ناقشت جلسة بعنوان "فيسبوك يغير المشهد الإعلامي" ضمن فعاليات اليوم الأول للدورة السابعة عشرة لمنتدى الإعلام العربي حاضر فيها باتريك ولكر مدير الشراكات الإعلامية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في فيسبوك أهمية التأثير الإيجابي للمحتوى الذي يشارك به مستخدموه وكيفية التأكد من عدم التأثير السلبي في المتلقين أو أنه يخدم أهدافا معينة لفئة ما خاصة السلبية منها فضلا عن استعراض التقنيات والأساليب الحديثة التي يستخدمها القائمون على الموقع لاجتذاب شرائح أكبر وتفعيل صلاتهم فيما بين مجتمعاتهم، ومن ضمنها تقنية "فيسبوك ووتش".
وبدأ ولكر بالتعريف بنفسه كونه كان صحفيا في قناة "بي .بي .سي" الإخبارية، منذ أكثر من 20 عاما واستعرض المعاناة التي كان يعانيها الصحفيون في إرسال أخبارهم عبر الأقمار الصناعية فضلا عن الصور التي كانت تأخذ وقتا طويلا للوصول للمتابعين في كل أنحاء العالم، لافتا إلى أن الهاتف النقال كان حينها لا يعدو كونه وسيلة اتصال فقط.
وأضاف إنه مع التطور التكنولوجي الكبير الذي حدث خلال السنوات الماضية أصبح للهاتف النقال فائدة عظيمة وبات أداة إخبارية يمكنها إيصال المعلومات في اللحظة ذاتها، ومن ثم بدا التعامل مع صياغة الأخبار التي تنتقل عبره أمرا حتميا بحيث تكون رسائل قصيرة ومعبرة فضلا عن أهمية اتسامها بالدقة التي ستؤثر بالتأكيد في المتابعين لها من حيث صدقيتها من عدمه.
وأوضح أن الفيسبوك أصبح واحدا من أهم المنصات الإخبارية حول العالم، بما يمثله من شبكة ربط مجتمعي عالمي كبيرة جدا منوها إلى أنه بناء على ذلك فقد كان الهاجس الأكبر بالنسبة لهم كقائمين على الموقع هو كيفية تعزيزه بكل الإمكانات التقنية والفنية التي تلبي رغبات المستخدمين كافة وعكس وتلبية رغباتهم فيما يقدم لهم أو يشاهدونه مستشهدا في الوقت نفسه بتقنية رؤية الصور بزاوية 360 درجة التي تتيح رؤية واضحة للحدث.
و لفت ولكر إلى أهمية التصدي لمن يتلاعبون بمصداقية الأخبار المتناقلة وبث السلبيات التي قد تضر مجتمعات بعينها خاصة أنه قد يصل عدد المتابعين لبعض الأخبار إلى ملايين ما يعكس أهمية مراقبة المحتوى المقدم، مؤكدا أنهم يسعون بكل قوة لمحاربة القوى صاحبة الأغراض الضارة التي تريد سوءا لمجتمعات بعينها، وهذه رسالة يعتزون بها كثيرا.
وقال إن رسالتهم في "فيسبوك" تخطت كونها وسيلة لتقريب الناس فقط لتمتد إلى تأكيد تعزيز قيم وإيجابيات تنقل المجتمعات لآفاق أرحب وأفضل مشيرا إلى أنهم بدأوا في تغيير وتطويع الخوارزميات الرقمية التي يستخدمونها ليتمكنوا من خلالها من معرفة اهتمامات كل الأشخاص في المعروض على الصفحات الخاصة بهم وترشيحها لهم بشكل دوري، كونها أصبحت ضمن اهتماماتهم، وأنهم بذلك يكرسون فكرة أن يكون الفيسبوك منصة اجتماعية عائلية والعمل على تحفيز أفرادهم للتفاعل الجيد فيما يشتركون فيه من اهتمامات.
ونصح مدير الشراكات الإعلامية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في فيسبوك المستخدمين بالتركيز على ما هو مهم بالنسبة لهم وعدم إهدار الوقت فيما لا يفيد والمحتوى الذي تطرحه الصورة أو المعلومة في القصة أو الخبر، فضلا عن التفكير جيدا قبل ارسال أي مشاركة للآخرين ومعرفة أهميتها ومنفعتها من عدمه بالنسبة إليهم.
وقال ولكر إن هناك أكثر من مليار شخص يتفاعلون على صفحات الفيسبوك كل شهر على الأقل بكل المجالات، وهذا يعكس بقوة التفاعل الكبير بين جميع المجتمعات حول العالم، ضاربا مثلا بالعديد من القضايا التي أثارت الرأي العام العالمي، ومن ضمنها على سبيل المثال خروج إنجلترا من الاتحاد الأوروبي، والتي أحدثت ردة فعل هائلة في هذا العالم الافتراضي.
و أوضح أنهم بدأوا في فيسبوك قبل عام تقديم منتجات عدة بالتعاون مع عدة شركات عالمية للتأكد من أن القصص والأخبار التي ينقلونها نزيهة وصادقة وموثوقة المصدر لافتا إلى أن هذه الخطوة سيكون لها تأثير إيجابي في المستقبل بشكل كبير ولافت حتى أن هناك الكثيرين من الصحفيين والمهتمين حول العالم أصبحوا شغوفين بمعرفة كيفية طريقة عملهم هذه نظرا لأهميتها وموضوعيتها.
وتطرق إلى تقنية "فيسبوك ووتش" والذي يريدون من خلالها أن يكونوا منصة تفاعلية عالمية وأن هناك إقبالا على المقاطع التي لا تتخطى مدتها 10 دقائق وأنهم بصدد النظر في كيفية تأثيرها إذا ما زادت مدة هذه المقاطع مستقبلا، داعيا في الوقت ذاته الجميع إلى تحميل ما يرغبون في نشره لأهمية ذلك وتأثيره في محيطهم خاصة إذا كانت هذه المقاطع إيجابية ومؤثرة، وأنهم أوجدوا تقنية لإشعار كل الأعضاء على الصفحة بتحميل هذه المقاطع الجديدة للتفاعل معها.
وذكر تجربته مع أحد الشباب الإماراتيين النشطين في تحميل هذه المقاطع التصويرية مبديا إعجابه الشديد به خاصة أن هذا الشاب يحمل رسالة وقيما أخلاقية، يريد من خلالها عكس المجتمع الذي يعيش فيه ونقله للعالم أجمع.
و أوضح أنهم كمسؤولين يدعمون مثل هذه النماذج الإيجابية التي تستخدم المعلومات الصحيحة والتحليلات المبنية على وثائق ومعلومات حقيقية، والتي تعكس القيم الخيرة والبناء على مجهوداتهم لإيجاد مجتمعات إيجابية تحمل معايير أخلاقية ومثالية فيما بينها، ما ينعكس على كافة الشرائح المجتمعية الأخرى.
التعليقات