‏لماذا «المقاطعة» ضرورة حياة؟

‏لماذا «المقاطعة» ضرورة حياة؟

عبدالمحسن سلامة

فى ظل العدوان الغاشم، والعداء السافر من أمريكا، والغرب لكل ما هو عربى- آن الأوان أن تتغير مفاهيمنا، وأن تتمحور حول مستقبلنا، وقوتنا، وكفى الانبهار، والفتنة بكل ما هو غربى، حتى لو كان بيتزا، أو قهوة، أو مشروب مياه غازية، أو حتى طبيعية، أو «زبادى»، أو دجاجا.. أو غيرها.

كلها أشياء بسيطة، وشديدة التواضع فى صناعتها، ولدينا منتجات وطنية لا تقل جودة عنها، وربما تكون أكثر صحية من مثيلاتها الغربية، لكنها عُقدة «الخواجة»، كما يقولون، وعُقدة الانبهار بكل ما هو غربى.

الميزة الآن هى المقاطعة الشعبية الجارفة بقناعة كاملة، وتبهرنى مقاطعة الشباب الذى يرفض، وبقوة، وقناعة كاملة، تلك المنتجات الأمريكية، والغربية، ويذهب إلى المنتجات الوطنية.

البعض يروج أن هذه المنتجات الغربية يتم تصنيعها فى مصر، وأنها لو توقفت فإن ذلك يعنى «تسريح» عمالة مصرية، وهو قول مردود عليه بأن العمالة مكانها محفوظ فى الصناعة الوطنية، بمعنى أن عدم الإقبال على المنتجات الأجنبية يقابله بالضرورة زيادة فى الإقبال على المنتجات الوطنية، وبالتالى سوف تزيد الحاجة إلى العمالة المصرية لمواجهة الزيادة المتوقعة فى الطلب على المنتجات الوطنية.

الأهم هو ضمان تدفق كل العوائد الاقتصادية على الاقتصاد الوطنى، وحرمان الاقتصادات الداعمة للكيان الصهيونى من أرباح غير مستحقة لها لمجرد الانبهار بعُقدة الخواجة، لتستخدم أموالنا فى قتل أبنائنا فى غزة، والضفة، وتسليح العدوان الإسرائيلى بأحدث المعدات، وحمايته، ودعمه.

"المقاطعة" الآن هى ضرورة حياة لنا كمصريين، ولكل العرب، وأتمنى تشكيل لجنة شعبية من الأحزاب، والنقابات لدعم هذا الاتجاه، وتوسيع قاعدة المقاطعة لتشمل كل أنواع الصناعات الأمريكية، والغربية، وعدم اقتصارها على قائمة المنتجات الغذائية، والمشروبات بأنواعها.

توسيع دائرة المقاطعة يعنى إقامة صناعة وطنية قوية لدعم الاقتصاد الوطنى، وفى الوقت نفسه شبكة أمان، وحماية ضد غدر أمريكا، والغرب ومخططاتهما العدوانية، والشريرة.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات