خطورة الدراما

خطورة الدراما

عبدالمحسن سلامة

كان الرئيس عبدالفتاح السيسى غاضبا ـ ومعه حق ـ فى تعليقه على بعض الأعمال الدرامية التى تتم إذاعتها خلال شهر رمضان فى بعض القنوات الفضائية لأنها تحرض على أعمال البلطجة والعنف، وتعلى من شأن البلطجية، والمجرمين، وتجعل من بعض تصرفاتهم الشاذة والعربية تصرفات عادية، واحيانا تصرفات بطولية.

الدراما والسينما والمسرح والإعلام من أخطر الوسائل التى لها تأثير مباشر على سلوك الأفراد، ويظهر هذا بسرعة فى تصرفات بعض الأشخاص، ويمتد التأثير إلى المظهر الشخصى أيضا فى بعض الأحيان.

نعم هناك بلطجية ومنحرفون فى المجتمع المصري، وفى كل مجتمع، لكن لا يجب تقديم هذه النماذج وكأنها ظواهر عامة، لان الخير والشر موجود أن منذ بدء الخليقة حتى قيام الساعة، وما قصة هابيل وقابيل إلا تأكيد على ذلك حينما وقعت أول جريمة قتل فى تاريخ الإنسانية رغم أن الدنيا كانت متسعة، والخير وفير، لكنها النفس البشرية الأمارة بالسوء دائما.

هناك نماذج شريرة، وفاسدة، ومنحرفة، لكنها تظل أقلية شاذة، ولينظر كل شخص حوله سيجد أن هناك بعض الأشرار لكن الأغلبية دائما تكون من الأخيار، والأسوياء، والطبيعيين فى مختلف المجالات.

هناك أعمال درامية وسينمائية رائعة كثيرة قديما وحديثا، وقد نجحت بعض هذه الأعمال بشكل كبير مثل مسلسل «أبو العروسة» وغيره من المسلسلات.

على الجانب المقابل فقد ظهرت بعض المسلسلات خاصة تلك التى يتم بثها من بعض الفضائيات العربية مملوءة بالدم والعنف والبلطجة.

الخطورة ان اعتياد الرؤية والمشاهدة لمثل هذه الأعمال يسهم فى تعميق التعايش مع تلك الأفعال السيئة، ويجعل منها امرا اعتياديا على مسماعنا وأعيننا.

على سبيل المثال فقد لعبت مسرحية مدرسة المشاغبين دورا سلبيا خطيرا فى التأثير على سلوكيات التلاميذ داخل المدارس، كما لعبت أفلام المقاولات دورا سلبيا فى انحدار الذوق العام.

أتمنى أن ينجح قرار رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى الأخير بشأن تشكيل مجموعة عمل بشأن وضع تصور مستقبلى للدراما والإعلام فى إعادة ضبط مشهد الدراما والأفلام والمسرحيات لتكون إضافة حقيقية وواقعية فى هذا المجال بعيدا عن النماذج الشاذة والسيئة.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات