كنت أتمنى أن يطالب ترامب بترحيل المهاجرين إلى إسرائيل كما فعل مع المهاجرين إلى أمريكا، وليس كما صرح بترحيل الفلسطينيين من أراضيهم إلى مصر والأردن.
الفلسطينيون هم أصحاب الأرض الحقيقون أما الإسرائيليون فمعظمهم جاء من دول أخري، وقد يكون من المهم إعادة هؤلاء المهاجرين إلى أوطانهم الحقيقية كما فعل ترامب مع المهاجرين إلى أمريكا.
لو تم ترحيل المهاجرين إلى إسرائيل لبلدانهم الأصلية فلن تكون هناك مشكلة على الإطلاق، لأن اليهود المقيمين فى الأراضى الفلسطينية كانوا يمثلون 1.7% من عدد السكان الفلسطينيين فى الأراضى الفلسطينية، وهؤلاء هم يهود فلسطينيون مثلهم مثل المسيحيين الفلسطينيين، وهم مرحب بهم فى الأراضى الفلسطينية مثل غيرهم.
المشكلة كلها جاءت نتيجة الهجرة والنزوح لليهود من الخارج إلى فلسطين، وهؤلاء لو تم ترحيلهم وإعادتهم إلى أوطانهم كما فعل ترامب مع المهاجرين إلى أمريكا فسوف تقام دولة فلسطينية متعددة الأعراق والديانات مثلها مثل غيرها من الدول العربية، وكل دول العالم.
صحيح أن أوطانهم الأصلية لن تكون «مرحبة» بهم لأسباب كثيرة ومعروفة تاريخيا كما حدث فى ألمانيا وروسيا والعديد من دول العالم الأخرى، لكن ببعض الإغراءات والضغوط والتدخلات يمكن حل المشكلة وإعادة المهاجرين اليهود لأوطانهم الأصلية.
هذا هو المنطق والعقل، أما أن يطالب الرئيس الأمريكى ترامب بترحيل الفلسطينيين فهذا هو، غير المنطقى، وغير العقلانى، وربما الجنون بعينه، لأنهم هم أصحاب الأرض، وليسوا مهاجرين غير شرعيين جاءوا لاحتلال أرض الغير، فى حين لم يكن هناك أى معاداة لليهود فى فلسطين أو الدول العربية.
أعتقد أن الدول العربية سوف ترحب بعودة اليهود الذين هاجروا منها إلى فلسطين، ولن تمانع فى ذلك، لأن الدول العربية لم تضغط عليهم لكى يهاجروا إلى فلسطين.
هم هاجروا طوعيا، ومن حقهم العودة إلى أوطانهم الأصلية سواء كانت دولا عربية أم أجنبية.
تصريحات ترامب الأخيرة «معكوسة» و«مخيبة للآمال»، ولابد من وقفة عربية موحدة، خاصة فيما يتعلق بدول مجلس التعاون الخليجى ومصر والأردن لإعادة السلام والاستقرار إلى المنطقة وليس إشعالها بتلك «التصريحات المغلوطة».
التعليقات