تغيرت النظرية المعتادة التي تنص على أن الإنسان يعمل على تحويل كل ماحوله لخدمته، ويبدو أننا أمام فترة جديدة من تحويل الآلة للجسد البشري إلى جزء منها لتنفيذ بعض خدماتها، وذلك بعد أن تم تطبيق تقنية الوشم الذي على أجسام المستخدمين بنجاح ليؤدي مهام كتلك التي تؤديها شاشات الآلات الذكية ولكن على الذراع أو الوجة أو القدمين.
خيال علمي
منذ فترة ليست ببعيدة من الآن اعتبر موقع "Futurism"، أن أشكال الوشم الإلكتروني، يمكن أن تظهر كما في أفلام الخيال العلمي الحديثة، حيث يمكن أن ترصد أداء أعضاء البشر الحيوية، وتقدم لهم نصائح طبية وصحية شخصية في اللحظ، مستشهداً في ذلك على دراسة أعدها أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة "مينيسوتا"، مايكل ماكالباين، نشرت في الدورية العلمية Advanced Materials وعرض فيها طريقة لطباعة الإلكترونيات مباشرة على الجلد.
ونصت الدراسة آنذاك أن تؤدي هذه التقنية المبتكرة إلى تغيير شكل وأسلوب وطبيعة تفاعل البشر مع العالم من حولهم في المستقبل القريب، حيث يمكن تقديم تطبيقات غير مسبوقة في المجالات العسكرية والطبية، بحيث يعرض الحالة الحيوية لكل إنسان على شبكة الإنترنت، وسيساعد صاحب الوشم على استخدام كل الأدوات والأجهزة المتصلة بالإنترنت.
جسدك لوحة تحكم
لم يمر الوقت طويلاً حتى تجسدت توقعات "Futurism" التي قدمتها في إحدى حلقات المسلسلات التلفزيونية، وأصبحت حقيقة على أرض الواقع بعدما ابتكر مجموعة من طلاب معهد MIT تقنية بالتعاون مع باحثين في مركز أبحاث مايكروسوفت، "وشم ذكي مؤقت" يمكن أن يحول بشرة الإنسان إلى "لوحة لمس".
وحملت التقنية الجديدة إسم "ديوسكن"، وتمكن هذه التقنية مستخدميها من التحكم في الأجهزة عن بعد، أو ضبطه ليتغيَّر لونه بتغيُّر درجات الحرارة، أو استعمالها لمشاركة البيانات.
شاشة عرض بشرية
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تم ابتكار تقنية أكثر حداثة يمكنها تحويل الجلد البشري إلى شاشة عرض عبر شريحة رقيقة للغاية ومرنة يتم تثبيتها على البشرة مثل تلك الأنواع من "الوشم".
وتعتمد هذه التقنية على "التيار الكهربائي المتناوب"، والتي تحمل إسم "أسيل"، على طبقة شفافة كهروضوئية مصنوعة من جسيمات دقيقة تبث الضوء ومثبتة بين طبقتين من الكترودات الفضة المرنة متناهية الصغر، تجعل شاشة عرض "أسيل" أكثر إضاءة من أي شيء آخر، مما يسمح لها بالظهور بوضوح حتى في غرفة مضاءة جيدا.
وتمكن هذه الشاشة التي ابتكرها فريق من الباحثين بكلية الهندسة والعلوم التطبيقية بجامعة نانجينغ في الصين، مستخدمها من المراقبة المستمرة لمعدل ضربات القلب وضغط الدم ومستويات الأكسجين في الدم وحتى الجلوكوز، وستوفر الشاشة معلومات مرئية لهذه المقاييس التي تعد مهمة جدا لتدريب الرياضيين ومجالات الطب الحيوي، وذلك عبر مستشعر للبشرة.
ويغني هذا الوشم عن "زراعة" الشرائح أو الأدوات الدقيقة في الجلد أو تحت البشرة، كما يمكنه أن تتيح تطبيقات ذكية أخرى كتلك المتواجدة في الهواتف الذكية.
مستشعر خطر السرطان
أصبح الوشم الذكي قادر أن يحول جسدك إلى مستشعر مخاطر الاصابة من سرطان الجلد، وذلك بعد أن صمم الدكتور كارسون برونس، في مختبر جامعة كولورادو في الولايات المتحدة، حبر الوشم الذي يكون حساسا للضوء فوق البنفسجي الذي سيظهر فقط عندما يكون الجلد أكثر تعرضا لإشعاعات الشمس، ويستطيع الوشم الذكي هذا أن يحذر صاحبه عندما يكون فى خطر من التعرض لأشعة الشمس.
موصل للهاتف
تحدث موقع "ميرور" البريطانى، عن تمكن "يت سيغارد، خبير الوشم الأشهر في العالم بمدينة لوس أنجلوس، من تطوير تقنية جديدة ودمجها داخل نوع حديث من الوشم "التاتو" بشكل يمكن حامله من الاستماع إليه بطريقة غير مسبوقة، ويطلق عليه اسم "soundwave tattoos"، ويعمل من خلال ربطه باستخدام تقنية حديثة مع تطبيق على الهاتف الذكي الخاص بالمستخدم.
ويتلخص عمل التقنية الجديد في توليد نمط معين من موجة الصوت، وبعد ذلك يتم رسم هذا النمط على جلد الشخص، وبعد مرور 24 ساعة يمكن للفرد قراءتها من خلال كاميرا الهاتف الذكى والاستماع إليها، وهذا بفضل التقنية المستخدمة لأول مرة.
وشم "السكر"
نجح الباحث في جامعة كاليفورنيا فى سان دييجو، أماي باندودكار، في ابتكار جهاز استشعار مرن يستخدم التيار الكهربائى خفيف لقياس مستويات الجلوكوز فى جسم الشخص وينقل النتائج للهاتف الذكى، مما سيوفر العناء على مرضى السكر المزمن، والذين يحتاجون إلى قياس معدلات السكر في الدم بصفة دورية ومستمرة، ويحتوى الوشم الجديد على أقطاب مطبوعة على ورقة رقيقة يمكن للمريض التخلص منها مباشرة بعد الاستخدام واستبدالها بأخرى.
التعليقات