انطلقت في الإمارات اليوم الأحد، حملة توعوية بمخاطر الأمراض المزمنة والسمنة وعلاقتها بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وذلك لرفع مستوى الوعي لديهم بأهمية المحافظة على الإجراءات الوقائية وتطبيقها والالتزام بالخطط العلاجية ومتابعة الأطباء واتباع نظام غذائي صحي متوازن.
وتأتي الحملة في إطار تعزيز الجهود الوطنية لحماية صحة وسلامة المجتمع في التعامل مع جائحة "كوفيد-19" حيث ينتهج القطاع الصحي في الدولة استراتيجية مرنة ومتعددة المسارات بهدف خلق بيئة خالية من مضاعفات مرض "كوفيد-19" وتداعياته وهو ما يتطلب انسجاما تاما بين الإجراءات والسياسات التي تتبناها الدولة والوعي الفردي بأهمية الالتزام بها.
وتكمن أهمية هذه الحملة التوعوية في ظل التقارير والدراسات العالمية التي تؤكد أن الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة والسمنة التي تشمل أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة ومرض السكري والسرطان أكثر عرضة للإصابة بالفيروس والتأثر بمضاعفاته حيث يشكل تلقي التطعيم لهذه الفئات حماية قوية ضد الإصابة بالفيروس وتخفيف أعراضه.
وأكد سعادة الدكتور حسين عبدالرحمن الرند الوكيل المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية والصحة العامة أن الوزارة أولت مرضى السمنة والأمراض المزمنة اهتماما خاصا منذ بدء انتشار فيروس "كوفيد-19" وخصتهم برعاية صحية خاصة من خلال منحهم الأولوية في الفحوصات المخبرية ومنها المنزلية لمنع اختلاطهم في المراكز الصحية.
وأضاف أن الوزارة حرصت على أن يكونوا ضمن الفئات ذات الأولوية في تلقي لقاح "كوفيد-19" حيث تزداد شدة المرض إذا كان العمر فوق 60 عاما أو أكثر ويجب على الأشخاص الذين يعانون أحد أو أكثر من هذه الحالات المزمنة أن يكونوا أكثر حرصا لوقايتهم من الفيروس وهم مرضى الربو والرئة و القلب ومرضى السكري غير المنضبط والسمنة المفرطة وضعف جهاز المناعة بسبب أمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو الذين يخضعون لعلاج السرطان.
ونوه بأن وزارة الصحة ووقاية المجتمع قطعت أشواطاً طويلة في مكافحة السمنة من خلال جهودها المبذولة على محوري التوعية والعلاج لتطوير نتائج المؤشر الوطني للسمنة حيث تبذل الوزارة جهودا مشتركة مع الجهات المعنية بالدولة لتنفيذ خطة عمل وطنية وفق أطر زمنية ومؤشرات أداء، لتعزيز البيئة الصحية المناسبة وتشجيع الأفراد والأسر على اتباع أسلوب حياة صحي للتعامل مع تحدي السمنة والأمراض المزمنة في إطار نظام رعاية صحية يتسم بالاستجابة والاستدامة ويستهدف تعزيز دوره الأساسي في الوقاية من الأمراض الناتجة عن السمنة نظرا لعلاقتها بمضاعفات الإصابة بفيروس "كوفيد-19".
وأشار الدكتور الرند إلى الإنجازات التي حققتها الدولة بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة بالموارد والإمكانات في التعامل بكفاءة وتميز مع تداعيات الجائحة وحوكمة إدارتها من ناحية عدد الفحوصات المخبرية التي تجاوزت 50 مليون فحصا والريادة العالمية في عدد اللقاحات التي تجاوزت 12 مليون جرعة وهو ما يعزز الثقة بأن الدولة تسير بخطى ثابتة ومدروسة نحو التعافي من فيروس "كوفيد-19 "وما يتطلب من الجميع الالتزام بالتعليمات وعدم التهاون مع الإجراءات الاحترازية للتمكين من المحافظة على المكاسب التي تحققت والجهود المتميزة التي بذلتها مؤسسات الدولة.
من جانبها أوضحت الدكتورة فضيلة شريف مديرة إدارة التثقيف والتعزيز الصحي أن الحملة تدعو المصابين بالأمراض المزمنة والسمنة إلى الالتزام بتلقي لقاح "كوفيد-19 "في المراكز المتوزعة في جميع أنحاء الدولة لتحصين صحتهم وصحة ذويهم، ومواصلة اتباع نمط حياة صحي يساعد في عمل وظائف الجسم بشكل أفضل بما في ذلك الجهاز المناعي من خلال الوجبات الصحية التي تحتوي على الكثير من الفاكهة والخضراوات والحفاظ على النشاط البدني والإقلاع عن التدخين والحصول على قسط كافٍ من النوم.
ونصحت هذه الفئة بالاستمرار في تناول الأدوية واتباع النصائح الطبية والتأكد من توفر أدوية تكفي لمدة شهر أو أكثر إذا كان ذلك ممكنا، والابتعاد عن الأشخاص المصابين بالسعال أو الزكام أو الأنفلونزا بمسافة لا تقل عن مترين ومراقبة مستوى السكر وضغط الدم ..بالإضافة إلى المحافظة على غسل اليدين بالماء والصابون والإعتناء بالصحة النفسية والبقاء على التواصل مع الأقارب باستخدام طرق آمنة مع اتخاذ احتياطات إضافية عند الخروج من المنزل من خلال ارتداء الكمامة والقفازات والحفاظ على مسافة آمنة والتواصل مع الكادر الطبي عند الحاجة.
ولفتت الدكتورة فضيلة شريف إلى أن الأفراد الذين يعانون زيادة الوزن معرضون بشكل أكبر لمخاطر أثناء جائحة "كوفيد-19" حيث أشارت الإحصائيات إلى أن الإصابة بالسمنة تضاعف فرص دخول المستشفى عند الإصابة بالفيروس وذلك لأن السمنة مرتبطة بضعف المناعة كما تقلل من سعة الرئة ويمكن أن تجعل التنفس أكثر صعوبة.
التعليقات