يوافق اليوم الذكري السنوية الـ 43 لاغتيال الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية الثالث، والذي تولي الحكم منذ 2 نوفمبر 1964 حتي 25 مارس 1975.

ولد فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود في 14 أبريل 1906، وتولي مقاليد الحكم بعد تنحي شقيقه الملك سعود عن الحكم.  

أدخله والده الملك عبد العزيز في السياسة في سن مبكرة، حيث أرسله في زيارات للمملكة المتحدة وفرنسا مع نهاية الحرب العالمية الأولى، وكان وقتها بعمر 13 عامًا، وفي 1922 قاد القوات السعودية لتهدئة الوضع المتوتر في عسير، وفي عام 1925 توجه جيش بقيادته لمنطقة الحجاز، واستطاع تحقيق النصر والسيطرة على الحجاز.

وفي عام 1926 عينه الملك عبد العزيز نائبًا له، كما عين في عام 1927 رئيسًا لمجلس الشورى، وفي عام 1932 عين وزيرًا للخارجية، بالإضافة إلى كونه رئيسًا لمجلس الشورى، كما أنه شارك في عام 1934 في الحرب السعودية اليمنية، كما رأس وفد المملكة إلى "مؤتمر لندن" بعام 1939 حول القضية الفلسطينية.

وأثناء توليه وزارة الخارجية، طلب من الملك عبد العزيز قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، وذلك بعد قرار الأمم المتحدة القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين. شارك في الدفاع عن حقوق فلسطين عالميًا، وظهر ذلك واضحًا، عندما خطب في عام 1963، في الأمم المتحدة، حيث ذكر أن الشيء الوحيد الذي بدد السلام في المنطقة العربية هو القضية الفلسطينية، وندد بقرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين.

ومن أبرز إنجازاته بالمملكة العربية السعودية :

• طالب بتعديل اتفاقية مناصفة الأرباح مع شركة أرامكو للبترول، التي وجدها غير عادلة.
•  قامت وزارة الزراعة بوضع برنامج شامل للبحث عن المياه، وذلك بالاستعانة بشركات استشارية عالمية، وبدأت بتنفيذه عام ١٩٦٥.
•  بناء سد وادي جازان، الذي أنجز بواسطة شركات أجنبية عام 1971.
• أقامت مشروع الري والصرف في الأحساء، الذي كان الهدف منه حفظ مياه العيون والآبار من الهدر، وحسن الاستفادة من المياه الزائدة.
•  امتدت في عهده شبكات الطرق الحديثة، التي استعانت الحكومة بشركات عالمية لتنفيذها، وتم ربط المملكة بجيرانها مثل الأردن وسوريا والعراق والكويت.
• تم إنشاء معهد للتدريب على الطيران المدني في جدة.
• توسعت حركة الموانئ، حيث تم توسيع ميناء جدة، وأقيمت موانئ جديدة في ينبع وجازان.
• قام بتأسيس مستشفى فيصل التخصصي في الرياض، الذي افتتح في عام 1975، وتم التعاون مع منظمة الصحة العالمية في إعداد برامج الحكومة الصحي، كما قام بوضع الخطة الخمسية عام 1390 هـ.

وجاءت نهايته باغتياله علي يد ابن أخيه الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز بن آل سعود مطلقًا رصاصته، التي قد اخترقت الوريد، فكانت السبب الرئيسي لوفاته اثناء استقباله لوزير النفط الكويتي عبدالمطلب الكاظمي في مكتبة بالديوان الملكي.

ولم يتأكد حتى الآن الدافع الحقيقي وراء حادثة الاغتيال، لكن هنالك من يزعم بأن ذلك تم بتحريض من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، بسبب سياسة مقاطعة تصدير البترول التي انتهجها في بداية السبعينات من القرن العشرين بعد حرب أكتوبر، وهناك مزاعم آخري بأن القتل كان بدافع الانتقام لأخية الأمير خالد بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود، الذي قتل في منزله على يد قوات الأمن السعودية في فترة تولي الملك فيصل للحكم.

وحكم علي الأمير فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود بالاعدام وأودع السجن، وبعد التحقيق معه نفذ فيه حكم القصاص قتلاً بالسيف فى مدينة الرياض، بعد اثنين وثمانين يومًا من اغتياله للملك فيصل، وذلك يوم الأربعاء 18 يونيو 1975.

وسجن شقيقه بندر بن مساعد لمدة عام كامل، واستبعد والده مساعد بن عبدالعزيز من أى دور سياسى حتى وفاته.