قنبلتان نوويتان !

قنبلتان نوويتان !

عبدالمحسن سلامة

فى تقرير خطير لها، أكدت لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة، معنية بالتحقيق فى ممارسات إسرائيل فى الأراضى المحتلة، أن إسرائيل منذ بدء حربها على غزة استخدمت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات فى قطاع غزة، وهو ما يعادل «قنبلتين نوويتين».

أشارت اللجنة إلى أن ممارسات إسرائيل خلال حربها على غزة تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية، وأنها تستخدم التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، وأنها تفرض عقابا جماعيا على الفلسطينيين، بعد أن قامت بتدمير كل الخدمات الأساسية، وتسببت فى كارثة بيئية ذات آثار صحية دائمة.

للأسف الشديد أحداث غزة تتصاعد، وهناك «مؤامرة» حقيقية تقودها أمريكا وإسرائيل لتغيير المعالم الجغرافية والسكانية لقطاع غزة، وتقديم أحداث أخرى عليها مثلما حدث فى لبنان، وكما يحدث الآن فى سوريا، فى وقت ترتكب فيه إسرائيل أبشع الجرائم، الإنسانية وكل أنواع جرائم الحرب هناك.

لا يكاد يمر يوم دون مجزرة جديدة يرتكبها جيش الاحتلال فى قطاع غزة، حيث قامت القوات الإسرائيلية بمجزرة ضخمة فى «بيت لاهيا»، أسفرت عن استشهاد 100 أمس الأول السبت.

دخلت الحرب على غزة شهرها الرابع عشر وارتفع عدد الضحايا إلى ما يقرب من 45 ألف شهيد، وأكثر من 110 آلاف مصاب، وتشريد كل سكان القطاع البالغ عددهم ما يقرب من 2٫5 مليون مواطن.

لم يعد هناك مكان آمن يمكن النزوح إليه، ولم تعد هناك خدمات صحية، وانخفضت المساعدات الإنسانية والغذائية إلى أدنى معدلاتها، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى أكثر من %100 مقارنة بمستوياتها قبل اندلاع الحرب.

للأسف الشديد تراوغ أمريكا فى وقف الحرب على غزة عكس ما حدث فى لبنان، بهدف إعطاء أكبر مساحة زمنية ممكنة للقوات الإسرائيلية لتغيير الطبيعة الجغرافية والسكانية لقطاع غزة وتحويله إلى ثكنة عسكرية، تمهيدا لجلب المستوطنين إليه، وزرع المستوطنات على غرار ما حدث فى الضفة الغربية، لتكون هناك استحالة عملية فى إقامة الدولة الفلسطينية مستقبلا، وتلك هى رأس المؤامرة الحقيقية.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات