كجزء لا يتجزأ من رعاية الأم الحامل؛ يتم إجراء مجموعة من الفحوصات المخبرية للتأكد من سلامة وصحة الأم الحامل وجنينها، والتأكد من نمو الجنين على نحوٍ طبيعي، ومن هذه الفحوصات، اختبارات الدم المخبرية التي تتضمن العديد من التحاليل، وفي الحقيقة يعد القيام بهذه الفحوصات أمرًا اختياريًا عائدًا لقرار الأم الحامل، ففي العادة لا يطلب القيام بجميع هذه الفحوصات لجميع النساء الحوامل إلا في حال وجود عوامل خطر تزيد من فرصة الإصابة بعدوى أو حالات مرضية معينة، ومن هذه الفحوصات قياس مستويات سكر الدم، فالحفاظ على مستويات طبيعية من سكر الدم خلال الحمل يعتبر أمرًا مهمًا للتأكد من نجاح الحمل وسلامته، وبالأخص للنساء اللواتي أُصبن بسكري الحمل (Gestational diabetes) في أحمالهن السابقة والنساء المصابات بالسكري قبل الحمل.
السكر والحمل
معدل السكر الطبيعي للحامل
تتمثل مستويات سكر الدم الطبيعية لدى النساء الحوامل اللواتي لم يصبن بالسكري خلال أو قبل الحمل بالقراءات الآتية:
- يتراوح متوسط قياس السكر الصيامي (Fasting Blood Glucose) بين 69-75 ملج/ ديسيلتر.
- يتراوح متوسط سكر الدم بعد ساعة واحدة من تناول وجبة الطعام بين 105-108 ملغ/ ديسيلتر.
معدل السكر المقبول للمرأة المصابة بسكري الحمل
يمكن بيان المعدلات المقبولة لمستوى السكر في الدم في حال الإصابة بسكري الحمل فيما يأتي:
- يعد قياس السكر الصيامي مقبولاً إذا كان أقل أو يساوي 95 ملج/ديسيلتر.
- يعد قياس سكر الدم مقبولاً بعد ساعة واحدة من تناول وجبة الطعام في حال كان أقل أو يساوي 140 ملج/ديسيلتر.
- يعد قياس مستويات سكر الدم بعد ساعتين من تناول وجبة الطعام ضمن الحدود المقبولة في حال كانت النتيجة أقل أو يساوي 120 ملج/ديسيلتر.
- يعد اختبار الهيموجلوبين الجليكوزيلاتي المعروف أيضًا باختبار خضاب الدم السكري ضمن الحدود المقبولة في حال كانت النتيجة تتراوح ما بين 6- 6.5%، وتعتبر القراءات مثالية في حال بلوغ هذه القراءة دون 6% خلال التقدم في مراحل الحمل، بشرط عدم تعرض الحامل لهبوط في سكر الدم.
معدل السكر المقبول للمرأة المصابة بالسكري قبل الحمل
يمكن بيان القراءات المقبولة لمستويات السكر خلال الحمل للنساء المصابات بهذا الداء قبل الحمل فيما يأتي:
- يعتبر قياس السكر الصيامي ضمن الحدود المقبولة في حال كان أقل أو يساوي 90 ملج/ديسيلتر.
- يعد قياس سكر الدم بعد ساعة واحدة من تناول وجبة الطعام مقبولاً في حال كان أقل أو يساوي 140- 130 ملج/ديسيلتر.
- يعد قياس مستوى سكر الدم بعد ساعتين من تناول وجبة الطعام ضمن الحدود المقبولة في حال كان أقل أو يساوي 120 ملج/ديسيلتر.
- يعتبر اختبار الهيموجلوبين الجليكوزيلاتي ضمن الحدود المقبولة في حال كانت النتيجة تتراوح ما بين 6- 6.5%، وتعد القراءات مثالية في حال بلوغ هذه القراءة دون 6% خلال التقدم في مراحل الحمل، بشرط عدم تعرض الحامل لهبوط في سكر الدم.
مرض سكري الحمل
خلال الحمل وخاصة عند الاقتراب من الأسبوع الـ24 من الحمل؛ يمكن أن تصاب العديد من النساء الحوامل بسكر الحمل، ويعرف سكر الحمل على أنه ارتفاع مستوى سكر الدم خلال الحمل دون الإصابة المسبقة بهذا المرض من قبل، ويرجع سبب الإصابة به إلى أن الهرمونات المفرزة من قبل المشيمة تضعف تأثير الإنسولين، فلا يستطيع الجسم استخدام الإنسولين على نحو تام لتنظيم مستويات السكر في الدم وهذا ما يعرف بمقاومة الإنسولين (Insulin resistance)، ففي حال عدم توفر الإنسولين الكافي لنقل السكر خارج الدم ليتم تحويله إلى طاقة، يتراكم السكر في الدم لتصاب المرأة الحامل بفرط سكر الدم، ولابد من طلب استشارة طبية للحفاظ على سلامة الأم والجنين من أي مضاعفات قد تحدث خلال الحمل أو بعد الولادة.
مضاعفات سكري الحمل
قد يترتب على المعاناة من سكري الحمل ظهور بعض المضاعفات، وخاصة في حال لم يتم الكشف عن الإصابة به مبكرًا، وفي حال عدم علاجه بطريقة صحيحة، وما يلي تفصيل لبعض هذه المضاعفات:
- العملقة (Macrosomia)، وتعرف على أنها زيادة وزن الجنين عن الوزن الطبيعي له في مراحل الحمل، مما يؤدي إلى الحاجة لاستخدام الطلق الاصطناعي أوالولادة القيصرية.
- عسر ولادة الكتف (Shoulder dystocia)، إذ يبقى كتف الجنين عالقًا خلف عظام حوض الأم بعد ولادة رأسه وذلك بسبب عملقته، مما قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بالجنين على نحو دائم أو مؤقت، ومن أكثر الأضرار ظهورًا: تلف أعصاب الضفيرة العضدية (Brachial plexus nerve)، وكسور العظام، والاختناق الوليدي (Birth asphyxia).
- الولادة المبكرة، وتعتبر الولادة مبكرة في حال تمت قبل بلوغ الأسبوع الـ37 من الحمل، ومن مضاعفاتها: اليرقان الوليدي (Newborn jaundice)، ومتلازمة الضائقة التنفسية (Respiratory distress syndrome).
- مشاكل صحية تتطلب مراقبة الوليد داخل المستشفى، مثل نقصان سكر الدم (Hypoglycemia).
- الإجهاض المبكر، أي فقدان الجنين خلال الأسابيع الـ23 الأولى من الحمل.
- الاستسقاء السلوي (Polyhydramnios)، وهو زيادة في كمية السائل السلوي الذي يتم الكشف عنه خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية.
- تأخر النمو داخل الرحم (Intrauterine growth restriction)، وتتمثل هذه الحالة بصغر حجم الحنين مقارنة بالأجنة السليمة، وذلك نتيجة بطء نمو الجنين داخل الرحم أو توقفه.
- موت الجنين عند اقتراب موعد الولادة.
- قصور المَشيمة (Placental insufficiency).
- ما قبل تسمم الحمل (Preeclampsia)، وغالبًا ما تظهر هذه المشكلة عند الاقتراب من الأسبوع العشرين من الحمل، ومن الأعراض المبكرة لها؛ ارتفاع ضغط الدم، وظهور بروتينات في البول، وقد تظهر أعراض أخرى، مثل: انتفاخ الأقدام، والوجه، والكاحل، واليدين، والصداع شديد، ومواجهة مشاكل على مستوى الرؤية، والشعور بألم أسفل القفص الصدري.
التعليقات