‏سلماوى.. والمقاطعة!

‏سلماوى.. والمقاطعة!

عبدالمحسن سلامة

أتفق تماما مع ما جاء فى عمود الكاتب الصحفى محمد سلماوى فى عدد يوم الأحد الماضى؛ حينما طالب بمقاطعة كل من يدعم أعداء مصر، والأمة العربية، وفى القلب منها فلسطين، باعتبار أن الأحداث الأخيرة فى غزة كانت المرآة الفاضحة التى كشفت أعداء الأمة العربية الذين لا يريدون سوى إسرائيل وحدها، وليذهب الآخرون إلى الجحيم.

أوضح سلماوى بالأرقام بعض هذه الشركات التى تتبرع بجزء من أرباحها لدولة إسرائيل بنسب محددة أو أرقام مقطوعة محددة، وتصل هذه المبالغ إلى مليارات الدولارات سنويا.

رصد سلماوى بعض الشركات مثل سجائر «مارلبورو» التى تدفع كل يوم لدولة إسرائيل ١٢ مليون دولار، بما يوازى أكثر من ٤ مليارات دولار سنويا، وكذلك شركة «ستار بكس» التى تتبرع بمليارىّ دولار سنويا للعدو الإسرائيلى، وأيضا شركات «ماكدونالدز»، و»كوكاكولا»، و«بيبسى»، و«بيتزاهت».. وغيرها.

المثير للاهتمام هو وعى الشباب المتزايد، ومبادراتهم الطوعية بمقاطعة البضائع، والمنتجات الأمريكية التى تساند دولة إسرائيل فى عدوانها على الفلسطينيين، وقد سمعت الكثير من الشباب الذين لم تكن لهم علاقة من قريب أو بعيد بالشأن السياسى، أو العلاقات الإسرائيلية- الأمريكية، إلا أن الحرب على غزة أسهمت فى تعزيز الوعى السياسى لدى الكثير من الشباب، وجعلتهم أكثر تماسكا، ووعيا فى مواجهة طوفان الأكاذيب الغربية الداعمة لإسرائيل فى حربها المجنونة على غزة التى تجاوزت فيها كل الخطوط الحمراء والسوداء، وأعادت البشرية إلى عصور الهمجية، والتخلف، وتفوقت بمراحل على أفعال النازية، والفاشية التى كنا نسمع عنها، لكننا عشنا ورأينا الفظائع المأساوية أمام أعيننا تهز كل صاحب ضمير حى، أو عقل متيقظ.

دعوة المقاطعة مطلوبة، وضرورية لكى تكون رسالة قوية فى وجه قاتلى الأطفال، والنساء فى إسرائيل، وما يدعمها من تلك الشركات التى تقدم المليارات من الدولارات سنويا إليها، ومن المهم تطوير تلك الدعوة وتحويلها إلى حافز إيجابى لتشجيع المنتجات الوطنية من المياه الغازية والمأكولات، وحتى السجائر الوطنية، فمن غير المعقول أن تبهرنا الأسماء الغربية ونهجر منتجاتنا الوطنية لمصلحة تلك الأسماء، والتى ثبت صحيا أنها الأقل جودة، والأخطر على الصحة العامة للإنسان فى المدى الطويل.

تشجيع المنتجات الوطنية يعنى توفير مليارات الدولارات التى يتم تحويلها إلى الخارج كنسب فى الأرباح، سواء إلى إسرائيل أو غيرها، لكن الأهم هو ازدهار الصناعات الغذائية المصرية، وما يستتبعها من فتح آفاق جديدة للأيدى العاملة فى مصانع، وشركات وطنية خالصة يكون كل عائدها للاقتصاد الوطنى.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات