يمر اليوم، عام على رحيل النجم محمود عبد العزيز، أحد أهم من أثروا فى تاريخ الفن المصرى الحديث، وذلك من خلال أعمال ستظل لها بريقها، سواء الدرامية الرومانسية أو الوطنية، التى قدمها للسينما والتليفزيون.
وفى ذكراه، يحتفل أبناءه محمد وكريم بمرور عام على رحيله فى منزله، كما تحتفل من جانبها الإعلامية بوسى شلبى زوجته، التى أحبها وظلت ترعاه حتى أخر لحظة من حياته.
وبرحيل محمود عبد العزيز، تُطوى صفحة من صفحات أهم نجوم مصر، الذين أسسوا سينما الثمانينات مثل أحمد زكى ونور الشريف، وهم صناع تاريخ سينمائى، ويُعتبرون مثلث الرعب ولا يقل ضلع أحدهما عن الآخر أهمية.
رحل محمود عبد العزيز، بعد مشوار طويل مع الفن، قدم خلاله الكثير للسينما الرومانسية والوطنية، اذ يعد فيلمه "إعدام ميت" عملا وطنيا من الدرجة الأولى، إلى جانب مسلسله الشهير "رأفت الهجان"، وتجاوز رصيده الـ 90 فيلما ومسلسلا، وظل عاشقا للفن حتى أخر أيامه، حيث كان يفكر فى عمل تليفزيونى جديد بعد مسلسله الأخير "راس الغول".
وقد ربطته صداقة قويه بكل نجوم جيله، فكان قريبا من أحمد زكى، حيث حضر حفلا، كانت قد أقامته شركة جود نيوز لصاحبها عماد الدين أديب إبان تصويره لفليم حليم، وعرف حينها، أن أحمد زكى مصاب بسرطان الرئة، وفى فندق شبرد على كورنيش النيل، حضر محمود عبد العزيز ليصرخ بأعلى صوته.. صرخة يعلم الجميع أنها ممزوجة بألم، لكنه قصد بها تشجيع احمد زكى، وصعد ليهنيه بالفيلم، والكل يعلم أنه كان لقاء الوداع، فبعد أسبوعين من التصوير دخل احمد زكى فى النهايات.
هذه النهايات التى بدأت مع نور الشريف من مهرجان الإسكندرية، عندما حملت الدورة الـ 30 اسمه، وأقيم له نفس الاحتفال الذى أقيم لأحمد زكى.. وفيه ودعه أصدقاؤه، لكن محمود عبد العزيز هنا يختلف، لم يتثنى لأحد من اصدقاءه أن يودعه، لأنه عاش العامين الأخيرين فى عزلة، أكتفى فيها بتصوير مسلسله الأخير.
حسين فهمى طالب كل مهرجانات مصر بأن تهدى دوراتها لاسم محمود عبد العزيز، ومنها مهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته الماضية، التى طالب فيها بأن يهدى الدورة لذكراه، فى دورته التى تفتتح 21 نوفمبر الجارى.
حصل محمود عبد العزيز على درجة البكالوريوس، ثم درجة الماجستير في تربية النحل، حيث بدأت مسيرته الفنية من خلال مسلسل "الدوامة" في بداية السبعينيات حين أسند له المخرج نور الدمرداش دوراً في المسلسل مع محمود ياسين ونيللي، ومع السينما من خلال فيلم "الحفيد"، أحد كلاسيكيات السينما المصرية (1974)، وبدأت رحلته مع البطولة منذ عام 1975 عندما قام ببطولة فيلم "حتى آخر العمر".
وفي خلال 6 سنوات، قام ببطولة 25 فيلماً سينمائياً، وظل يقدم الأدوار المرتبطة بالشباب والرومانسية والحب والمغامرات.
ومنذ عام 1982، بدأ محمود عبد العزيز بالتنويع في أدواره، فقدم فيلم "العار"، ورسخ محمود عبد العزيز نجوميته بعد هذا الفيلم، ونوَع أكثر في أدواره، فقدم دور الأب في "العذراء والشعر الأبيض"، وفي فيلم تزوير في أوراق رسمية، ثم دور عميل المخابرات المصرية والجاسوس في فيلم "إعدام ميت"، كما قدم شخصيات جديدة في أفلام الصعاليك والكيف الذي حظي بنجاح جماهيري كبير
في عام 1987، قدم فيلماً من أهم أفلامه وهو البريء، وفي منتصف الثمانينيات تقريباً، قدم دوراً من الأدوار الهامة في حياته الفنية، وهو دور رأفت الهجان في المسلسل التليفزيوني، الذي يحمل نفس الاسم، وهو من ملف المخابرات المصرية.
بلغ عدد أفلام محود عبد العزيز نحو 90 فيلماً، قام فيها بدور البطولة، بينما أخرج فيلماً واحداً هو "البنت الحلوة الكدابة"، وفي عام 2004، قدم محمود عبد العزيز للشاشة الصغيرة المسلسل التليفزيوني "محمود المصري"، والذي جسد فيه شخصية أحد كبار رجال الأعمال، الذين بدأوا رحلتهم مع النجاح من الإسكندرية، ثم توقف عن العمل التليفزيونى حتى عاد بمسلسل "باب الخلق"، و"جبل الحلال"، و"راس الغول".
التعليقات