كشف الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، استشاري طب الأطفال، زميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، عن حقائق علمية جديدة تتعلق بمرض الإيدز (متلازمة نقص المناعة المكتسبة)، جاءت نتائج 8 أبحاث علمية عالمية، سيتم نشرها خلال العام المقبل.
وأكد بدران، في حديث خاص اليوم الخميس لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بمناسبة الاحتفال غدا باليوم العالمي لمكافحة الإيدز، أهمية تمتع مرضى الإيدز بالرعاية الصحية والنفسية، وممارسة الرياضة قدر المستطاع، وكذلك أهمية نشر الوعي بين الشباب، بأن الجنس المحفوف بالمخاطر يدمر الأسرة في المستقبل، ويترتب عنه "أيتام الإيدز"، حيث هناك 70 ألف يموتوا يوميا بسبب الإيدز، ومن المتوقع أن يصل عدد الأطفال في جميع أنحاء العالم الذين فقدوا أحد والديهم أو كليهما بسبب الإيدز إلى 30 مليون نسمة.
وقال، إن الأبحاث التي أجريت عالميا، أكدت أن 208 أشخاص يكتسبون العدوى بمرض الإيدز كل ساعة، وأن معظم الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في أفريقيا جنوب الصحراء، مشيرا إلى أنه حتى الآن لا يوجد تطعيم ضد الإيدز بالرغم من الفهم المتقدم لفيروس المرض، حيث وصل عدد أبحاث الإيدز عالميا 331 ألفا و 723 بحثا منذ بداية الوباء، وإجراء الدراسات على حوالى 40 نوعا من التطعيمات التجريبية، وذلك لأن أجهزة المناعة البشرية عمياء تجاه فيروس الإيدز المتغير سريعا، ولا تكتشف العدوى إلا بعد حدوثها، إلى جانب أن فيروس نقص المناعة البشرية له فترة حضانة طويلة قبل ظهور الأعراض يختبئ خلالها في الحمض النووي للشخص المصاب، ولا يمكن للجسم العثور عليها وتدمير كل النسخ المخفية من الفيروس.
وأضاف بدران، أنه لا شفاء من مرض الإيدز، لكن العلاج مفيد جدا والفحص هام لبدء العلاج، إذ أنه يؤخر الوفاة، ويمنع فيروس المرض من التكاثر داخل جسد المصاب، ويقلل من فرص انتقاله من الأم لطفلها، ويمكن أن تقلل العلاجات الجديدة من خطر انتقال فيروس الإيدز من الأم إلى طفلها إلى 2 في المائة أو أقل.
ونوه إلى إطلاق برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز، تقريرا جديدا يبين ارتفاع نسبة الحصول على العلاج بدرجة كبيرة، حيث كان هناك قبل 17 عاما 685 ألف شخص مصابون بفيروس المرض يحصلون على العلاج المضاد للفيروسات، وبحلول شهر يونيو الماضي، أصبح بإمكان 20.9 مليون شخص الحصول على الأدوية المنقذة للحياة.
وشدد بدران، أن أمراض القلب والأوعية الدموية من الأسباب الرئيسية للوفيات في المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، حيث أثبت بحث حديث سينشر في شهر فبراير المقبل أن فيروس الإيدز يعوق إنتاج الطاقة بواسطة الميتوكوندريا الموجودة في الخلية، ويحرم الخلايا من الالتهام الذاتي الذي ينظف الخلايا من المكونات المعطوبة والقمامة الخلوية، مشيرا إلى نتائج بحث آخر حديث ينشر في فبراير المقبل أيضا يعزز أهمية ممارسة الرياضة حتى مع الإصابة بالإيدز، حيث تنشط الرياضة وتحفز المناعة، وتكسب الاسترخاء النفسى، الذي يقلل من التوتر الذي يقلل المناعة.
ولفت إلى أن السبب الأول في وفاة مرضى الإيدز حاليا هو الدرن، حيث يزيد الإيدز من احتمال إصابة الأشخاص بالدرن 30 ضعفا، ويقتل ثنائي الإيدز والدرن 400 ألف شخص سنويا أي (بنسبة 40 في المائة)، وأكثر من 95 في المائة من الحالات والوفيات في البلدان النامية، وتزيد قلة المناعة وتدخين التبغ من فرص العدوى بميكروبات الدرن وخطر الإصابة به، لافتا إلى أنه رغم انخفاض معدلات الإصابة بالدرن عالميا، فإن المعدلات تزداد سنويا في المناطق الموبوءة بالإيدز (بسبب نقص المناعة) لتصل إلى 70% في بعض الدول الأفريقية.
وذكر خبير المناعة، أربعة أسباب أدت إلى عودة انتشار الدرن في كثير من دول العالم، وهي: ضعف جهاز المناعة خاصه بظهور وباء الإيدز، وانتشار الوجبات السريعة غربية النمط التي تنقص المناعة، وتلوث الهواء والمخلفات الصناعية والتدخين وسوء التهوية والازدحام، وكثرة استخدام مضاد حيوي خاص بميكروب الدرن في علاج التهابات الحلق أوالجيوب الأنفية، مما جعل ميكروبات الدرن تقاوم العلاج، مشددا على ضعف مقاومة ميكروبات الدرن للعلاج في الإيدز، حيث يوجد حاليا 10.4 مليون شخص مصابون بمرض الدرن، وأن هناك 1,4 مليون إصابة جديدة بالدرن في المصابين بالإيدز سنويا، ٧٤ في المائة منهم في قارة أفريقيا.
وتابع، أن الدرن المقاوم للأدوية المتعددة لا يزال يشكل أزمة صحية عامة عالميا، وخلال الفترة بين عامي (٢٠٠٠، ٢٠١٦) تم إنقاذ ما يقدر بـ 53 مليون شخص من خلال تشخيص الدرن والعلاج، مشيرا إلى أن القضاء على وباء الدرن بحلول عام 2030 يعد من بين الأهداف الصحية لأهداف التنمية المستدامة.
وذكر، أن النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بالإيدز، ويرجع ذلك لضعف أجسامهن وزيادة مساحة البطانة الداخلية المخاطية للأجزاء التناسلية، مقارنة بالرجال، وتعرضهن للعنف الجنسي، الذي يهتك هذه البطانة، وإجبارهن أحيانا على ممارسة الجنس مع مصابين بالإيدز، واصفا أعراض الإصابة بالإيدز، بأنها تتمثل في تضخم العقد الليمفاوية في العنق والإبط، والإعياء المستمر ونقص الوزن بصورة واضحة، والإصابة بإسهال دون سبب واضح لعدة أسابيع وضيق التنفس والسعال الجاف، وظهور بقع حمراء على الجلد أو الفم.
وتابع، أنه عالميا 53 في المائة من المصابين بالمرض يتلقون العلاج و43 في المائة من الأطفال يتلقون أيضا العلاج، وأن 19.5 مليون شخص حصلوا على العلاج المضاد للفيروس في العام الماضي، وأن الأحياء المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية حاليا في العالم يصل عددهم لحوالي 63 مليون شخص، منهم 2.1 مليون طفل، 2.1 مليون مراهق، وأن هناك مليون شخص يموتون سنويا، بسبب الأمراض المرتبطة بالإيدز و120 ألف طفل سنويا.
وأضاف بدران، أن هناك 76.1 مليون شخص أصيبوا بفيروس نقص المناعة البشرية منذ بداية الوباء، توفي منهم 35 مليون شخص، بسبب الأمراض المرتبطة بالإيدز منذ اكتشافه وحتى الآن، وفي عام 2000، كان هناك 5.7 ملايين إصابة جديدة بفيروس الإيدز لدى المراهقين، مشيرا إلى أن قارة أفريقيا هي الأكثر تضررا، بحسب تقديرات اليونيسيف، وبدون اتخاذ إجراءات تصحيحية، فإن الإصابات الجديدة للمراهقين ستزداد باضطراد في العقد المقبل، لتصل إلى 3.5 مليون إصابة جديدة بين المراهقين بحلول عام 2030 ، أي أنها ستزيد بنسبة 13 في المائة سنويا بحلول عام 2030.
وشدد أن مكافحة فيروس الإيدز هو أحد الأهداف الإنمائية للألفية، وأن التمييز العنصري ضد المرضى، يقلل من فرص نجاح الوقاية، ويزيد من معدل انتشار المرض، منوها إلى حتمية تغيير تعامل المجتمع مع المرض بالتثقيف الصحي من أجل الوقاية، والتشخيص المبكر وتشجيع الفحص الطوعي والعلاج، وتقبل المرضى في المجتمع، للاستمرار في الحد من نسب الإصابة، مع توفير الدعم والتوعية والعلاج للمصابين، إلى جانب الحاجة الماسة إلى تعزيزات صحية مبتكرة وفعالة لزيادة اختبارات فيروس نقص المناعة البشرية، وإزالة الحواجز النفسية لدى الفئات المعرضة والتي لم يسبق لها الفحص المختبري من قبل.
وطالب بتفاعل المؤسسات الاجتماعية والسياسية والمساجد والكنائس والمدارس والجامعات للوقاية، حيث يبنى الإيمان حواجز الوقاية من العدوي، وتشجيع الزواج المبكر ومحاربة العلاقات الجنسية الشاذة، والتأكد من احتمالات الإصابة بفيروس الإيدز قبل التفكير بالزواج، والحفاظ على حقوق المرضي المصابين بالإيدز وتثقيفهم صحيًا حتى لا ينقلوا العدوى للآخرين.
التعليقات