يعد القطاع السياحي أحد أكثر القطاعات تضررا بجائحة "كوفيد 19"، في ظل القيود المفروضة على الحركة والتنقل حول العالم، إلا أن المؤشرات الإيجابية والإجراءات المتعددة التي اتخذتها عدد من الدول من شأنها إعادة الأمل للقطاع على مستوى العالم.
وتؤكد العديد من التقارير الدولية أن خارطة العالم السياحية قد تشهد تغيرات كبرى بالنظر لتأثير الجائحة ومدى تعافي الوجهات السياحية، فيما يتوقع أن يحافظ عدد من الوجهات الجديدة كالجزر المعزولة على مكاسبها لوقت طويل.
وتشير التقارير إلى أن الوجهات السياحية في دولة الإمارات قادرة على حجز مكانها بسرعة في قائمة الوجهات السياحية بمجرد رفع القيود المفروضة على التنقل حول العالم بالنظر إلى العديد من الاعتبارات كالطلب المرتفع عالميا على الإمارات كإحدى الوجهات السياحية المفضلة، إضافة إلى الثقة العالية والقدرات الهائلة التي وظفتها الدولة في تعاملها مع جائحة "كوفيد19".
وفي هذا الصدد، ذكر موقع "هوتل اندريست دوت كوم" إن الانتعاش السياحي قادم إلى الإمارات بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا قريبا، متوقعا عودة السياحة الداخلية والخليجية بقوة إلى الإمارات بعد انتهاء الأزمة مباشرة نظرا لرغبة العائلات في الترفيه عن أطفالها الذين قضوا فترات طويلة في المنازل.
وأكد الموقع أن مدينتي أبوظبي ودبي تعدان من أفضل وجهات السياحة العائلية في منطقة الخليج والشرق الأوسط نظرا لتوافر العديد من الوجهات ومراكز الجذب السياحي فضلا عن العدد الهائل من الأنشطة الترفيهية التي تشهدها المدينتان على مدار العام.
واستعدادا لعودة الحركة السياحية أصدرت الجهات المعنية في عدد من إمارات الدولة مجموعة من الضوابط والقواعد التي يجب اتباعها في المرافق والوجهات السياحية بما يضمن المحافظة على أعلى درجات السلامة والصحة العامة، بحسب الجهات المعنية.
ففي إمارة دبي تنص الضوابط الجديدة على تزويد الفنادق بأجهزة لقياس درجة الحرارة عن بعد كما سيطلب من النزلاء ارتداء الكمامات الطبية والحفاظ على مسافة تباعد تبلغ مترين للحد من التواصل.
ووفقا للضوابط الجديدة ستبقى غرفة الضيف فارغة لمدة يوم واحد على الأقل بعد مغادرته و سترفع الفترة الزمنية إلى 72 ساعة في حالة الاشتباه بأن الضيف كان مصابا بفيروس كورونا، أو إذا كان من العاملين في المجال الطبي.
وسيسمح للمطاعم في الفنادق بالعمل شريطة أن لا يزيد الاستيعاب في المطعم عن 30% من القدرة الكلية مع الالتزام بمسافة مترين كحد أدنى بين الطاولات.
و في إمارة أبوظبي أعلنت دائرة الثقافة و السياحة - أبوظبي إطلاق برنامج النظافة و الأمان الموثق الأول من نوعه في المنطقة، والذي يهدف إلى الارتقاء بمعايير الصحة والنظافة وتوحيدها عبر جميع الشركات والمؤسسات ضمن قطاع السياحة من خلال شهادة رسمية.
و تعد الجاهزية العالية لقطاع الطيران أحد أبرز العوامل التي يعول عليها في تسريع عودة النشاط السياحي بالدولة خاصة مع ما يمتلكه هذا القطاع من اسطول جوي ضخم ومطارات دولية على أعلى مستوى.
ومؤخرا رفعت الناقلات الوطنية الإماراتية ممثلة في كل من طيران الإمارات و الاتحاد للطيران عدد الوجهات الجديدة التي تسير إليها رحلات خاصة ومنتظمة انطلاقا من دبي و أبوظبي إلى 49 وجهة موزعة على 29 وجهة لطيران الإمارات و20 وجهة للاتحاد للطيران.
تأتي هذه الزيادات في الرحلات الخاصة بعد إعلان الإمارات رفع القيود على حركة الركاب العابرين «ترانزيت»، مع استعداد شركات الطيران في الإمارات للعودة نحو التحليق مجددا بداية من الشهر الجاري.
وتعد مطارات الدولة حلقة الوصل بين جهات الكرة الأرضية الأربع وتحديدا مطار دبي الدولي و محورا إقليميا وعالميا في حركة تنقل الأشخاص والبضائع.
و كانت الإمارات قد حققت المرتبة 27 في نمو حجم الاستثمار العام الماضي، مقارنة بعام 2018 بواقع 8.9%، فيما سجلت المرتبة 24 عالميا في نمو عدد الوظائف في القطاع العام الماضي بواقع 6.1%، وذلك وفقا لتقرير حديث صادر عن مجلس السفر والسياحة العالمي.
وأكد التقرير أنه و مع استمرار دولة الإمارات في معركتها ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) سيسهم قطاع السفر والسياحة بشكل كبير في تعافيها الاقتصادي بمجرد مكافحة الفيروس.
وحسب التقرير فقد دعم القطاع 745.2 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في الدولة خلال العام الماضي أو واحدة من كل تسع بما يعادل 11.1? من إجمالي القوى العاملة في البلاد في حين بلغ عدد الوظائف المباشرة التي يوفرها القطاع العام الماضي 352 ألف وظيفة.
التعليقات