ناقش خبراء أوروبيون ومحليون في مجال الصحة والتغذية أهمية وضع بطاقات البيانات التغذوية التثقيفية "FoPL" الخاصة بالسلع الغذائية خلال مؤتمر تم انعقاده من قبل السفارة الإيطالية في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس "مواصفات" في فندق سوفيتيل، دبي داون تاون.
ويهدف المؤتمر الذي عقد تحت عنوان "التغذية الصحيحة: الرؤية البحثية لأهمية البطاقات التغذوية التعريفية"، والذي حضره ممثلّين من حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة ودبلوماسيين ومسؤولين تنظيميين وشخصيات مرموقة وممثلّين من وسائل الإعلام وأخصائيي التغذية ومتخصّصين من قطاع التغذية والصحة، إلى كشف المفاهيم المغلوطة بشأن العلاقة بين استهلاك السلع الغذائية والأمراض غير المعدية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري.
ومن خلال سلسلة من الأبحاث والملاحظات التي طرحها الخبراء وحلقة النقاش الخاصة التي أدارتها اخصائية التغذية والصحة لمى النائلي، المؤسس و المدير لمركز ويلنس باي ديزاين بمدينة دبي الطبية، تم تسليط الضوء على فعالية النظام الإيطالي لبطاقات البيانات التغذوية، والذي يشرح للمستهلك بشكل واضح الحصص الغذائية اليومية من مختلف الأطعمة والمكونات، مقارنة بالحد الأقصى لقيمة الحصص اليومية.
وخلال المؤتمر تحدث نيكولا لينر، سفير دولة إيطاليا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أبرز جودة الحوار بين السلطات الإيطالية والإماراتية بشأن وضع البطاقات الغذائية، مشدداً على أهمية اتباع المنهج القائم على العلم، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية تزويد مستهلكي الأغذية بالمعلومات الغذائية الصحيحة لتجنب الطبيعة المتناقضة لبعض الأنظمة.
ومن بين المتحدثين أيضاً عبد الله المعيني، مدير عام هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، الذي صرّح أنه في سبتمبر من عام 2019، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تحديد المعيار أو المواصفة القياسية الإلزامية الخاصة ببطاقة اشتراطات البيانات التغذوية على السلع والمنتجات الغذائية.
وأوضح أن هذا المعيار طوعياً في الوقت الحالي، حيث يتضمن نظاماً لوضع بطاقة علامات إشارات المرور على المعلومات الغذائية التكميلية ليتم عرضها على مغلّفات الأطعمة المصنّعة للبيع في الإمارات العربية المتحدة.
كما أفاد المعيني أنه تبلغ نسبة السمنة حالياً في الإمارات العربية المتحدة 68٪، والهدف الذي تتطلع إليه الدولة نحو معدل السمنة بحلول عام 2071 هو صفر، حيث يسهم تحسين خيارات النظام الغذائي الصحي في رفع مؤشر السعادة ومتوسط العمر المتوقع وانخفاض أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري، كما يساعد على تحسين مؤشر الأمن الغذائي.
يجب أن تحدد سياسة وضع بطاقات البيانات التغذوية التعريفية الدور الرئيسي في ضبط نظام العلامات الغذائية من أجل دعم أهداف الصحة العامة واستراتيجيات الصحة الوقائية. وأكد سعادته أن هذا المشروع الوطني سيسهم في حماية الصحة والسلامة العامة، ويزود بالمعلومات اللازمة لمساعدة المستهلكين على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الأطعمة التي يقومون بشرائها واستهلاكها، كما يمنع من وضع علامات مضللة.
هذا وقد أكد دكتور ماركو سيلانو، كبير الباحثين ورئيس وحدة التغذية والصحة البشرية في قسم سلامة الأغذية بالمعهد الوطني الإيطالي للصحة، على أهمية أنظمة بطاقات البيانات التغذوية ( (FoPLالقائمة على العلم، كالنظام الذي تم اعتماده في إيطاليا.
وأوضح سيلانو أن نظام بطاقات البيانات التغذوية ( (FoPLالإيطالي، والذي يحمل عنوان NutrInform Battery، يقدم للمستهلك بشكل واضح ومرئي معدلات الطاقة والأملاح والدهون والسكريات التي يتم امتصاصها في كل حصة من المنتج الغذائي مما يساعد المستهلكين على تحديد خياراتهم الغذائية بناءً على الحصص الغذائية اليومية، مضيفًا أن نظام NutrInform Battery، المصمم ليبدو مثل مؤشر مستوى بطارية الهاتف المتحرك، سهل الفهم وتم اختباره على نطاق واسع مع المستهلكين وقد حقق نتائج ممتازة فيما يتعلق بفهم المستهلكين للرسالة التغذوية.
وكان من بين المتحدثين خلال المؤتمر، خبير الصحة الإيطالي الدكتور أندريا بولي، رئيس مؤسسة NFI- Nutrition Foundation في إيطاليا ومؤلف منشورًات 70 PubMed المرجعية، والذي سلط الضوء على أن حمية البحر المتوسط والحمية الغذائية التقليدية نموذجان يأخذان في الاعتبار الجوانب الثقافية وأشكال التعايش الاجتماعي، التي من شأنها أن تعزز، مع اتباع نظام غذائي إيجابي وممارسة الأنشطة البدنية، نمط الحياة الصحي.
وبالإضافة إلى ذلك، تناول دكتور بولي مفاهيم "التغذية الإيجابية"، والتي تقيس نظامًا غذائيًا صحيًا ليس عن طريق التمييز بين الأطعمة السيئة والجيدة، ولكنها تركز من بين أمور كثيرة على تعزيز المكونات الغذائية المفيدة وتشجيع نمط الحياة الصحي والتثقيف الغذائي.
كما تحدث خلال المؤتمر الدكتور يوسف السعدي، مدير إدارة شؤون المطابقة في هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، وأول عالم أغذية إماراتي معتمد، الذي أوضح أنه إذا رأيت لونًا أحمر على مقدمة عبوة سلعة غذائية ما، فهذا لا يعني أنه يجب عليك عدم تناولها، ولكن يجب أن تحاول مراقبة عدد المرات التي تختار فيها تناول هذه الأطعمة، أو الانتباه إلى المقدار الذي تتناوله، حيث قد يساعدك اتباع نظام غذائي يحتوي على عدد أقل من السلع الغذائية ذات اللون الأحمر على تحقيق حمية غذائية صحية أكثر.
كما أضاف دكتور السعدي أنه إذا رأيت اللون الأصفر، فهذه الأطعمة ليست عالية أو منخفضة المستوى لهذه المادة المغذية، فالأطعمة التي تحتوي على اللون الأصفر تساعد على تحقيق التوازن في النظام الغذائي: مع المحاولة أيضاً لإضافة بعض السلع الغذائية ذات اللون الأخضر، فإن اللون الأخضر وحده يعني أن الأطعمة منخفضة المستوى في تلك المادة الغذائية المحددة التي قد ترغب في تجنب الإفراط في استهلاكها لتحسين نظامك الغذائي.
كلما زاد تناول المستهلكين للسلع الغذائية ذات اللون الأخضر، يصبح الخيار صحياً أكثر، ولكن لا يجب تناول الأطعمة ذات اللون الأخضر فقط، حيث تعتبر إضافة بعض السلع الغذائية ذات اللون الأصفر والأحمر جزءًا هاماً من النظام الغذائي المتوازن وتساعد في الحصول على جميع العناصر الغذائية المفيدة التي يحتاجها الجسم.
وعقب طرح الأبحاث والملاحظات الفردية، جرت حلقة نقاش بين الدكتور ماركو سيلانو و الدكتور يوسف السعدي و الدكتور أندريا بولي، التي لخّصت بأن التعليم هو مفتاح رئيسي للحد من نشر المعلومات المغلوطة والوقاية من الأمراض، في حين أن النظام الغذائي الصحي ونمط الحياة الصحي هما الاستراتيجية الأكثر فعالية للحد من انتشار الأمراض غير المعدية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
التعليقات