ضجة ما بعدها عمت منصات التواصل الاجتماعي في عموم الأناضول، ولا زالت صداها تتردد في الشارع الكروي، فكيف للاعب ان يبصق على زميله بتلك الطريقة غير الأخلاقية والمنافية للدين؟ لكن تلك كانت صرخات قطاع قابله آخر بدا على النقيض تماما الذي وجد الأمر عادي واللغط المثار مفتعل ورائه أغراض لا علاقة لها بالكرة، فاللاعبون في أي مباراة وبالملاعب أوروبية أو لاتينية أو عربية يفعلون ذلك، فقط تصادف بصقة ساميت (النطق التركي لأسم صمد) اكايدين في لحظة سجدة اللاعب المصري تريزيجيه تيمنا بهدفه اليتيم لفريقه الخاسر، وعندما تهكم أكايدين على من تصيدوا حركته التي هي جزء من عادة الرياضيين كان صادقا، ولأن البلاد تستعد للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الاحد القادم فلابد أن تكون للساسية طرف وضغائن الماضي بدورها تطفو على السطح.
الثأر من رجل الأعمال وأسرته الأتاتوركية
ورغم أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هاوي كرة سابق في "قاسم باشا" إلا أنه من مشجعي فنار باهتشه الكبار، ويقال أن كل أبنائه وبناته على نهج ابيهم، ومع هذا لا وفاق بينه وبين إدارة النادي خصوصا لمن يعتلي سدتها أنه "يلدريم على كوتش" رجل الاعمال البارز والعلماني حتى النخاع والمنتمي لأسرة ثرية لها باع طويل في عالم المال وتفتخر ليل نهار بانها من الاتاتوركيين (نسبة إلى مصطفي كمال اتاتورك مؤسس تركيا الحديثة) هذا أولا.
وثانيا أردوغان لا ينس تظاهرات لمشجعي الفنار هتفت ضده ونددت بسياسته ولم يكن في الأمر مصادفة أن عشرات التغريدات التي راحت تسب لاعب فنار باهتشيه معروف ولاءات أصحابها لحزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان زاد وهو ما أكدته مصادر رفضت ذكر اسماءها أنه ليس مستعبد وقوف القصر الرئاسي في أنقرة وراء الحملة محفزا ومحرضا كونها تُظهر الجوانب اللادينية للعلمانيين الذين هم على شكالة مرشح تحالف الأمة كمال كيلتشدار اوغلو، ومن يدوروا في فلكه.
وبنفس الوقت للتغطية الإعلامية على سير المباراة وتقييم النقاد الرياضيين لها بغالبية الصحف والذي أنصب ناقما على الأداء السيء لطرابزون سبور الذي يلقي دعما معنويا من أردوغان كونه جار "لزيزا" المطلة على البحر الأسود التي هي مسقط رأسه.
مدرب طرابزون ذهب للمباراة نائما
ففنار باهتشيه في تعليق صحيفة جمهوريت استحق الفوز بجدارة فمدربه ولاعبيه الذين نفذوا خططه أخرجوا المباراة بشكل اكثر من جيد وعليه استحقوا ثناء الجماهير التي ازدحمت بهم مدرجات الملعب بضاحية كادي كوي بالشطر الاسيوي من مدينة إسطنبول.
ودون أدنى شك قدموا مثالاً على أداء عالي المستوى في التكتيكات والانضباط واللعب بكامل طاقتهم، بما في ذلك اللاعبين الذين دخلوا وخرجوا.
أما طرابزون سبور السيء والوحيدين الذين اديا اداء طيبا هما المصري تريزيجيه وجوميز فالمدرب ومن خلال تطبيق تكتيكات خاطئة هو من اسهم في فوز فنار باهتشية بتلك النتيجة الثقيلة ( 3 / 1 ) باختصار لم يتمكن الرئيس الجديد والإدارة والمدرب في طرابزون سبور من تحقيق التآزروالتناغم في صفوف الفريق الذي ظهر بلا روح وبلا هدف وطريقة لعب بعيدة عن ثقافة وقيم كرة القدم.
على المنوال نفسه راحت صحيفة حريت التي قالت إذا جاز التعبير. ذهب مدرب طرابزون إلى ملعب "أولكار" ولم يكن قد استقيظ بيد أنه وخلال وضع رأسه على الوسادة راح يجرب الخلطات التي كان يحلم أن يحققها في "كاديكوي".
التعليقات