أعلنت "دبي الذكية" عن تعميم مشروع نظام "مالية بلا ورق"، والذي تنفذه مؤسسة حكومة دبي الذكية التابعة لها على عدة جهات حكومية في إمارة دبي، بهدف تحويل جميع العمليات المالية إلى رقمية بالكامل وأهمها إلغاء العمليات الورقية من وقت استلام الفواتير وانتهاء بالتحويل الآلي للدفعات.

يأتي ذلك كترجمة عملية لمبادرة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي بالتحول لحكومة مستقبلية بلا زيارات ولا ورق بحلول عام 2021 وفي إطار استراتيجية دبي الذكية للإشراف على عملية تحول حكومة دبي نحو النموذج الذكي.

كانت دبي الذكية طبقت النظام داخل مؤسسة حكومة دبي الذكية، حيث أثبت نجاحه في توفير الوقت والجهد إلى جانب تقديمه لخدمات آمنة وسريعة تحقق رضا وسعادة المزودين للخدمات ولا تتطلب إجراء معاملات ورقية للخدمات المختلفة.

وشهدت المرحلة الأولى من المشروع تطبيق النظام في كل من هيئة الطرق والمواصلات وهيئة الصحة بدبي حيث تعمل دبي الذكية حاليًا على التنسيق لتعميم المشروع على كافة الجهات الحكومية في إمارة دبي.

وقالت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر مدير عام دبي الذكية "إنه - وترجمة لرؤية القيادة - فلا وقت للانتظار.. فالمستقبل لا ينتظر أحدا لذا فقد قمنا وبالتزامن مع مبادرة الاحتفال بآخر معاملة ورقية عام 2021 بإطلاق هذا المشروع الذي لا ينحصر أثره باستبدال المعاملات الورقية بأخرى رقمية ولكن في توفير الوقت والجهد والارتقاء بالإنتاجية للطرفين المؤسسة الحكومية والموردين.. وخطة عملنا واضحة وقائمة على ترجمة رؤية دبي الذكية 2021".

واعتبرت أن "حياة بلا ورق" مثالا على أسلوب حياة المستقبل الذي نريد أن نتيحه للجمهور منذ الآن ومبادرة "مالية بلا ورق" مثال للعديد من المبادرات التي تسعى دبي الذكية عبرها لجعل كافة خدمات المدينة في متناول أيدي الناس متى أرادوا وأينما كانوا.

وأكد حميد محمد القطامي رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة بدبي أن الهيئة ملتزمة بتسريع خطواتها نحو أتمتة أنظمتها وخدماتها للتخلص من المعاملات الورقية التي تعمل على إحلالها بشكل متكامل يعتمد على أفضل التقنيات والأساليب الذكية وذلك في ضوء ما سبق وأن أعلنه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي أكد أن إمارة دبي ستحتفل بنهاية عصر المعاملات الورقية الحكومية بإصدار آخر وثيقة حكومية مطبوعة بحلول العام 2021 .

وقال إن هيئة الصحة بدبي قطعت شوطاً مهماً في التخلص من المعاملات الورقية وذلك من خلال مبادراتها وتطبيقاتها وبرامجها الذكية التي تم تنفيذها على مستوى المشروعات والقطاعات الطبية.. لافتاً معاليه إلى أن الهيئة ومن خلال نظام " مالية بلا أوراق " تكون قد مضت في خطوط متوازية تشمل كافة مجالات العمل والخدمات .

وأوضح أن الهيئة تحولت إلى نظام " مالية بلا أوراق " عبر ما أسمته الهيئة " نظام المورد الذكي والمصروف الذكي " حيث تخلصت " صحة دبي " بشكل نهائي من جميع المعاملات المالية الخاصة بالموردين وكذلك المعاملات الداخلية للقطاعات والإدارات وذلك بعد نجاحها في إنجاز 11 ألفا و 651 معاملة إلكترونياً خلال فترة تجريب النظام العام الماضي.

من جهته، قال وسام لوتاه المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية " وضعنا بصفتنا الذراع التقني لحكومة دبي الذكية خارطة طريق لمجموعة من الحلول المبتكرة لتحقيق هدف حكومة بلا ورق ولا زيارات.. و(مالية بلا ورق) ستتيح للجهات الحكومية استثمار الوقت والموارد المخصصة للمعاملة الورقية في الارتقاء الدائم بعملياتها ومستوى الخدمات المقدمة للجمهور بما ينعكس على التميز منظومة العمل الحكومي ككل".

وأوضح أن توظيف المنصات الرقمية دعامة رئيسية في الارتقاء بمستويات رضى المتعاملين بمختلف فئاتهم وضمنهم الموردين وتخدم هدف المؤسسة الاستراتيجي بالمساهمة في جعل دبي المدينة الأسعد علي وجه الأرض.

بدوره .. أثنى عبدالله المدني المدير التنفيذي لقطاع خدمات الدعم التقني المؤسسي في هيئة الطرق والمواصلات في دبي على الجهود الحثيثة التي تبذلها دبي الذكية في سبيل الارتقاء بمكانة دبي في جميع المجالات ومنها التطبيقات والخدمات الذكية التي أصبحت العلامة البارزة للإمارة بين مختلف مدن وحواضر العالم المتطوّرة.

وأكد المدني الحرص المتواصل لهيئة الطرق والمواصلات على دعم وتطبيق جميع المبادرات الذكية التي تطلقها الحكومة الرشيدة بما ينسجم وتوجهات الحكومة في العمل الدؤوب على تحويل مدينة دبي إلى أذكى مدينة في العالم في أقل من ثلاث سنوات.

وأعرب عن الفخر بأن هيئة الطرق والمواصلات كانت السباقة في تطبيق مبادرة " مالية بلا ورق " التي أطلقتها دبي الذكية لجميع الهيئات والمؤسسات والدوائر الحكومية في إمارة دبي نظرا لما لهذه المبادرة من تأثير إيجابي على سير المعاملات المالية في الهيئة وتعزيز العلاقات المالية بين الهيئة ومورديها ومتعامليها من مختلف الشركات والمؤسسات المنضوية تحت مظلة مجتمع الأعمال في الإمارة.

وكانت عمليات الدفع للمزودين تمر بعدة مراحل تقليدية تتطلب الحضور الشخصي للمورد لتسليم الفاتورة إلى جانب عملية الانتظار لمراجعة الفواتير والأوراق المطلوبة وانتهاء بطريق الدفع التقليدية كالشيكات أو التحويل للحساب بطريقة يدوية.

من خلال نظام " مالية بلا ورق " ستنتقل هذه العملية من كونها تقليدية إلى عملية رقمية بالكامل بحيث يدخل المزود الفواتير والأوراق المطلوبة عبر بوابة " إي سبلاير بورتل" وتتم مراجعتها واعتمادها من داخل النظام بطريقة مؤتمتة بالكامل ومن ثم يتم التحويل البنكي للمبلغ المطلوب بشكل آلي إلى حساب المستفيد دون أي حاجة لنماذج ورقية أو إمضاءات حسب الطريقة التقليدية.

كما سيستفيد الموظفون في الجهات الحكومية من النظام حيث يمكنهم من استرداد قيمة الفواتير في مختلف المجالات من خلال خطوات بسيطة وسهلة وسريعة من خلال بوابة " آى إكسبنس".

ومن جهة أخرى يتيح نظام "مالية بلا ورق" توفير مؤشرات أداء على دورة الدفع بشكل كامل الأمر الذي يمكّن الجهات المعنية من التعرف على أي خلل أو تأخير قد يحدث ومعالجة هذه التحديات.