هى صاحبة موهبة فذة، وقدرة على امتلاك ناصية الكتابة بشكل رائع، وتأخذك دون أن تعلم لقراءة مقال «صفحة كاملة» دون أن تشعر بالملل من الكلمة الأولى حتى الكلمة الأخيرة، ودائما أضرب المثل بمقالها فى القدرة على تحدى وسائل الاتصال الحديثة التى يشعر فيها القارئ بالملل، والاجهاد، ولايكاد يقرأ من فرط الانتقال السريع والعشوائى من هذا العنوان إلى ذاك.
حينما تكتب سناء البيسى مقالها فى الأهرام يحتل رأس الموضوعات الأكثر قراءة فى ذلك اليوم، رغم ضخامة المقال، وعدد كلماته، بما يؤكد أن القارئ دائما يبحث عن »الجيد«من المقالات، بعيدا عن حجم المقال، وعدد كلماته.
مقالات سناء البيسى تؤكد أنها «سيدة الكلمات» بحق، كما كانت سيدة رؤساء التحرير حينما تولت مجلة نصف الدنيا، ونجحت فى وضعها فى المكان اللائق بها لتكون ضيفا دائما على مكاتب الرجال قبل السيدات، وفى المنازل، والمحال العامة، وفى كل الأماكن.
لم أتشرف بالعمل المهنى معها، لكننى أحد قرائها الدائمين منذ شغفى بالقراءة والكتابة الصحفية منذ أن كنت طالبا بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وفى أثناء الدراسة التحقت بالتدريب فى قسم التحقيقات الصحفية بالأهرام، حيث كانت الأستاذة سناء البيسى رئيسا لقسم المرأة آنذاك، ثم انتقلت هى بعد ذلك إلى تأسيس وإصدار مجلة نصف الدنيا عام 1990.
لكل هذا كان تكريم الأستاذة سناء البيسى الأخير فى الهيئة الوطنية للصحافة ومنحها جائزة الهيئة التقديرية خطوة عظيمة من جانب الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجى، فى إطار الفكرة الرائعة التى أطلقها بعمل مسابقة سنوية للصحافة، وهى الفكرة التى حركت المياه فى نهر الصحافة القومية، وأكدت حرص الهيئة على دعم العمل الصحفى، والاهتمام بالمهنة، وتواصل الأجيال الصحفية.
الصحافة مهنة لن تموت، ورسالتها خالدة، وباقية مهما تعددت أشكالها ووسائلها الآن ومستقبلا.
كل التمنيات الطيبة، والمزيد من العطاء والتألق لسيدة الصحافة سناء البيسى، لتظل ملهمة لكل الأجيال الجديدة بتميزها، وامتلاكها ناصية القلم، وقدرتها على التعبير بسلاسة وانسيابية وعذوبة مثل نهر النيل الخالد.
التعليقات