جريمة قبل السحور

جريمة قبل السحور

عبدالمحسن سلامة

كانت الساعة تقترب من الثانية صباحا، وكنت أتابع القنوات الاخبارية قبل السحور وصلاة الفجر، وفجأة قرأت الأخبار العاجلة، حيث قامت القوات الجوية الإسرائيلية بضرب غزة، والحقت اضرارا مادية بالغة تمثلت فى مئات الشهداء والجرحى بعد قصف العديد من المبانى السكنية.

من المؤكد أن هناك تنسيقا إسرائيليا ـ أمريكيا فى العدوان على غزة، ويأتى فى إطار الضغط على المقاومة الفلسطينية للافراج عن الأسرى دون مقابل.

إسرائيل خالفت ما قامت بالتوقيع عليه، وتريد فرض واقع مختلف تكون بموجبه هى صاحبة القرار الأول والأخير فى التدخل عسكريا فى أى وقت وحسب تقديراتها.

للأسف مبعوث الرئيس الأمريكى «وتيكوف» قدم مقترحا غير مقبول يتماشى مع المقترحات الإسرائيلية الرامية إلى تحرير الأسرى الإسرائيليين دون مقابل، متجاهلا الخطة الإسرائيلية الأمريكية التى تتضمن 3 مراحل.

كان الرئيس الأمريكى ترامب يتغنى بهذه الخطة، ويعلن انه كان وراء انجازها، والآن هو يتجاهلها، ويقدم مقترحات جديدة مغايرة لها تماما.

حماس رفضت المقترحات وتمسكت بما تم الاتفاق عليه بضمان الوسيط الأمريكى والوسطاء العرب (مصر وقطر).

الجريمة البشعة التى ارتكبتها إسرائيل مساء أمس الأول كانت قبل السحور، حيث كان البعض نائما وآخرون مستيقظين استعدادا للسحور وصلاة الفجر.

كل الشهداء هم من المدنيين الفلسطينيين من بينهم العديد من النساء والأطفال، وهى جريمة حرب كافية لهز الرأى العام العالمي، لكن للأسف الشديد يتم التعتيم على تلك الجرائم البشعة بشكل غير مسبوق.

دونالد ترامب يريد تأديب العالم كله على «مقاسه»، و«مزاجه»، وهو يريد فرض الاستسلام وليس السلام على الفلسطينيين، وإيران، واليمن، وكل من يعارض إسرائيل ويرفض سلوكها العدوانى والهمجي، وتلك هى المشكلة الحقيقية.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات