قال تركي الدخيل، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، إن العربي يشترك مع أخيه العربي، من الخليج إلى المحيط، في تقدير النخلة، تلك الباسقة التي تميزها الكتب السماوية، حتى عن باقي الشجر، لا تجد من يخلط بين الأشجار والنخيل، داخل اللغة العربية أينما اتجهت، فهي الوفية الكريمة، ظلا وثمرا، للمزارع والمستقر، في القرية والمدينة.
وأضاف "الدخيل"، في تغريدة على حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الإثنين: "تمر النخيل، هو أكثر ما يحرص البدوي على تقديمه للضيف، قبل كل زاد، حتى تستوي القهوة، فالتمرة هي الفطور للصحيح والسقيم، والتصبيرة حتى يستويَ الغداء على النار، وعشاء الفطين الهارب من السمنة، الطامع بكل الأملاح، التي يحتاجها في نهاره الطويل.
تابع: "إن كانت المملكة العربية السعودية، تملك فوق ترابها الطاهر، أكثر من 30 مليون نخلة، فهي قبل هذا الرقم، جعلت النخلةَ شعارَها الذي تعرف به في كل المحافل، دلالة على النماء، ودول الخليج العربي - بالأخص - تفتخر كما المملكة، بهذه الشجرة المباركة، فقلَّ أنْ تخلوَ من رسمها عملة، أو أنْ تمرَّ بشارع رئيسي، من دون أن ترى النخلة صابرة شامخة في كل الفصول.
وأشار إلى أن النخلة أختُ الجمل، لكنها تغارُ من مزاين الإبل، فيرضيها محبوها بمهرجانات، يسمونها باسمها، لتهدأ وتعود للتمايل من جديد.
ولفت السفير السعودي إلى أن بعض المؤرخين يقدر عمر النخيل بأربعة آلاف سنة، ولكن آخرين يسافرون بعيداً زاعمين أنها هبطت مع أبينا آدم من الجنة، ولا يلوم المحبين أو يعاتبهم في مبالغاتهم، إلا عذول، الأكيد أنها بعمر أقدم الديانات، فهي الشجرة أو النبتة الوحيدة، التي ذكرت في كل الكتب السماوية، ولا تسأل عن قدسيتها في بلاد الرافدين، ووادي النيل، وصولاً إلى السِّند.
وأردف: "ولأن شجرة المعرفة في سفر التكوين، هي النخلة، ولأنَّ السيدَ المسيح، ولد تحت ظل نخلةٍ كريمة، أظلت مريمَ العذراء، ثم تناولت ثمر الشجرة المباركة، كي يكثر حليبها ويسهل مخاضها، لذلك استعمل سعف النخلة علامة للمنتصرين في مواكبهم".
وأضاف: الغربي المسيحي، اعتبر النخلة شجرة الحياة، وقد شاهدت وثائقياً مطولاً، عن عراقي حمل نخلات البصرة، وزرعها في بلاد العم سام، ثم استطاب المستهلكون طعم التمر العراقي في التربة الأميركية، أقرضه البنك لتنمية عنايته بالنخيل، حتى غدا بستانه مزارا، وتمره على كل رف أميركي.
وختم: "لعل العرب جميعاً قدموا شيئاً من الوفاء، لمحبوبتهم النخلة، زارعين نخلة باسقة، لكل محب لثقافتهم، وفي صلبها النخلة، التي ربما لا يفهم غيرهم قيمتها، فلا يرونها إلا شجرة تنتج ثمرة تدعى التمر، بينما العربي يعتبرها فاكهة كل المواسم، والغذاء الذي لا ينقطع عن بيته".
التعليقات