اليد «المبتورة»

اليد «المبتورة»

عبدالمحسن سلامة

فى رمضان، وقبل الإفطار، نجح فريق طبى من مستشفى قصر العينى فى التحدي، حينما استقبل قسم الطوارئ شابا «20 عاما» ويده مبتورة.

لم يتهرب الأطباء، ولم يفضلوا الإفطار على إنقاذ الشاب، بل سطروا ملحمة بطولية رائعة، ولم يتأخروا لحظة واحدة عن إنقاذ الشاب.

القصة نشرتها صحيفة الأهرام أمس فى صفحتها الأولي، وكتبتها الزميلة هبة على حافظ محررة التعليم الكفء والمتميزة، وروت فيها قصة نجاح أطباء قصر العينى فى زراعة يد الشاب المبتورة، بعد جراحة استغرقت 11 ساعة كاملة.

11 ساعة كاملة بدأت قبل الإفطار وانتهت مع أذان الفجر، وربما كان افطار وسحور الفريق الطبى مياها وتمرا، لكن سعادتهم كانت غامرة، والصورة المنشورة تعبر عن ذلك بوضوح.

لم يفكر هؤلاء الأبطال فى الإفطار، والسحور، أو استمرار الصيام ليوم ثان دون افطار أو سحور حقيقى باستثناء رشفات مياه، وبعض من الأغذية السريعة.

ما حدث هو بمثابة تحدى الأبطال الذين قدموا النموذج والقدوة فى العمل، والإخلاص، والكفاءة، والإيمان الحقيقى الأصيل بعيدا عن المظهر، والخداع.

هؤلاء الأبطال يستحقون التكريم والتقدير من وزيرى التعليم العالى، والصحة، وأن يشارك فى تكريمهم رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى.

أتمنى أن يكون التكريم فى رمضان أيضا، وقبل انتهاء الشهر لتسليط الضوء على النموذج الإيجابى الحقيقى للشعب المصرى، بعيدا عن المسلسلات التافهة، أو الكسل واللامباة من البعض فى شهر رمضان.

ما حدث قصة حقيقية ملهمة، تستحق التكريم بما يليق بها، لتأكيد أن الطب المصرى بخير، وأنه قادر على تقديم أفضل خدمة طبية فى ظل الظروف الصعبة.

كل الشكر والتقدير لهؤلاء الأبطال وما قدموه من إنجاز رائع رغم الصيام.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات