غزة.. أمن قومى

غزة.. أمن قومى

عبدالمحسن سلامة

يحسب للرئيس عبدالفتاح السيسى موقفه القوى والواضح فى رفض خطة تهجير الفلسطينيين من غزة، وصد كل المحاولات منذ بداية الحرب على غزة، وكذلك رفض خطة ترامب المسمومة التى حاول الرئيس الأمريكى ترويجها.

غزة أمن قومى مصرى، وأى محاولة للعبث فيها هى تهديد مباشر للأمن القومى المصرى، ونقل الصراع على حدود مصر ومعها.

يصب فى هذا الاتجاه قيام بعثة مصرية غير رسمية بالسفر إلى واشنطن تضم نخبة من الدبلوماسيين والاكاديميين ورجال الأعمال لتأييد الموقف الرسمى المصرى الرافض لتهجير سكان غزة طوعا أو قسرا.

من المقرر أن تقوم البعثة بما يشبه حملات طرق الأبواب ولقاء مسئولين وسياسيين واكاديميين أمريكيين لتوضيح مخاطر مخططات تهجير سكان غزة، وشرح آثارها السلبية الخطيرة على منطقة الشرق الأوسط، وكذلك تأثيراتها السلبية على مستقبل العلاقات العربية ـ الأمريكية.

ميزة هذه البعثة أنها غير رسمية لكنها تضم كوادر سياسية ودبلوماسية وأكاديمية مهمة، وعلى رأسهم عمرو موسى وزير الخارجية وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق. ود. حسام بدراوى، ومنير فخرى عبد النور، وغيرهم من الاسماء محل التقدير والاحترام على المستويين الشعبى والرسمى.

تشكيل هذه البعثة وقيامها برحلتها إلى واشنطن يعكس وحدة الموقف المصرى الشعبى والرسمى الرافض لخطط التهجير، والرفض المصرى المطلق لتصفية القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المصرية والعربية المحورية الأولي.

تريد إسرائيل محو اسم فلسطين من الخريطة العالمية، لتكون بداية نقل الحرب إلى مناطق أخرى فى مصر، والأردن وسوريا، وبعدها المملكة العربية السعودية وباقى الدول العربية.

ولم يخجل نيتانياهو حينما أعلن بكل وقاحة عن رغبته فى قيام الدولة الفلسطينية على أراضى المملكة العربية السعودية، وكأنه يمنح، ويمنع، ويقرر مصير المنطقة كلها من المحيط إلى الخليج.

يمارس نيتانياهو سياسة الضغوط القصوى على الفلسطينيين والمنطقة كلها لتنفيذ أجندته الإرهابية، وجاءت عملية طوفان الأقصى لتكون المبرر لتنفيذ خطته الشيطانية فى تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد.

يؤكد ذلك ما يفعله الآن فى الضفة الغربية، وبالتحديد فى مخيم جنين، حيث يتعرض المخيم الآن لنفس الأهوال والكوارث التى تعرض لها قطاع غزة.

المنطقة العربية الآن كلها على «المحك»، ولابد من التصدى بقوة لكل تلك المخططات الشيطانية. لأن البديل سوف يكون صعبا وعسيرا على الجميع.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات