حذرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، اليوم الإثنين، بشدة من مخاطر تناول مكمل غذائي يحوي مواد مجهولة المصدر تدعي أنها مواد جذعية من مشيمة الغزال ذات منشأ نيوزيلاندي، مؤكدةً أن المنتج المذكور غير مسجل في الوزارة وغير معروف المواصفات، وأن كل المعلومات المتداولة عنه مُضللة، وغير علمية وتترتب عليها مخاطر كبرى على المرضى.
وأكد الوكيل المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص في وزارة الصحة ووقاية المجتمع الدكتور أمين حسين الأميري، في بيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، أن فريق الرصد الإلكتروني في الوزارة رصد تداول وسائل التواصل الاجتماعي لمقطع صوتي يروج لمنتج مستخلص من مشيمة الغزال، ويدعي قدرة المُنتج الخارقة على علاج عدد من الأمراض المزمنة منها الضغط والسكري والقدرة الجنسية لمن تفوق أعمارهم الأربعين، ودعم حيوية الإنسان، مضيفاً أنه "بعد تعقب البيانات توصلنا إلى موقع على الإنترنت لبيع مكمل غذائي مستخلص من الخلايا الجذعية للغزال بسعر 1395 درهم إماراتي".
وأوضح أن استخدام مشتقات خلايا جذعية من الحيوان لعلاج الأمراض البشرية أمر غير مقبول أخلاقياً، وقد يترتب عليه مخاطر نظراً لغياب الدراسات والبيانات الكافية عن المنتج ومواصفاته.
غير مثبت
وأشار الدكتور أمين إلى أن المشيمة هي العضو المغذي للجنين وتكون غنية بالمشتقات المغذية للجسم والتي تحتوي على خلايا جذعية وعوامل أخرى مفيدة لتغذية الجنين، وأجريت عدة دراسات عن كيفية استخلاص هذه المواد من المشيمة للاستخدام الطبي ولكن هذه الدراسات لا تزال في مراحلها الأولى، كما هو الحال في الدراسات الخاصة بالعلاج بالخلايا الجذعية إلا في بعض الحالات مثل الأمراض الوراثية كالثلاسيميا وغيرها فقط، أما بالنسبة للأمراض الأخرى فإنها تعتبر في المراحل الأولية عالمياً وتبقى نتائجها غير مضمونة وغير معلومة الأضرار.
تحذير
وحذّر من مغبة تداول مثل هذه الشائعات المضللة إلا بعد التأكد من السلطات الصحية في الدولة، وهي الجهة المنوط بها الإعلان عن العلاجات المعتمدة على مستوى الدولة وخارجها، وقال إن "مواقع التواصل الاجتماعي بيئة خصبة للشائعات، وأصحاب هذه الحسابات يلهثون وراء زيادة عدد المتابعين بأي طريقة ويستغلون ما يشغل الناس من علاجات خارقة للأمراض بعيداً عن الأدوية، وتحظى هذه المعلومات بمصداقية واسعة الانتشار إضافة إلى عامل الإثارة وفضول التجربة ويتم للآسف مشاركتها أو نسخها ونشرها في المنتديات والمجموعات نظراً لسهولة التعامل مع تطبيقات التواصل الاجتماعي".
ونبه إلى أن هذه المعلومات المضللة التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تهدد بفقدان ثقة المجتمع بالعلاجات الاكلينيكية المعتمدة من الهيئات الصحية العالمية التي صرفت عليها شركات الأدوية الكبرى سنوات من الأبحاث ومليارات الدولارات وخضع اعتمادها إلى مئات التجارب والاختبارات، كما تصرف وزارة الصحة ميزانيات ضخمة على توعية المجتمع، مما يتسبب بتوقف المريض عن تناول الأدوية أو تعديل الجرعات الدوائية دون الرجوع لممارسي الرعاية الصحية، وبالتالي يسيء إلى سمعة البرامج والأدوية المستخدمة في دولة الإمارات وفي دول المنطقة، كما يقلل من ثقة المريض والمستهلك بالمنظومة الدوائية والأدوية المستخدمة مما يضر بصحة هذا المريض، ويؤدي هذا التضليل إلى إدخال عامل الفزع والهلع عند المرضى ويجعلهم يتجنبون استخدام الأدوية، لذلك نهيب بأفراد المجتمع عدم تداول ونشر هذه الأخبار التي تصلنا من داخل وخارج الدولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها واللجوء بالأساس إلى وزارة الصحة والهيئات الصحية المعنية لأخذ الخبر اليقين بخصوص أي شأن طبي و مكملات غذائية.
مساءلة قانونية
وأكد الأميري تعرض مروجي هذه المعلومات المضللة إلى المساءلة من قبل السلطات المختصة في الدولة، لأن ذلك يمس الأمن الصحي في الدولة، حيث أن إنتاج الإشاعات أو تداولها أو التي من شأنها المساس بالنظام الصحي تعتبر جريمة معلوماتية، مشيراً إلى أن وعي المجتمع في الدولة ضد الإشاعات المضللة في مجال الأدوية والمستحضرات الطبية يدعم جهود التوعية التي تقوم بها وزارة الصحة ووقاية المجتمع والهيئات الصحية، وأنه في حال رغبة الجمهور بالتأكد من أي معلومات تخص سلامة المنتجات الصحية المسجلة في دولة الإمارات والتعاميم الصادرة عنها التواصل مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع عبر البريد الالكتروني pv@moh.gov.ae أو عبر الرابط الإلكتروني لخدمة طمني http://www.moh.gov.ae/ar/Services/Pages/TaminiService.aspx .
التعليقات