‏مسح غزة..!

ما كنا نسمعه قبل ذلك من المتطرفين، والإرهابيين فى إسرائيل من ضرورة «مسح غزة من الوجود» تنفذه الآن حكومة بنيامين نيتانياهو.

الحكومة الإسرائيلية تقوم فعليا بمحاولة مسح غزة من الوجود، حيث بدأت فى الشمال، ثم انتقلت إلى الجنوب، وهى الآن تقوم بمسح خان يونس، وبعدها سوف تنتقل إلى رفح.

إلى أين يذهب السكان؟!.. ينتقلون من مكان إلى آخر فى أسوأ عملية تهجير منذ نكبة ١٩٤٨ والعالم صامت، ويكتفى بموقف المتفرج خوفا من البطش الأمريكي.

أمريكا هى الراعى الرسمى للإرهاب الإسرائيلي، وهى تقوم الآن بالتدخل فى الحرب بشكل مباشر، بعد أن قامت بقصف العديد من الأهداف فى مواقع بسوريا، والعراق لتأمين إسرائيل، ومساعدتها فى أعمال الإبادة، والتصفية فى غزة.

أمريكا تعلم جيدا أن سر الأزمة الآن فى المنطقة هو الحرب على غزة، وأن مفتاح الهدوء يكمن فى بدء وقف فورى لإطلاق النار، وبعده على الفور سوف تصمت البنادق فى كل مكان ولو إلى حين.

الحل النهائى يكمن فى إقامة الدولة الفلسطينية، ولا بديل عن ذلك مهما تفعل إسرائيل.

أعمال الإبادة، والتصفية فى غزة لن تُنهى الصراع فى المنطقة، ولا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية.

دخول أمريكا فى الحرب بشكل مباشر، كما تفعل الآن، يهدد بتوسيع رقعة الصراع فى الشرق الأوسط، ومن الممكن أن يتحول إلى حرب عالمية ثالثة فى حالة اتساع الصراع، ودخول أطراف إقليمية، ودولية أخري.

مشكلة بايدن أنه فشل فى إدارة ملف الحرب على غزة منذ بدايته بانحيازه الأعمي، والمطلق لإسرائيل فى حربها العدوانية، وهو لا يجد مخرجا من ذلك بعد أن شارك فى «مجلس الحرب»، ووضع كل الإمكانات الأمريكية المادية، والعسكرية تحت تصرف حكومة نيتانياهو، والآن يتورط فيما هو أخطر، حينما تشارك أمريكا بشكل مباشر فى الحرب، وتقوم بتوسيع دائرة الصراع، وإشعال المنطقة.

أعتقد أنه من المهم الآن أن يكون هناك تحرك عربى عاجل على مستوى «القمة العربية» فى أقرب وقت للتوصل إلى «رؤية عربية» لإنقاذ المنطقة قبل فوات الأوان, خاصة إذا رفضت إسرائيل خطة التهدئة الحالية.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات