صاحب السمو الشيح محمد بن زايد آل نهيان هو الرئيس الحالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحاكم إمارة أبوظبي.عُرف عن سموه منذ فترة طويلة على أنه القوة الموجهة وراء المبادرات العديدة التي ساهمت في تدعيم وتعزيز أمن إمارة أبوظبي، وتحفيز نمو وتنويع النشاط الاقتصادي فيها. ساهمت الرؤية الثاقبة لسموه وقيادته الحكيمة في نهضة دولة الإمارات الحديثة، وترسيخ مكانتها كوجهة عالمية مثالية في مختلف الأصعدة، وتعد مظلة الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة والرفاه الاجتماعي، التي رسخها سموه واحدة من أبرز إنجازاته التي تخدم الوطن والمواطن، وتعكس عمله وسعيه الموصول من أجل رفعة ومكانة الإمارات وسكانها. سطر سموه إنجازات هائلة على مستوى تعزيز السلم والأمن في المنطقة والعالم، ونشر مفاهيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان والمجتمعات، ودوره الرائد في العمل الإنساني والخيري على مستوى العالم.
وُلد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مدينة العين في 11 مارس عام 1961. اسمه سموه الكامل هو محمد بن زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان بن فلاح بن ياس.
وهو الابن الثالث للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، الرئيس المؤسس لدولة الإمارات. نهل سموه من مدرسة والده " زايد الخير" وتمرس منذ حداثة سنه على شؤون الحكم والقيادة. نشأ سموه تحت رعاية والده ووالدته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك. صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد متزوج من سمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، ولديه أربعة أولاد وخمس بنات.
وعند بلوغه الثامنة عشرة من عمره، أتم سموه سنواته الدراسية بين مدينتي العين وأبوظبي، حيث تدرج في المراحل الدراسية بمدارس الدولة والمملكة المتحدة.
ويمتلك سموه خلفية عسكرية، إذ تخرج عام 1979 من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة حيث تلقى تدريبه هناك على سلاح المدرعات والطيران العامودي والطيران التكتيكي والقوات المظلية، ومن ثم انضم إلى دورة الضباط التدريبية في إمارة الشارقة بدولة الإمارات.
وشغل سموه مناصب عدة في القوات المسلحة، من ضابط في الحرس الأميري - قوات النخبة في دولة الإمارات، إلى طيار في القوات الجوية، ثم تدرج في عدة مناصب عليا حتى وصل إلى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عام 2005.
وشغل سموه أيضاً عدداً من المناصب السياسية، والتشريعية والاقتصادية للدولة، حيث تولى سموه ولاية عهد إمارة أبوظبي في نوفمبر عام 2004، وأصبح سموه رئيساً للمجلس التنفيذي في ديسمبر عام 2004، كما أصبح نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة في يناير عام 2005، كما ترأس سموه المؤسسات التالية : مجلس أبوظبي للتعليم - سبتمبر عام 2005، وشركة مبادلة للتنمية - العام 2002، ومكتب برنامج التوازن الاقتصادي "الأوفست" لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1992، و يشغل سموه أيضاً عضوية المجلس الأعلى للبترول وجهاز أبوظبي للاستثمار.
يُعرف عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شغفه بالصيد والصيد بالصقور (القنص)، الذي ورثه عن والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
كما يهتم سموه بالشعر اهتماماً كبيراً، خاصة الشعر النبطي، ويحرص بشكل متواصل على توفير الدعم للمسابقات الشعرية وغيرها من المناسبات والفعّاليات الثقافية، وذلك من خلال رعايته لها وحضوره بشكل شخصي لعدد كبير منها. بالإضافة إلى ذلك يحرص سموه دائماً على تأكيد التزامه بالأنشطة الثقافية والمبادرات المبتكرة للمجتمع المحلي في المجالين الفني والأدبي.
كما يهتم سموه بعدد من الألعاب الرياضية، ويحرص على الالتقاء بالرياضيين الإماراتيين من الجنسين للاستماع إلى آرائهم أو تكريمهم خاصة حين يتعلق الأمر بحصولهم على مراكز متقدمة في المحافل الدولية.
ساهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تطوير القوات المسلحة لدولة الإمارات، من حيث التخطيط الاستراتيجي والتدريب والهيكل التنظيمي وتعزيز القدرات الدفاعية للدولة، مستلهما توجيهات المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وقد ساهمت توجيهاته المباشرة والقيادية، في جعل القوات المسلحة الإماراتية مؤسسة رائدة تحظى بتقدير عدد كبير من المؤسسات العسكرية الدولية.
يؤمن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن الاستثمار في تعليم أبناء الوطن هو أغلى استثمار، ومن هذا المنطلق حرص سموه على تميز المؤسسات التعليمية الوطنية من خلال توفير أحدث وسائل التعليم والبحث العلمي لرفد مسيرة الوطن بأفضل مخرجات التعليم المواكب للتطور الحضاري العالمي.
أثناء ترأسه سابقة لدائرة التعليم والمعرفة، عمل سمو على تفعيل مشاركة الطلاب وأولياء الأمور في عمليات التقييم، والتواصل مع المؤسسات التعليمية الدولية من أجل تبادل المبادرات المبتكرة الرامية إلى تطوير القطاع التعليمي في الإمارة.
ولا تزال كلمة سموه خلال القمة العالمية للحكومات في عام 2015 تشكل مرحلة تاريخية فاصلة في دولة الإمارات، والتي رسم من خلالها ملامح جديدة لاقتصاد الدولة الذي يرتكز على المعرفة والابتكار والاستثمار في الإنسان باعتباره الثروة الحقيقة التي لا تنضب. وقد شرعت تلك الكلمة أبواب الثقة بمستقبل الوطن، وحولت هواجس الخوف من نفاد النفط والغاز بعد 50 عاماً إلى تفاؤل أوسع بالمستقبل.
وكان لسموه دور فاعل في المشاركة بتطوير إمارة أبوظبي لأكثر من ثلاثة عقود شهدت تحولاً اقتصادياً واجتماعيا متسارعاً. فضلا عن الطفرة العمرانية التي حققتها الإمارة على مستوى إسكان المواطنين، أو على مستوى المنشآت الخدمية والصحية والترفيهية وغيرها من المجالات.
ويشغل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد منصب رئيس مجلس التوازن الاقتصادي (المعروفة بـ الأوفست سابقا). تعمل "توازن" على تنفيذ الاستثمارات من خلال إقامة مشاريع ذات جدوى في مختلف القطاعات والتي تساعد على تنويع اقتصاد دولة الإمارات.
بالإضافة إلى ذلك، تأسست شركة مبادلة للتنمية في العام 2002 لتكون أحد الأذرع الاستثمارية الرئيسية لحكومة إمارة أبوظبي، وتسعى إلى تحقيق منافع اجتماعية واقتصادية مستدامة للإمارة.
تعد القضايا البيئية واحدة من أهم أولويات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على الصعيدين الرسمي والشخصي، إذ قام سموه بقيادة جهود حثيثة لحماية الصقور وطيور الحبارى وظباء المها العربي داخل دولة الإمارات وخارجها، كما كان له دور محوري في تأسيس هيئة البيئة بأبوظبي وأعلن سموه في يناير 2008 عن منح حكومة أبوظبي 15 مليار دولار لمصلحة مبادرة "مصدر" الرائدة عالمياً في مجال الطاقة البديلة والمتجددة، والمطور الأول لهذه المدينة المتكاملة والخالية تماماً من النفايات والانبعاثات الكربونية.
وإدراكاً للتحديات التي تواجه جهود المحافظة على الكائنات الحية، أمر سموه، بتأسيس صندوق متخصص يعنى بتقديم الدعم لأي مبادرات ذات صلة بالمحافظة على الكائنات الحية، سواء أكانت مبادرات فردية تتناول أمراً محدداً أو مبادرات منسقة تسير على مسارات عدة. كما تظهر جهوده في الحفاظ على فن الصقارة وتراثها العريق ونقلها إلى الأجيال الحالية وفق منهجية منظمة ومدروسة تراعي الحياة البرية والحفاظ على البيئة.
يسعى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" دائما إلى إحياء قيم الدين الإنسانية النبيلة، وتعزيز روح الأخوة بين بني البشر. وبرؤيته الثاقبة نجح سموه في مد جسور التواصل والسلام مع جميع قيادات وشعوب العالم، ونشر ثقافة التسامح ونزع فتيل عدد من الأزمات، واالتصدي لأفكار التطرف والتشدد.
ومنذ إقرار الإمارات عام 2019 "عام التسامح"، تصدر سموه المشهد بمواقفه وأقواله، ومن أبرزها استقباله اثنين من أهم القادة الدينيين في العالم، هما قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقد تمخض اللقاء العالمي في العاصمة أبوظبي على توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية"؛ لتكون دليلا على تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل وتفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر.
كما أطلق سموه "صندوق زايد العالمي للتعايش" دعماً لجهود تعزيز ثقافة التعايش السلمي والأخوة الإنسانية بين شعوب العالم.
تفانى سموه في تقديم العون للدول الشقيقة والصديقة، سواء بعقد الاتفاقيات التي تحمل بإعلانها معاني التعايش والتعاون، أو مساهمة حكومة الإمارات وتوجيه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وغيرها من الجمعيات الخيرية لتقديم يد العون للشعوب المنكوبة من الحروب أو من آثار الكوارث والأزمات.
كما لعب سموه دورا في تعزيز تصدي الإمارات والعالم لأزمة كورونا وتداعياتها، حيث أسهمت جهود سموه في أن تكون دولة الإمارات من أوائل الدول التي تنجح في تخطي هذه الجائحة والانتقال إلى مرحلة التعافي التام، وفي ذات الوقت برزت توجيهات سموه المباشرة في مد يد العون وإرسال مختلف أنواع المساعدات المادية والعينية للأشقاء والأصدقاء خلال الجائحة.
ومنذ عام 2011 ، تبرع سموه بمبلغ 247.8 مليون دولار أمريكي (911.4 مليون درهم إماراتي) للجهود الإنسانية والخيرية الهادفة إلى توفير اللقاحات وتمويل حملات القضاء على شلل الأطفال، ولا سيما في البلدان المستهدفة بهذه المبادرات.
كما أطلق سموه صندوق بلوغ الميل الأخير ( Reaching the Last Mile) لجمع 100 مليون دولار أمريكي بهدف القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها، والسيطرة عليها والتي تعيق الآفاق الصحية والاقتصادية لأشد الناس فقراً في العالم.
تحفل مسيرة سموه بالمواقف التاريخية التي صبت في مصلحة تعزيز التعاون والتضامن مع الدول العربية الشقيقة، ودعمه الاستقرار الإقليمي والتصدي لكل التحديات التي تمسّ أمن المنطقة وفي مقدمتها الإرهاب والفكر المتشدد. أما دوليا فقد كان سموه المبادر الدائم لإيقاف الصراعات بين الدول، والساعي إلى المصالحات بحثاً عن السلام العالمي وسعياً لحقن الدماء وحفظاً للإنسان وصوناً لكرامته.
يهدف مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل إلى ربط الشباب بقادتهم عبر تجارب تعليمية مبتكرة تساعد الجيل القادم من القادة على التواصل مع شخصيات فكرية رائدة تدعمهم في صقل مهاراتهم واكتساب خبرات تمكنهم من التطور مهنياً.
يهدف المجلس إلى تطوير قدرات الشباب لإعدادهم للمستقبل، حيث سيحظى قادة الإمارات المستقبليين بالفرص وسيواجهون التحديات وسط عالم سريع التطور، يقوم على الأفكار والتكنولوجيا. يرسخ المجلس مفهوم القيادة القائمة على القيم والتعلم المستمر مدى الحياة.
حصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على العديد من الأوسمة والميداليات من الإمارات ودول أخرى منها: مملكة البحرين، ودولة قطر، ودولة الكويت، وسلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية، وباكستان، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وأسبانيا، وإيطاليا، والصين، وكوريا الجنوبية، وماليزيا، إضافة إلى الأمم المتحدة.
التعليقات