أثير في لبنان هذه الأيام جدل كبير في الأماكن العامة والخاصة وعبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي حول ثمرة "الجنارك" أو "البرقوق الأخضر" والأسعار الخيالية التي تباع بها حاليا في هذا البلد.
فقد وصل سعر الكيلوجرام الواحد من هذه الثمرة إلى قرابة 200 ألف ليرة أي حوالي 130 دولارا، وفقا لموقع "مونت كارلو".
واتضح أن هناك عموما ثلاثة أسباب تكمن وراء هذه الأسعار الجنونية هي:
أولا: أن النساء الحوامل يشتهين أكل الجنارك لاسيما خلال فترة الوحم.
ثانيا: أن موسم الجنارك في لبنان لم يحن بعد.
ثالثا: أن كميات ثمار الجنارك المتوفرة حاليا في بعض الأسواق اللبنانية وليست كلها قليلة جدا ومُستوردة مما دفع المحتكرين إلى المضاربة عليها وتحويل هذه الثمرة إلى ذهب أو نار.
والحقيقة أن بيع بعض المنتجات الغذائية وغير الغذائية في الدول العربية بأسعار جنونية من حين لآخر يعزى إلى عدة أسباب بينها رغبة المستهلكين في التباهي أمام بعضهم البعض والتنافس في مجال الالتزام ببعض الطقوس الاجتماعية أو الدينية.
و"الجنارك" اللبنانى يشبه حبات الصنوبر السوداء اللون فى تونس، والتي يسميها التونسيون "الزقوقو"، وهي تُشترى في أسواق المدن الكبرى بأسعار باهظة خلال الاحتفال بالعيد النبوي، والحال أنها تُقتنى من مزارعي المناطق الجبلية التي ينبت فيها الصنوبر الحلبي بأسعار زهيدة لإعداد أَكلة "عصيدة الزقوقو".
وفي نوفمبر من عام 2017، قادت بعض منظمات المجتمع المدني التونسية حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة هذا المنتج. ونجحت في الحد من ارتفاع أسعاره.
وهناك قناعة اليوم لدى بعض منظمات المجتمع المدني بأن المستهلكين العرب قادرون فعلا على الإطاحة بالمضاربين على أسعار مواد الاستهلاك لاسيما خلال فترة الأعياد بواسطة السيطرة على شهواتهم ورغباتهم في التنافس بين بعضهم البعض عبر القدرة على شراء هذا المنتج أو ذاك.
ويرى الناشطون في هذه الجمعيات أن إقبال كل مستهلك على كبح جماح شهواته ورغباته في التباهي أمام الآخرين على هذه الشاكلة هو بداية الطريق إلى الحد من مشكلة كبرى تعاني منها المجتمعات العربية هي إهدار المواد الغذائية ومن ورائها الموارد الطبيعية حتى لدى الفئات غير الموسرة.
التعليقات