الشعري العربي.
في باب "عصور" كتبت الشاعرة سمية دويفي عن الشاعر ابن زيدون.
وفي باب "نقد" كتب الشاعر محمد العثمان عن رمزية القلق في الشعر العربي، وكتب الشاعر رابح فلاح عن رمزية المطر في النص الشعري.
وفي باب "تأويلات" قرأ الباحث الدكتور محمد صلاح زيد قصيدة "ودّعتهُ" للشاعر عبدالواحد عمران، وقرأ الشاعر حسن الراعي قصيدة "ظل لتعب القصيدة" للشاعر المغربي كريم آيت الحاج.
في باب "استراحة الكتب" تناول الباحث سمير الشريف ديوان "اليوسفيّات وقصائد أخرى" للشاعر يوسف حطيني.
وفي باب "الجانب الآخر" تناول الشاعر الدكتور عبدالرزاق الدرباس موضوع "قصائد الوداع".
وزخر العدد بمجموعة مختارة من القصائد التي تطرقت إلى مواضيع شعرية شتى.
واختتم العدد بحديث الشعر لمدير التحرير الشاعر محمد البريكي بعنوان: "الخيال الشعري ودروب لا أعرفها" وجاء فيه:
البحر لطيفٌ جدّاً حين يأتي إلى الشاطئ ويصافح رماله الفضية، لطيفٌ جدّاً حين تتهادى على أمواجه الساكنة قوارب الصيادين، وسفن النزهة، لطيفٌ جدّاً حين يمنحنا خيره الكثير، لطيفٌ جدّاً حين تعزف أمواجه لحن السكون في الليل، وضوء القمر يضحك على موجه الهادئ، ليطفٌ جدّاً بالجالسين على سواحله والشمس تمنحهم الدفء بجواره.. لكنه شرسٌ جدّاً حين يغضب، يخرج أمواجه عن طورها، هكذا البحر في الخيال الشعري، يجعلني أدرّبُ ربّة المعنى والإلهام على أن تسير فوقه كالطاووس، وتلتقط رزقها منه كالنوارس، وتبحر مع الأضواء التي تنعكس على الموج من أعمدة الشارع والمساكن.
التعليقات