تشكل النفايات الطبية خطر يؤرق الحكومات في كل دول العالم، وتستحوذ على اهتمام الإدارات الصحية، فالتعامل مع هذا الملف بقليل من الإهمال قد يؤدي إلى كارثة تودي بحياة الملايين، فالأمراض المعدية تمثل رعب للبشرية، ووفقاً لما ورد في إصدارات منظمة الصحة العالمية في النظام الموحد لإدارة نفايات الرعاية الصحية أن النفايات الطبية هي: "النفايات التي تنتج من المنشآت التي تقدم الرعاية الصحية المختلفة، والمختبرات ومراكز إنتاج الأدوية والمستحضرات الدوائية واللقاحات ومراكز العلاج البيطري والمؤسسات البحثية ومن العلاج والتمريض في المنازل."
وتحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على التعامل مع هذا الملف بحرص شديد ووفقاً لأحدث التكنولوجيات العلمية التي توصل إليها العالم، وذكر موقع هيئة الصحة بأبوظبي أنه على المنشأة لخدمات الرعایة الصحیة المنزلیة، اعتماد معاییر الھیئة للتصریح بتقدیم خدمات الرعایة الصحیة في إمارة أبوظبي وأهم تلك المعايير هي "سياسة إدارة النفايات الطبية".
وتشترط الهيئة عقد اتفاق مع شركة معتمدة من هيئة البيئة بأبوظبي للتخلص من النفايات الطبية للمنشآت التالية: "المستشفيات ، المراكز، مراكز جراحة اليوم الواحد، والعيادات بجميع أنواعها"، بالإضافة إلى بعض مكاتب تقديم الخدمات الصحية المحتوية على احدى التخصصات الفرعية التالية فقط، مثل خدمات مرافقة المريض، وخدمات النقل الطبي، وخدمات الرعايه الصحية المنزلية.
ويقول المدير التنفيذي لمعالجة النفايات في شركة الشارقة للبيئة «بيئة»، المهندس ذاكر الربايعة: إن المركزهو واحد من أهم مراكز تدوير النفايات في المنطقة حيث حصل على عدة جوائز في هذا المجال سواء كان في السلامة البيئية أو إدارة النفايات.
وأضاف الربايعة: أن مرفق استعادة المواد هو أكبر مرفق موجود بالشرق الاوسط وثالث أكبر مرفق على مستوى العالم الخاص بإعادة تدوير المواد الصلبة يدويا وميكانيكيا وتشمل كل النفايات المجمعة من المنازل والمصانع والمستشفيات والمجمعات الاستهلاكية.
وتابع: "أول مراحل التدوير هي مرحلة الفرز حيث يتم تجميع وتجزئة النفايات من حيث نوعية النفايات من أغذية ومواد بلاستيكية ونفايات صلبة أو طبية أو خطيرة أو سامة، وأن كمية النفايات التي تجمع يومياً في إمارة الشارقة حوالي 1350 طن إلى 1450 طن وتصل نسبة الطاقة الاستعابية لمركز بيئة إلى 2000 طن يومياً.
كما أوضح أن 30% من المواد المعاد تدويرها تتحول إلى أسمدة عضوية يتم الاستفادة منها في عمليات الزراعة، وهناك نفايات خطرة وشركة وقاية هي المسؤولة عن معالجتها في إمارة الشارقة في منطقة الصجعة تم انشاءها في 2011 والهدف من انشاءها جمع جميع النافايات الطبية من المستشفيات والعيادات في الشارقة ويتم جلبها إلى المركز ومعالجتها.
كما أكد المدير التنفيذي لمعالجة النفايات في شركة الشارقة للبيئة أن عملية الفرز تنقسم إلى مرحلتين الأولى في المستشفيات والمراكز حيث يوجد عاملين متخصصين في الفرز قامت شركة وقاية بتدريبهم ويتم نقل النافيات من خلال شاحنات مجهزة، والمرحلة الثانية من الفرز تكون هنا في مقر الشركة.
وأشار إلى أن هناك تعليمات يجب اتباعها في مراحلة معالجة النفايات أهمها عدم فتح العبوات والأكياس نهائياً حيث يتم فرزها من خلال وضع شارات مكونة من أربعة ألوان هما الأحمر "مادة معدية جداً"، واللون الأصفر "قليلة العدوة" واللون البرتقالي "المواد الحادة" مثلاً المشرط الذي يستخدم في عمليات الجراحة واللون الأزرق "أدوية طبية".
وقال الربايعة: أن مرحلة التعقيم تتم من خلال جهاز خاص اسمه "أوتوكليب" حسب المواصفات من منظمة الصحة العالمية المعتمدة حيث تتم معالجة المواد بالبخار والضغط ومواد التعقيم بنسبة تبلغ بعد هذه العملية 99.9999% حيث تتحول إلى مواد نظيفة ومعقمة.
وعن المرحلة الأخيرة أشار إلى أنها تتمثل في مرحلة الغمر، وفي السابق كانت ترمى النفايات في الصحراء بطريقة عشوائية، أما اليوم تتم بطرق مدروسة وتكنولجيا متطورة على بعد عدة كيلو مترات من أجل عدم ازعاج المواطنين والمقيمين بالرائحة، ويدخل حوالي مليوني طن نفايات تتم معالجة 70% منها ويتم غمر 30% منها في أماكن مخصصة للغمر والدفن وقريباً ستكون أماكن غمر النفايات مصدر للكهرباء المولدة من النفايات.
فيما قالت الدكتورة سارة أحمد الدلال، أخصائي خدمات صحة في دبي أنه هناك 3 أنواع من النفايات الطبية هم: "العامة والسامة والاشعاعية"، وأي مستشفى ومرفق صحي لها إجراءات للتخلص من النفايات الطبية.
وأشارت الدلال في تصريحات لـ"أعمال الشرق الأوسط" إلى أن كل ما يخص حاجة السؤال التي تخرج من جسم المريض، لابد من التخلص منها بطريقة معينة في حاويات مصنعة خصيصاً لتلك العملية، وذلك بغرض الحماية، مضيقة أن العاملين في ذلك المجال يحصلون على تدريب للتخلص من النفايات بطريقة صحيحة وعلمية.
وتابعت أخصائي خدمات الصحة في دبي قائلة: "هناك شركات معتمدة من الدولة للتخلص بطريقة صحيحة، كما أنه لا يستخرج الترخيص لأي مرفق إلا بعد اعتماد طريقة التخلص من النفايات الطبية وغير طبية أيضاً".
قال الدكتور محمد زكي، مدير مركز ياس للرعاية الصحية في إمارة أبوظبي أنه يوجد عدد من الشركات مرخصة من قبل الدولة والمعتمدة من هيئة الصحة في أبوظبي، مهمتها التخلص والتعامل مع النفايات الطبية في أبوظبي.
وأضاف زكي في تصريحات لـ"أعمال الشرق الأوسط": أن المراكز الطبية تتعامل مع هذه الشركات من خلال عقود، ويتعبر ذلك شرط أساسي للحصول على الرخصة، مؤكداً أنه بدون عقد مع تلك الشركات لن يستطع أي مركز مزاولة نشاطه، والإمارات تتعامل مع ملف النفايات الطبية وفقاً للشروط العالمية.
التعليقات