فى خطوة شجاعة ومطلوبة جداً قامت د. منال عوض بجولة مفاجئة «حقيقة» وليست مفاجأة «كدة وكدة»، فى حى النزهة بالقاهرة، حيث اكتشفت خلال الجولة مخالفات متعددة فى مستوى النظافة، وتراكم الإشغالات والمخلفات، وتقصيرا واضحا فى ملف التصالح فى شكاوى المواطنين.

على الفور قامت الوزيرة النشيطة بإقالة رئيس حى النزهة، وأصدرت العديد من القرارات العاجلة لاستعادة الانضباط، وتحسين مستوى الخدمات، وحل مشاكل النظافة.

هناك فرق جوهرى بين الجولات المفاجئة الحقيقية، والجولات المعدة مسبقاً، والتى يطلق عليها المواطن بأنها جولات مفاجئة «كدة وكدة».

للأسف الشديد هناك غياب للجولات المفاجئة الحقيقية التى قامت بواحدة منها وزيرة التنمية المحلية، وبالتأكيد هى لا تستطيع أن تقوم بجولات مفاجئة داخل أحياء وقرى كل محافظات الجمهورية وحدها، ومن هنا فلابد من قيام السادة المحافظين بدورهم فى الجولات المفاجئة الحقيقية من أجل حل المشاكل المتراكة فى القرى والأحياء فى محافظاتهم، وبالمناسبة تكاد تكون المشكلات واحدة، سواء فى النزهة التى قامت الوزيرة بجولة فيها، أو فى باقى المدن والأحياء.

ربما تكون النزهة أحسن حالاً من مناطق أخرى كثيرة، لكن غياب المحافظين عن المتابعة، واختفاء رؤساء المدن والأحياء داخل مكاتبهم يزيد من تفاقم هذه المشكلات.

أثناء زيارته الأخيرة للاكاديمية العسكرية تحدث الرئيس إلى الطلبة هناك مطالب المحافظين بالحركة، وحل مشكلات المواطنين، بعيدا عن الروتين والمكاتب، وهو التوجيه الذى يجب ترجمته على أرض الواقع من خلال تكثيف الزيارات الميدانية لكل مسئول فى موقعه، واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المقصرين، وإقالة المتخاذلين من المسئولين أيا كانوا.

أعلم أن إقالة المحافظ تحتاج إلى قواعد معينة، لكن هذا لا يمنع من كشف المتقاعسين منهم، ورفع الأمر طبقاً للإطار القانونى والدستورى السليم حتى يكون هناك جرس إنذار دائم يطارد الكسالى والمتقاعسين فى القرى والأحياء والمحافظات المختلفة.

نقلا عن جريدة الأهرام