يوافق اليوم الاثنين، الثالث من فبراير نفس اليوم الذي رحلت فيه جزء من الشخصية المصرية، التي مر على رحيلها 45 عامًا ولا وزال صوتها يُطرب القلوب قبل الآذان، فاليوم هو ذكرى رحيل كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، الهرم المصري الرابع الذى واراه الثرى عام 1898، فما من مصري ولا عربي أو على مستوى العالم شخص لا يعرف أم كلثوم أو لم يطربها صوتها، فإن كنت في مصر فلن يمر يوم لا تسمع فيه صوتها يسير معك في الطرقات فلا تدري من أين أتى، لكن المؤكد أن الصوت لا يرحل كما رحلت هي عنا.
سبب اعتزالها السينما وسر النظارة السوداء
ومع شهرتها العالمية في الطرب فقد قدمت كوكب الشرق عدد من الأفلام السينمائية والتي حققت نجاحًا حينها، لكن لم تتعدى هذه الأفلام العشرة أفلام، فقدمت كوكب الشرق 6 أفلام فقط بداية من عام 1935 وحتى 1947، لكن كان المرض العائق الذي أحال بينها وبين عالم التمثيل، حيث أصيبت عام 1954 بمرض الغدة الدرقية الذي أدى إلى جحوظ عينيها، والذي كان سرر لارتدائها الدائم للنظارات السوداء.
وفي السطور التالية نطرح لكم أفلام كوكب الشرق في ذكرى رحيلها:
وداد (1935)
هو أول اعمال أم كلثوم في السينما، وتدور قصته في في عصر المماليك، حيث تنشأ علاقة حب بين الشاب التاجر "باهر" وجاريته "وداد" التي تتمتع بصوت ملائكي، وبينما يتناجى الحبيبان يسطو قطاع الطريق على قافلة باهر التجارية ويستولون على بضاعته التي تمثل رأس ماله جميعًا فيخسر تجارته ويشكو سوء الدهر وتبدأ مطالبته بالديون التي يستمهل أصحابها ويضطر لبيع كل ما يملك ولا يستطيع سداد دينه، لتعرض عليه "وداد" أن يبيعها في سوق الجواري فهي ذات صوت جميل وربما تأتى له بثمن باهظ يسدد به دينه لكنه يرفض فكرة بيع محبوبته، تلح وداد في طلبها، ليقبل باهر في النهاية ويبيعها ليبدأ حياته التجارية من جديد.
تعاني وداد اللوعة والأسى وتغني لفراق حبيبها، لكن تتحسن الأحوال ويستعيد باهر تجارته وثراءه يموت سيد وداد ويكتب لها صكًا بحريتها، فتعود وداد لمحبوبها مرة أخرى لتعيش معه في هناء وسعادة.
والفيلم من بطولة أم كلثوم، أحمد علام، مختار عثمان، ومن تأليف أحمد رامي وأحمد بدرخان، وإخراج الألماني فريتز كرامب.
نشيد الأمل (1937)
تدور أحداث الفيلم حول آمال التي يقوم إسماعيل زوجها بتطليقها، تاركًا إياها وحيدة لتقاسي مصاعب الحياة مع ابنتها سلوى، ويسوق لها القدر الطبيب عاصم الذي يقوم بعلاج ابنتها، ويكتشف موهبة آمال المتميزة في الغناء، فيساعدها على أن تجد لنفسها عملًا مستغلة فيه موهبتها، ولكن طليقها يطاردها وتتصاعد الأحداث.
الفيلم من بطولة أم كلثوم، زكي طليمات، ماري منيب، عباس فارس، استيفان روستي، حسن فايق، من تأليف إدمون تويما وأحمد رامي، ومن إخراج أحمد بدرخان.
دنانير (1940)
تدور أحداث الفيلم حول حياة الفتاة البدوية دنانير ذات الصوت العذب بين حياة الصحراء وبساطتها وبين بذخ وفتن قصور الإمارة في عهد هارون الرشيد.
والفيلم من بطولة أم كلثوم، سليمان نجيب، عباس فارس، ومن تأليف أحمد رامي، وإخراج أحمد بدرخان.
عايدة (1942)
تدور أحداث الفيلم حول عايد الفتاة قروية، ووالدها محمد أفندي رجل فقير يعمل في أرض زراعية يملكها أمين باشا، وهو رجل عسكري النزعة، له ابن اسمه سامي نال البكالوريا، لكنه لم يكمل تعليمه، وكان للباشا ابنة اسمها ثريا في سن عايدة، تتم جريمة قتل في الضيعة، يموت فيها محمد أفندي الذي يذهب ضحية قيامه بواجبه في نفس يوم حصول عايدة على البكالوريا، يشمل ابن الباشا عايدة بعطفه، وتلتحق بمعهد الموسيقى، وتنمو قصة حب بين عايدة وسامي.
والفيلم من بطولة أم كلثوم، إبراهيم حمودة، عباس فارس، ماري منيب، فردوس محمد، رياض القصبجي، ومن تأليف عبد الوارث عسر وأحمد بدرخان، وإخراج أحمد بدرخان.
سلامة (1944)
تدور أحداث الفيلم تدور في عصر الدولة الأموية ، حول راعية الأغنام "سَلَّامة" ذات الصوت الساحر التي تربطها علاقة حب مع "عبدالرحمن"، لكن يقف أمام حبها طمع "ابن سهيل" فيها ، تهرب منه خوفا على نفسها وحبها ، ويبدأ "عبدالرحمن" رحلة بحثه عنها .
والفيلم من بطولة أم كلثوم، يحيي شاهين، عبد الوارث عسر، إستيفان روستي، زوزو نبيل، ومن تأليف بيرم التونسي، وعلى أحمد باكثير، وإخراج توجو مزراحي.
فاطمة (1947)
هو آخر أفلام أم كلثوم، والذي تدور أحداثه حول فاطمة الشابة حسنة الخلق تعيش في إحدى الحارات، يعجب بها فتحي (أنور وجدي)، وهو ابن أحد الباشوات (سليمان نجيب)، ثم يتزوجها عرفيًا، بعد أن فشل في إغراءها، فيغضب أبوه من هذا الزواج، ويقنعه بالزواج من ميرفت الفتاة الارستقراطية، ويحاول فتحي بمساعدة والده الحصول على ورقة الزواج العرفي من فاطمة حتى يتمكن من قطع علاقته بها، رغم إنجابها طفلًا منه والذي قام بانكاره، لكن فاطمة تحتفظ بنسخة من ورقة الزواج وتتصاعد الأحداث.
سر المنديل رفيق حفلات أم كلثوم
ورغم كل الأسرار في حياة أم كلثوم إلا أن هناك ما شغل دائم محبيها، ما سر ذلك المنديل الذي تمسك به كوكب الشرق في كل حفلاتها، أهو للتأنق من وجهة نظرها، أم هناك سبب مرضي مثل سر نظاراتها السوداء، لكن أم كلثوم كانت قد كشفت عن سر ذلك المنديل في أحد حواراتها فقالت أن المنديل وراءه خوفها من الجمهور، فمجرد صعودها للمسرح تتعرق يداها، فهي تخاف من الجمهور وتحترمه جدًا، مضيفة أن من يحترم جمهوره يحترمه جمهوره فهي علاقة متبادلة.
جنازة مهيبة شيعها الملايين
وبعد 57 عامًا من مسيرة فنية تعد الأكثر ثراءً في تاريخ مصر الفني، ورحلة مع المعاناة من أمراض الكلى، إلا أنها رحلت عام 1975، عن عمر ناهز 76 عامًا ، بسبب قصور في القلب، وتم تشييع جنازتها من مسجد عمر مكرم، وشهدت شوارع مصر جنازة مهيبة، تعد واحدة من أكبر جنازات العالم، حيث بلغ عدد المشيعين من 2 إلى 4 مليون من عاشقي السيدة أم كلثوم.
التعليقات